السؤال:

هل يرجع الأموات إلى الحياة الدنيا بعد توفيهم، وبالتالي يمكن أن يرجع المسيح؟

الجواب:

من يموت بصورة مادية وتزهق حياته من جسمه، وتتوفى نفسه يجمع على كلمة (أموات)، أو من يهلك جسمه ويقتل في سبيل الله فتخرج نفسه من جسده وتنتقل إلى حياة أخرى فهو ميت الجسم حي النفس ، و هذان الصنفان لا يرجعان إلى الحياة الدنيا قط ، وهذا لا يعني عجز قدرة الله عن إرجاعهم ، وإنما يعني أن الله هكذا جعل سنته في الخلق وهو ملتزم بما وضع من سنن، { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43 لنقرأ:
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ }الأنبياء95
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }يس31
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأعراف53
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }السجدة12
{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }فاطر37
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }آل عمران170
سنة الله في الخلق والحياة و الموت أن الذي يموت موتة مادية وتزهق حياته وتتوفى نفسه لايرجع إلى الحياة الدنيا ، وكذلك من خرج من الحياة الدنيا بطريقة ما مثل القتل في سبيل الله أيضاً لايرجعون للدنيا .
فأي نص يستخدم كلمة الأموات فهي تدل على الموت المادي ، وأي نص يستخدم كلمة (الموتى) فهو يدل على الموت المعنوي.
ودلالةكلمة التوفي  للإنسان حين الاطلاق يقصد بها الموت وإن أراد الله  معنى آخر ذكر معها قرينة تحدد ذلك مثل الوفاة نوماً.
ولذلك المسيح قد توفي بصورة الموت ولن يعود إلى الحياة الدنيا ،  ومفهوم نزول المسيح  دخيل على الثقافة الإسلامية من ثقافة أهل الكتاب