السؤال:

هل ثبت أن النبي تزوج أكثر من أربعة نساء، أليس هو أسوة لنا؟

الجواب:

مفهوم أن النبي هو قدوة وأسوة وهو أولى الناس بالطاعة و الالتزام بما شرع الله كلام صواب. والزواج بحد ذاته ليس حراماً ولافاحشة ولامنكراً ولا هو ضرر للناس ، والمشرع لم يبح الزواج لأن الزواج أصل بالعلاقة الإنسانية وهو فطرة، وإنما أباح التعدد للرجل بالنكاح من أربع نساء كحد أقصى ، وهذا يعني أن التعدد  بالنكاح كعلاقة زوجية مقبول شرعاً وليس هو فاحشة أو أمر منكر أو حرام، ولظرف اجتماعي اقتصادي حدد المشرع الحد الأعلى للنكاح بأربعة  لمن يرغب بالتعدد وليس هو حكم واجب تحقيقه، ومعروف أن المشرع حض على التعدد من الأرامل والمطلقات لترميم الأسرة وكفالة اليتامى وسكت عن مجرد التعدد وتركه لتنظيم المجتمع منعاً أو سماحاً أو تقييداً، وأتى في التشريع حكم خاص للنبي وليس تشريعاً للناس هو السماح بتجاوز ذلك العدد في فعل مباح حسب ما تقتضي المصلحة حينئذ التي يراها النبي مثل توثيق العلاقة أو المصاهرة مع رجال معينين لتقوية الولاء والنصرة له  أو العناية بسيدات كبيرات في السن لمقامهن وماشابه ذلك واستمر الحكم مفتوح لفترة معينة وبعد ذلك نزل حكم بتحريم ذلك على النبي ، مع العلم أن النبي عاش معظم فترة حياته مع زوجة واحدة وهي أم  أولاده فهو لم يتزوج إلا بعد أن توفيت زوجته السيدة خديجة وهو في سن الخمسين من العمر والتعدد عنده حصل بعد هذا العمر وهذا يعني أن الدافع ليس هو الجنس وخاصة لرجل معروف بالأخلاق العالية والراقية إنسانياً ويقود أمة فهو ليس بصاحب دنيا وقصور وخدم وأكل  وشرب ولهو وملذات….

وكون الزواج ليس فاحشة ولامنكر ولاحرام وسمح المشرع بالتعدد في النكاح، فيعني أن تجاوز هذا العدد بالنسبة للنبي هو زيادة في الحد الأعلى للمباح وليس ارتكاب لفاحشة أو حرام  لأن التعدد بالنكاح ليس من دائرة الحرام وإنما من دائرة النواهي وهذا يعني أن الدائرة يمكن فتحها لظرف ما بخلاف دائرة الحرام فلا تفتح أبداً ولو تعرض الإنسان للهلاك إلا الأمور الخاصة التي لاعلاقة لها بالناس وحقوقهم تفتح للضرورة مثل أكل الميتة، وهذا يعني أن النبي مارس أمر مباح في أصله وليس فاحشة ولا حرام وإنما هو من الأمور المباحة المنظمة والمقيدة وتم السماح للنبي فقط بتجاوز القيد لحكمة ومن ثم تم إلغاء الفتح ومنع النبي من النكاح نهائياً بعد نزول النص.

{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23

تحريم الجمع في النكاح بين الأختين دليل على إباحة الجمع بين غير الأختين، ودلالة كلمة الأختين في النص علاقة نسب وليست علاقة إيمان كما ادعى بعضهم فهماً من نص {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10، وبالتالي لايجوز الجمع بين المرأتين، ولو كان الأمر كما ادعى لوجب تحريم نكاح النساء كلهن لأنهن أخوة لنا بالإيمان بدلالة مجيء كلمة أخت في بدءالنص{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ..}!