مفهوم:(وإنه لعلم للساعة فلا تمتَرُنَّ بها)

عائدية الضمائر

معظم التفاسير نقلت عن بعضها تأثراً بحديث نزول النبي عيسى فقالت:إن المقصود من النص هو النبي عيسى نفسه، ويوجد مفسرين نقلوا الرأيين، ويوجد من رجح إنه القرءان وليس النبي عيسى. والصواب هو أن الضمير يرجع إلى القرءان، والمقولة التي تقول: يرجع الضمير لأقرب مذكور قبله، ليس قاعدة علمية لسانية وإنما هي مقولة أهل النحو وخاصة بكلام الناس فما ينبغي أن يرجع أحد الضمير أثناء كلامه لاسم سابق نسيه الناس ومضى عليه وقت فيصيبهم بالضلال والضياع والانحراف عن فهم المقصود، بينما أسلوب القرءان مختلف تماماً عن أسلوب كلام الناس فيمكن أن يرجع الضمير إلى أول الكلام من السورة أو قبل مجموعة من النصوص، والقاعدة في عائدية الضمائر هي السياق ومعنى الكلام وليس القرب والبعد للضمير.

1- تفسير القرطبي

قوله تعالى: ” وإنه لعلم للساعة فلا تمترُنَّ بها ” قال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير: يريد القرآن، لأنه يدل على قرب مجئ الساعة، أو به تعلم الساعة وأهوالها وأحوالها.

2- تفسير التحرير والتنوير

وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا واتبعون هذا  .

الأظهر أن هذا عطف على جملة { وإنه لذكرٌ لك ولقومك } [ الزخرف : 44 ] ويكون ما بينهما مستطردات واعتراضاً اقتضته المناسبة .

لمّا أشبع مقام إبطال إلهية غير الله بدلائل الوحدانية ثُني العِنان إلى إثبات أن القرآن حق، عوداً على بدْءٍ . وهذا كلام موجه من جانب الله تعالى إلى المنكرين يوم البعث، ويجوز أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم

وضمير المذكر الغائب في قوله[وإنه لعلم للساعة] مراد به القرآن وبذلك فسَّرَهُ الحسن وقتادة وسعيد بن جبير فيكون هذا ثناء ثامناً على القرآن، فالثناء على القرآن استمرّ متصلاً من أول السورة آخذاً بعضه بحُجز بعض متخلَّلاً بالمعترضات والمستطردات ومتخلصاً إلى هذا الثناء الأخير بأن القرآن أعلم الناس بوقوع الساعة .

ويفسره ما تقدم من قوله : { بالذي أُوحي إليك }  الزخرف : 43  ويبينه قوله بعده { هذا صراط مستقيم }، على أن ورود مثل هذا الضمير في القرآن مراداً به القرآن كثير معلوم من غير معاد فضلاً على وجود معاده .

ومعنى تحقيق أن القرآن عِلْم للساعة أنه جاء بالدين المكمل للشرائع فلم يبق بعد مجيء القرآن إلا انتظار انتهاء العالم . وهذا معنَى ما روي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم « بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين، وقرن بين السبابة والوسطى مشيراً إليهما » والمشابهة في عدم الفصل بينهما .

وإسناد { عِلمٌ للساعة } لأن القرآن سبب العلم بوقوع الساعة إذ فيه الدلائل المتنوعة على إمكان البعث ووقوعه . ويجوز أن يكون إطلاق العلم بمعنى المُعْلِم، من استعمال المصدر بمعنى اسم الفاعل مبالغة في كونه محصلاً للعلم بالساعة إذ لم يقاربه في ذلك كتاب من كتب الأنبياء .

ويرجع الضمير(وإنه لعلم للساعة فلا تمترُنَّ بها)  أيضاً إلى بدء السورة {حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرءاناً عَربياًّ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{3}…..{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }الزخرف61.

   فالنبي عيسى ليس علماً للساعة وليس هو الصراط المستقيم.

لذا؛ ينبغي على علماء المسلمين أن يزيلوا هذه الخرافات من تصوراتهم وثقافتهم ويحاربوها وينشروا الوعي بين المسلمين، وأن لا ينتظروا نزول المسيح، ولا شبيهه الأحمدي القادياني، ولا ظهور المهدي المزعوم عند الشيعة أو أهل السنة أو الأحمدية، ولا وصاية لأحد على الأمة الإسلامية لا نبي ولا مهدي ولا غيره من المجتمعات السابقة، وكل مجتمع مسؤول عن نفسه وعن نهضته.

يرجى مراجعة كتابي للتفاصيل

أسطورة نزول المسيح أو شبيهه