العربية مفتاح اللغات(1)
مقال كتبه الأب (انستاس ماري الكرملي) من ير هذا العنوان، يقل : هذه مبالغة صريحة، هذا مديح في غير موطنه،هذا كلام غير عصري. لكني أرجو منك ألا تصدر حكمك إلا بعد الوقوف على هذه السطور، وإلا فالحكم قبل سماع المحكوم عليه يُعَدُّ حمقاً، أو لا أقل من أن يكون جهالة صريحة. علم أسرار اللغات أو (الفيلولوجية) علم حديث كشف خفايا لم تخطر على بال بشر، ومع تقدمه الحديث في جميع الألسنة لم نجد من تعرض لمقابلة العربية بسائر اللغات الأوربية أو باللغات غير السامية.نعم عنَّ هذا الخاطر على بال اثنين من المستشرقين، لكن قيام بقية العلماء عليهما ثبط همة الباحثين عن الإمعان في هذا الموضوع الجليل. وكان أول اللغويين (مس أرنلت)فقد وضع كتاباً وسمه بما معناه( المفردات السامية في الإغريقية واللاتينية):Muss-Arnolt.-On Semitic words in Greek und. (Transactions of ihe American philological Association. Vol. XXlil. 1892) والثاني(لَوِىً) الذي وضع كتاباً سماه (الألفاظ السامية في اللغة الإغريقية)أي:Lewy Fremdw –Die semitischen Fremdworter inGriechischen. Berlin /1895. وكلاهما مال في أغلب الأحايين إلى اتخاذ العبرية مثالاً لسائر الأخوات الساميات،وإليها أعاد الأصول التي ظنت أنها من معدن سامي. أما العربية فجعلت في زاوية تكاد تكون منسية . على أني لم أطلع على الكتابين المذكورين، بل عثرت على كلمات نقلت عنهما فلم ألّف الكاتبين معيبين دائماً في مدعاهما. وكنت قد أولعت منذ أكثر من أربعين عاماً بمقابلة لغات أوربا باللغات السامية فوجدت العربية تقوم أحسن قيام لأداء ما نحن في صدده. أي مقابلة الألفاظ الهندية الأوربية بالألفاظ السامية، ولاسيما بالألفاظ العربية، بل وجدت العربية هي اللغة الوحيدة التي تحل لنا ما تَعقّد من أصول تلك اللغات…. (1) مقال كتبه الأب (انستاس ماري الكرملي)صاحب مجلة لغة العرب، نُشر في مجلة الهلال عام /1928م/. راجع (اللغة العربية) القسم الرابع منشورات وزارة الثقافة في سورية،تحرير وتقديم الأستاذ محمد كامل الخطيب.
اضف تعليقا