السؤال:

هل القصاص والعقوبة بالمثل قاعدة عامة تشمل الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال في حال قام العدو بذلك؟

الجواب:

دراسة النص القرءاني تكون وفق المنظومة القرءانية}وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }النحل126ما ينبغي أن يفهم نص قرءاني وحده بمعزل عن منظومة القرءان مثل( فويل للمصلين) أو( فاقتلوهم حيث ثقفتموهم). و رد العقوبة أو العدوان يكون وفق أحكام القرءان الأخرى ، فمثلاً قام العدو بفعل الفاحشة مع النساء أو الذكور لا يعني أن يقوم المسلمون بذلك بحجة رد العدوان أو العقوبة بالمثل، فكل قوم يتصرفون وفق ما تملي عليهم مفاهيمهم وثقافتهم وإلا صرنا مثلهم قطاع طرق ومجرمين!!!ولذلك أنهى المشرع النص بطلب من المسلمين الارتقاء بأنفسهم روحياً نحو الأخلاق والعفة فقال:(وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ )؟

القِصَاص حكم خاص في القتلى وليس عاماً في كل شيء}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة178}وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة179من الخطأ الفاحش تعميم بعض الباحثين حكم القصاص في أي سلوك إجرامي، أو جعل هذا النص شعار في المحكمة يضعونه فوق منصة القاضي، والأولى وضع النص }إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58 شعار فوق رأس القاضي.رغم أن نص القصاص كما هو ملاحظ متعلق بحرب أهلية أو قبلية في المجتمع الواحد، وحتى نوقف الحرب والدمار لابد من القصاص من الطرفين بحيث يصير بينهما مساواة ويقف سفك الدماء وإلا استمر سفك الدماء بينهما إلى ما لانهاية ، فإسالة الدم قصاصاً هو نفي لاستمرار نزيف الدم ، مع الحض على الصلح والعفو والصبر والارتقاء فوق الانتقام وعدم سفك الدماء، والتحول إلى التعويض المالي، والصلح خير.أما نص {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45، فهو نزل في التوراة وليس حكماً قرءانياً، وبالتالي منسوخ حكمه في القرءان وتحول الحكم نحو الرحمة و التخفيف للعقوبة غير المؤذية للإنسان وللتعويض المالي