السؤال:

هل التلاوات للقرءان أسسها من تنسب لهم بأسمائهم مثل تلاوة حفص ؟

الجواب:

التلاوات للقرءان  المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم هي :

رواية حفص عن عاصم .وهي منتشرة  في الجزيرة والشرق عموما ومصر والشام

وقالون عن نافع وتكثر في أفريقيا فهناك دول كاملة تقرأ لقالون وورش عن نافع ، وهي كالتي قبلها . والدوري عن أبي عمر وهي موجود في أفريقيا كذلك .

والسوسي عن أبي عمرو وهي أقلها انتشارا

وكل هذه الروايات قد طبعت مصاحفها في مجمع المدينة عدا الأخير ، وطبع مع مصحف التجويد في الدار الشامية بدمشق ..

وأما الانتشار فقد تغير من وقت لآخر فقد كان أهل الشام  يقرؤون بحرف ابن عامر ثم قرؤوا برواية الدوري …ثم الآن بحفص .. وهذا التغير كان بعدة عوامل منها سياسية ومنها وجود العلماء الذين تبنوا تلاوة معينة وسافروا إلى بلدان أخرى ونشروها.

فلا يوجد تلاوة حجة على تلاوة أخرى أو تعد كلام الله والأخرى لا، وتلاوة حفص عن نافع المنتشرة الآن لم تكن كذلك فيما قبل والذي نشرها هو الدولة العثمانية  وتبنتها دولة آل سعود فيما بعد وحافظت عليها وطبعت معظم المصاحف بتلاوة حفص ونشرتها عن طريق الحج فانتشرت في أصقاع العالم .

ونسبة هذه التلاوات لأشخاص معينة لا يعني أن التلاوة غير موجودة بالأمة ومتواترة، ولكن هؤلاء تصدوا لدراستها وتعلميها فاشتهرت التلاوة باسمه ليس إلا، وعندما يستخدم علماء التلاوة مقولة الإجازة والسند في تلاوة معينة لا يقصدون أن التلاوة أتت عن طريقهم هم فقط ، وإنما يقصدون تعليم هذه التلاوة لفلان من الناس حصل عن طريقهم وأعطوه إجازة في ذلك مثل شهادة له  كي يصير أستاذ ومدرب في تعليم التلاوة لغيره.

واختلاف التلاوات هو اختلاف يسير جداً ولا يؤثر على المفهوم أو تغيير الأحكام الشرعية ، فالحرام حرام في كل التلاوات والحلال كذلك، وما أتى من تغير إنما هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد أو تناقض، والأمر أشبه بتسليط الضوء على جوانب من الحدث غير  التلاوة الأخرى ، رغم أن كل منها كاف وجامع وحجة، وما أتى في تلاوة ظاهراَ تكون تحتضن المعنى الآخر كموناً فتأت تلاوة أخرى فتعكس الأمر فتسلط الضوء على الكامن وتحتضن الظاهر في التلاوة الأخرى وهذا يحتاج لعلم وتدبر ليصل الباحث للمفهوم الظاهر والباطن.