– الملحد: هل رأيت كيف أن دينك يأمر بالعنف والإجرام ( إشارة  لحادث شارلي في باريس).

– مسلم حنيف: هل التطبيق السيئ أو المتطرف من قبل فئة من الناس يجعل ذلك  وصمة عار على الدين ؟

ألا يوجد تطرف يميني إرهابي في معظم ملل أهل الأرض؟

– الملحد: ألم يستقوا صواب فعلهم من الدين الإسلامي؟

– مسلم حنيف: كيف يعني استقوا  ذلك من الدين؟

– الملحد: ألم يُفت كبار علماء الإسلام  قديماً ولاحقاً بكفر من شتم النبي ويُقتل ردة في حال لم يتب ودمه هدر؟

ومن أشهر الكتب كتاب ابن تيمية ( الصارم المسلول على شاتم الرسول)؟

– مسلم حنيف: نحن في ديننا لا يوجد مراجع كهنوتية يكونون مصدراً للدين ، فرأي هؤلاء سواء أكان منقولاً أو مخطوطاً ، وسواء أكانوا قلة أو كثرة لا قيمة له علمياً ولا دينياً إلا بالبرهان .

– الملحد: وهؤلاء الذين تسميهم الكهنوت ألم يعتمدوا في رأيهم على روايات تنسب للنبي وهي معروفة ومحفوظة في مصادركم الروائية ولعل أشهرها قصة الأعمى الذي قتل أمته التي كانت تشتم النبي حسب زعمه وهي أم لولديه حيث أنه طعنها بالسكين في بطنها ، وعندما علم النبي بذلك صوَّب فعله وأهدر دم المرأة المقتولة.

– مسلم حنيف: الرواية التاريخية أو التطبيق  ليس مصدراً للدين ولا قيمة له دينياً.

– الملحد: ومن أين يستقي  أهل السنة مفاهيمهم وفقههم أليس من الرواية الحديثية المنسوبة للنبي؟

– مسلم حنيف: قلت لك الروايات التاريخية ولو نسبت للنبي فهي تبقى رواية تاريخية تخضع للتصحيح والتضعيف وليس مصدراً دينياً ولابرهاناً على حكم شرعي أو مفهوم إيماني.

– الملحد: والشيعة من أين استقوا مفهوم المهدي والعصمة و الأئمة ، أليس من الروايات التاريخية المنسوبة للنبي والأئمة؟

– مسلم حنيف : قلت لك روايات أهل السنة تاريخية وليست مصدراً دينياً ولا برهاناً بذاتها على شيء ، فتأتني بروايات الشيعة وهي أشد ضعفاً وأكثر كذباً !!

– الملحد: عجيب أنت من أين تستقي أمور دينك؟

– مسلم حنيف: العجيب هو سؤالك أنت وكأن الدين الإسلامي لا يوجد له كتاب  إلهي معروف ومشهور ومنتشر اسمه القرءان هو المصدر التشريعي والإيماني فقط.

– الملحد: طيب؛ القرءان ذاته يحرض على العنف والقتل لمن شتم الرسول.

– مسلم حنيف : تفضل اذكر لي النص الذي يحرض على قتل الناس لمجرد أنهم شتموا الرسول أو الله؟

– الملحد: ذكر شيخ المفسرين ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين الذين أتوا بعده…..

مقاطعة من مسلم حنيف

– مسلم حنيف: هو أنت لاتفهم عربي ؟ قلت لك من القرءان وليس رأي فلان ولا علتان وما ذكر وما كتب ، هذه آراء خاصة بهم لا تلزم أحد وليست حجة ولا برهان بذاتها على شيء.

– الملحد:  أليس قتل المرتد ورجم الزاني المحصن وبتر يد السارق وختن الذكور والإناث أحكام دينية عندكم ؟ وتدعي الرحمة والإنسانية والحرية ؟

– مسلم حنيف: هل قرأت أنت بنفسك هذه الأحكام موجودة بالقرءان أم سمعتها تردد هنا وهناك في الكتب والمقالات

وتكررها كالببغاء وتطعن بها الإسلام؟

– الملحد : ليس أنا من الضروري أن أقرأها ، يكفي أن المسلمين يروجون لها ويطبقونها في بعض بلادهم

– مسلم حنيف : من يريد معرفة حقيقة شيء ينبغي أن يدرس ذلك في  مصدره الأساسي وليس ما يقول الناس هنا وهناك أو ما يطبقه الهمج المتطرفين في بعض بلادهم ، فهذا التطبيق الإرهابي موجود في كل ملل الأرض حتى البوذيين المشهور فكرهم بالسلم قام  رهبانهم بسفك الدماء بشكل وحشي همجي وقتلوا الناس العزل!!!

– الملحد:  هل أنت مسلم ؟!!

– مسلم حنيف: أمرك عجيب ، ماذا قرأت أو فهمت من قولي ؟ هل قرأت أني بوذي مثلاً؟

– الملحد: لا ليس بوذياً، ولكن كلما آتيك بمصدر ديني من علمائكم أو كتبكم ترفضهم وتقول ليس مصدراً ولا برهاناً!!

– مسلم حنيف: ألم تلاحظ أنك تأت بكل شيء من هنا وهناك وتدور وتلف ولا تقترب من القرءان رغم أنه المصدر الأول حتى عند هؤلاء الكهنوت ، وفي الواقع هو المصدر الأول والنهائي للدين كتشريع ومفاهيم إيمانية، لماذا تتجاهل القرءان وهو كتاب الله والمصدر للدين الإسلامي وتلهث وراء كتب ابن تيمية  ورأي زيد وعبيد في كتب التفسير والرواية  والتطبيق التاريخي؟

– ملحد: لأن هذا الإسلام الذي تصدرونه وتنشرونه!

– مسلم حنيف: رجعت للتعميم، هذا رأي فئة من المسلمين ويرفضه فئة أخرى

– الملحد: ولكن هم الأكثرية ومعهم معظم التراث إذا ما كان كله.

– مسلم حنيف : هل الكثرة والتطبيق التاريخي برهان علمي على صواب شيء أو خطئه؟

– الملحد: حسناً ، ما تقول بأمر القرءان بقتل الناس الكفار حيث ما وجدتموهم؟

– مسلم حنيف: جيد أن ترجع للقرءان وتناقش منه فقط ، ولكن ينبغي أن تعلم منهج التعامل مع القرءان ودراسته فهو له منهج خاص به، ومن لا يتعلمه يخرج بمفاهيم هزلية أو أحكام مضحكة أو إجرامية مثل ما أنت تفعل، وهذا يسمى العضوضة في التعامل مع القرءان، بمعنى التجزئة للنص وفهمه بمعزل عن السياق وبعيد عن منظومته التي ينتمي إليها مثل  (فويل للمصلين) أو(مثلهم كمثل الكلب) أو(فاقتلوهم حيث ثقفتموهم) …

الأمر بالقتل أو القتال هي أحكام ظرفية متعلقة بحرب دائرة أو متعلقة بقوم بيننا وبينهم حرب وفي عهود ومواثيق بيننا ، فإن غدروا  بنا أو نقضوا المواثيق والعهود أو اعتدوا علينا فطبيعي أن يأتي الخطاب بالأمر بالقتل وقتالهم ، وهذه أحكام ظرفية من قسم أحكام الطوارئ وليس أحكام دائمة أو أصل في العلاقة  بين الناس، وهذا الفعل موجود في كل دساتير المجتمعات الإنسانية وهو حق لهم مشروع .

أما الأصل في العلاقة بين الناس والمجتمعات هو التعايش السلمي الإيجابي الذي يقوم على السلم والأمان والحريات .

-الملحد : أنت كافر وليس مسلماً في نظر معظم المسلمين المعتبرين من الشيعة والسنة الذين يمثلون الإسلام

– مسلم حنيف: التكفير  دون برهان ولابينة هو صفة المتطرفين والإرهابيين والاقصائيين، ولا يوجد فئة تمثل الإسلام على الأرض وتكون هي الوصي على دين الله ، فكل ملة تمثل ذاتها فقط وتبتعد عن الإسلام أو تقترب منه حسب موافقتها للقرءان والعلم فقط، ولا يأخذ أحد موافقة أحد في صواب فكره ولا ترخيص منه، لذلك لا قيمة لرأي أحد في فكر أو سلوك الطرف الآخر، ولايحق له أن يحاكمه أو يقصيه ويخرجه من الإسلام،  ونحن أسلمنا لله حنفاء وليس لجهة مخلوقة ولا ننتظر اعتراف أحد بإسلامنا .

-الملحد: وما تقول بالعنف والقتال السائد فيما بينكم بوحشية مثل داعش وحالش؟

– مسلم حنيف : إن تجاوزت الجانب الفكري المؤدلج تجد أن وراء العنف والإرهاب في بلادنا هو الغرب بقيادة أمريكا ودولة اليهود الصهيونية، فهم يرعون الإرهاب العالمي ويفتعلونه في بقاع الأرض .

– الملحد: غريب كلامك ، ولماذا يهاجر المسلمون إلى الغرب إذاً ؟

– مسلم حنيف: ينبغي أن تفرق بين سياسة الغرب الداخلية لشعوبهم وسياستهم الخارجية مع الشعوب الأخرى وخاصة الشرق الأوسط، وهذا واضح لكل عاقل ذو بصيرة.

-الملحد: ولكن تلهثون للهجرة لبلاد الغرب وتدفعون الثمين والرخيص، بل تغامرون بإلقاء أنفسكم في البحر لتصلوا لعندهم!

– مسلم حنيف: من الذي يستبدل الأدنى بالذي هو خير ؟ بلادنا لا تغيب عنها الشمس أنستبدلها ببلاد لا تشرق بها الشمس إلا قليلاً ؟!!! ما يدفعنا للهجرة هو جور الطغاة وظلمهم المدعومين من قبل طغاة الغرب.

– الملحد : أنت لا تمثل المسلمين ولا تصلح للنقاش.

– مسلم حنيف : صدقت، فأنا لا أقع بفخك وخبث عرضك ونقاشك ، فأنت تريد شيعي أو سني من عباد المثناة حتى تأخذ راحتك في النقاش وتعرض عضلاتك عليه وتسرح وتمرح في التراث وترميه على رؤوسهم وكلما أجابوا على مسألة أتيت بعشرة غيرها لتغرقهم ولايدرون جواباً ويقعون بالفخ وتضحك عليهم وتظن أنك انتصرت وأثبت أن الإسلام دين الجهل والتخلف والهمجية والخرافة .

ولكن هيهات فالإسلام بمصدره القرءاني وبلسانه العربي المبين ومنهجه الحنيف والواقع والعلم أقوى منك بكثير ولاتكاد تفقه خطابه لأن مستواه أعلى منك ، ولاقيمة لكل ما تفعل وسوف يذهب هباء منثورا.