جواب عن أسئلة يعرضها الملحدون متعلقة بالطعن بصياغة القرءان

جواب عن أسئلة يعرضها الملحدون متعلقة بالطعن بصياغة القرءانالكلمات كمبنى هي رهن إرادة المتكلم، وليس العكس، فالمتكلم هو الذي يحكم صياغة الخطاب ولايحكمه الخطاب، ونعرف قصد المتكلم من طريقة صياغته للكلمات تقديماً وتأخيراً، ورفعاً ونصباً، ولايوجد شيء يلزم المتكلم بطريقة معينة سوى القواعد العامة بطريقة الاستخدام.والخطأ الذي يرتكبه الباحث في القرءان هو تأثره بالصياغة الشائعة بين الناس ، فيظن أنها الأصل ولا يوجد غيرها، وكذلك شرحه لمفهوم كلمات القرءان يأخذ أول معنى يخطر في ذهنه مما هو شائع ومنتشر بين الناس، ويجعله معنى الكلمة القرءانية، والأمر ليس كذلك، فلابد من دراسة مفهوم الكلمة من القرءان ذاته حسب استخدامه لها وفق سياقها ومفهومها اللساني الثابت.مثلاً: نقول : جاء زيد على الفرس. إن كان زيد هو محل الكلام.ونقول : جاء على الفرس زيد. إن كان الفرس هو محل الكلام. فالتقديم والتأخير له علاقة بقصد المتكلم وذلك ليعطي أهمية أو يلفت النظر إلى شيء. نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28، فقد قدم المتكلم في النص كلمة (الله) لأهمية المقام ، وهي منصوبة وليس هو فاعل الخشية ، وإنما هو محل الخشية، وأتى بعدها الفاعل وهو(العلماءُ).وكذلك في قوله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133، قدم المتكلم كلمة(يعقوبَ) وهي منصوبة على الفاعل ( الموتُ) وذلك لأن محور الكلام هو يعقوب وليس الموت.إذا؛ الفهم أولاً للخطاب وبعد ذلك يأتي الإعراب، وقد قال علماء النحو والمنطق افهم ثم اعرب.لذلك يؤتى الملحد من جهله كما قال الشاعر: كم من عائب قولاً ًصواباً …..وآفته من الفهم السقيم يقول الملحد: القرءان كتاب متناقض ومليء بالأخطاء النحوية وضرب على ذلك عدة أمثلة ، منها:1- أتى الضمير في كلمة (بطونه) مذكر رغم أن السياق يتكلم عن الإناث فهي التي يخرج منها اللبن، ومرة مؤنث في نص آخر(بطونها):{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ }النحل66{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }المؤمنون21 – الجواب:كلمة أنعام جمع لكلمة نَعَم ، و هي ليست اسم جنس لحيوان وإنما صفة لمجموعة من البهائم متحقق بها صفة الانتفاع من لحمها ولبنها وصوفها و{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }الحج28.وهذا يعني أن النص الأول الذي استخدم ضمير المذكر مع كلمة (بطونه) يشمل أنواع النعم كلها ولا يحدد نوع معين منها أي يشمل الذكور والإناث للعبرة، وأتت كلمة( مما في) وهي أصلها ( من ما) ,أدمجت مع بعضها، ودلالة ( من) في النص هذا هي تبعيضية وليست تفسيرية بيانية، وكلمة(ما) اسم موصول بمعنى الذي، ليصير المعنى: نسقيكم من بعض الذي في بطون الأنعام من بين فرث ودم لبناً..، وذكر السقيا للبن دل على أن التبعيض متعلق بالإناث من الأنعام وليس كل الأنعام، فالعبرة متعلقة بالأنعام كلها ، والسقيا متعلقة بالإناث منها.النص الثاني أتت كلمة (بطونها) منتهية بضمير مؤنث(ها)، ليصير المعنى من بداية النص كالتالي: العبرة في كل الأنعام على مختلف أنواعها، والسقيا من الأنعام الإناث فقط ، والمنفعة في الأنعام جميعاً وأضاف فوائد أخرى وهي (منافع كثيرة) مثل الركوب وغيره، وأكل لحومها أو ما تنتج من نِعم . فلا يوجد أي تعارض أو خطأ في صياغة النصين، وكل نص يسلط الضوء على زاوية غير الأولى. 2- يقول الملحد: أتت كلمة الصابئين منصوبة في سياق الرفع ، وكان ينبغي أن ترفع مثلهم.{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62، وذلك على غرار النص الآخر: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ والصابئون وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69 – الجوابلا يوجد شيء يلزم المتكلم سوى مقصده من الكلام وحركة الكلمة ترجع للمقصد وليس للصيغة الظاهرة، وهذا يقتضي معرفة مقصد المتكلم أولاً، ثم نعرب الكلمة ثانياً بناء على مقصده وظهورها بالكلام.فكلمة ( الصابئين) في النص الأول أتت منصوبة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ..) ولا يوجد هنا أي إشكال فالأمر واضح بأن كلمة (الصابئين) اسم إن منصوب وهي مؤكدة مثل الكلمات التي سبقتها، لأن النص أتى بداية لتقرير مفهوم النجاة يوم القيامة دون مفاضلة بين الناس ومللهم . بينما في النص الآخر أتت مرفوعة (الصابئون) وقدمت على كلمة (النصارى) لتكون جملة اعتراضية للفت نظر المتلقي للخطاب وإدخال مقصد في الجملة، وذلك مثل عندما يتكلم أحدنا فيقول: إن الطائرة و السيارة والدراجةُ (بالرفع) والقطارَ وسائل نقل سريعة. فدخول كلمة ( الدراجةُ) بالرفع بين الكلام هو بمعنى (كذلك الدراجة) وهي وسيلة متواضعة بالنسبة لما سبق من الوسائل تدخل تحت حكم وسائل نقل سريعة، وأتت بالرفع لينتفي عنها التوكيد المتعلق بما سبقها من أشياء كونها أدنى منهم. وكلمة (الصابئون ) في النص أتت مرفوعة لتخرج عن التوكيد وتلحق بهم في الحكم فقط، ليصير النص كالتالي:( {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ ( وكذلك الصابئون ) وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }لأن النص أتى بعد الكلام على أهل الكتاب وهو{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68، والصابئون ليس لهم كتاب سماوي فهم أدنى من أهل الكتاب، لذلك أتت كلمة (الصابئون) مرفوعة بين منصوبات مؤكدة بإن. 3- يقول الملحد: أتت كلمة ساحرين بالرفع وكان ينبغي أن تأتي بالنصب لأنها اسم إن، أو بالجر لوجود حرف اللام في نص{قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى }طه63. – الجوابكلمة (إنْ) هي حرف نفي وليس هي (إنَّ وأنَّ) التي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الاسم ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها، فالخطأ بدا من جهل الملحد بمعنى كلمة(إنْ) الساكنة. إنْ: حرف مخفف وتفيد النفي ، وهي غير إنَّ وغير إنْ الشرطيةهذان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنىلساحران: اللام فارقة وهي بمعنى إلا لإثبات ما بعدها، الساحران خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى.