طريقة التفكير

طريقة التفكير

كلمة طريقة، تدل على الشّيء المستمر الثّابت على ما هو عليه من صفات، ومن هذا الوجه؛ فللتّفكير طريقة ثابتة، وأساليب مختلفة.

فما هي طريقة التّفكير ؟

طريقة التّفكير أمر مُرتبط بنوعية الشّيء الذي نفكر فيه، وفي الواقع نلاحظ، أنه يوجد طريقتين للتّفكير، هما:

 الطّريقة الأولى: هي التّفكير الذي يعتمد على العملية العقلية عن طريق  الوُصُول من المعلوم إلى المجهول، وقياس الغائب على الشّاهد، المُماثل له، ولأن هذه الطّريقة، تعتمد على العملية العقلية، التي هي التّمييز، والتّحليل، والتّركيب، والرّبط، والاستقراء، والاستنباط، والاستنبات للمعلومات، فسوف نسميها: طريقة التّفكير العقلية، وهذه الطّريقة  مُوَجِّهة لكل تفكير يتم، وهي أساس له.

 الطّريقة الثّانية: طريقة التّفكير العلمية (التّجريبية) وهذه الطّريقة، تعتمد على التّجربة ـ بصُورة أساسية ـ وتستخدم الملاحظة، والاستنتاج، من خلال إخضاع الشّيء إلى ظُرُوف غير ظُرُوفه، وملاحظة ما يحصل ويتغير فيه، ومن ثمَّ يمكن القيام بعملية الاستنتاج.

مثلاً: إذا عرضنا قطعة حديد إلى الحرارة؛ نلاحظ أنَّ الحديد يتمدد، فنستنتج أنَّ الحديد يتمدد بالحرارة، وننتقل من الاستنتاج إلى الاستقراء، وذلك بتعميم النّتيجة، على كل ما يشارك الحديد من المعادن؛ فنقول: المعادن تتمدد بالحرارة.

فالاستنتاج: هو نزول من الحكم الكلي المعمم؛ إلى الجزء، والحكم عليه من خلال الملاحظة والتّجربة.

الاستقراء: هو انتقال من الاستنتاج (الحكم الجزئي)؛ إلى التّعميم على الكل، فنلاحظ أنَّ الاستقراء يتضمن الاستنتاج، والاستنتاج يوصل إلى الاستقراء، وبينهما علاقة تكاملية تضمنية لا ينفصلان عن بعضهما أبداً.

وهذه الطّريقة للتّفكير تعتمد على الملاحظة والتّجربة؛ لمعرفة مصداقية الفكرة في الواقع، والوُصُول إلى المعلومات، وهذا يعني أنها خاصَّة في الأشياء التي تخضع للتّجربة، فلا تشمل الأمور المعنوية أو الغيبية أو التّجريدية… الخ، ومن ثم َّ، فمن الغلط تعميم هذه الطّريقة على كل شيء، وإنَّما ينبغي حصرها في مجالها فقط، وهي في النّهاية تابعة لطريقة التّفكير العقلية، وسميت طريقة؛ لأن أسلوبها في التّفكير ثابت على منهج التّجربة والملاحظة، ووضع الشّيء في غير ظُرُوفه، والاستنتاج بصُورة دائمة.

وينبغي العلم أنَّ الحكم الذي نصل إليه من خلال طريقة التّفكير العلمية (التّجريبية)، هو أمر نسبي مُرتبط بظُرُوفه، بينما الحكم الذي نصل إليه من طريقة التّفكير العقلية هو ثابت ومستمر، مثل المفاهيم الرّياضية.

والإنسان كمجتمع، لابُدَّ أن يقوم بالطّريقتين في التّفكير؛ ليحقق النّهضة ويبني حضارة إنسانية، أساسها قائم على الإنسان وليس على الأشياء.