السؤال:

لماذا لم تكن المرأة نبية في التاريخ؟

الجواب:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43

كلمة رجل لا تعني ذكر أو أنثى فهي ليس اسم جنس وإنما صفة اكتسابية قد يصل إليها الذكر البالغ وقد يصل إليها الأنثى البالغة.  ومقام النبوة لاشك يحتاج لمقام الرجولة وهو يدل على إنسان حر في قرار نفسه ويملك عقلاً راشداً وحكيماً ويستطيع أن يتحرك بحرية في المجتمع، وهذا غير قوة الجسم وسلامة الحواس ، وطبيعة المجتمعات البشرية تقوم على بنية ذكورية أبوية وانقرض نظام أمومة المجتمع وهو حكم المرأة الأم للمجتمع مثل حكم أنثى الفيلة لقطيع الفيلة، وهذا الفرز طبيعي في حركة التاريخ للعنصر الأقوى والأصلح للمهمات هذه، فبقي عنصر الذكور هو في مقام الرجولة على الغالب، فمن الطبيعي أن يبعث الله النبيين رجالاً من نوع الذكور لأنهم هم يحكمون المجتمع، وهذا لاعلاقة له بالفضل بين النوعين، وإنما علاقته بالأنسب لمقام النبوة ، والمرأة وصلت إلى مرتبة عظيمة من الإيمان و الفضل فهاهي السيدة مريم وصفها الله بالصديقة،{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75، فإن لم تصر المرأة نبية لظروف اجتماعية  فقد كانت أم النبي وهي التي ربته.