غزوات النبي سياسة وليس ديناً

الغزوات  التي حصلت في حياة النبي هي من مقام الرئاسة وليس من مقام الرسول ولامقام النبي، وهذا يعني أنها ليست واجباً دينياً وإنما هي واجب سياسي فرضه الظروف لحماية المجتمع الجديد بدولته البدائية، ولذلك من الخطأ دراسة هذه الغزوات دينياً أو تقويمها كذلك، وبالتالي لا حاجة لتبرير أي خطأ حصل حينئذ لأنه ليس دينا ولا مرجعاً لنا ولا ملزمين به وغير مطلوب منا أن نبرر فعل أحد، فهي أحداث تاريخية ظرفية متعلقة بالقوم زمكانياً تدرس كمادة تاريخية ليس إلا وفق مفهوم {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134

وإن كان تاريخ النبي كذلك فمن باب أولى ما حصل بعده من الصحابة من غزوات وأحداث وحروب فهي ظروف  وفق معطيات معينة قد تكون مبررة حينئذ أو مطلوب فعلها من رؤية سياسية للحاكم ولا يصح تقويم العمل التاريخي بزمن غير زمانه وله  معطيات خاصة به.

ولذلك ينبغي فك ارتباط القرءان عن أحداث التاريخ المتمثل بحديث النبي وفعله وأحداث الصحابة و التفاسير ، وغير ملزمين بتبرير سلوك أي أحد منهم أو التحقق من صوابه فهي أمور خارج الدين وليست مصدراً له، وهذا لا ينفي أهمية دراسة التاريخ كمصدر معرفي للعبرة و العظة ولاكتشاف حركة التاريخ والسيطرة على الأحداث من خلال العلم بالسنن التاريخية التي تحكم حركة المجتمعات كحياة وموت، وكنهضة وتخلف.