{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2
صحف (مقاييس اللغة) الصاد والحاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انبساطٍ في شيءٍ وسَعَةٍ. يقال إنَّ الصَّحِيفَ: وجهُ الأرضِ. والصَّحِيفة: بَشَرَةُ وجهِ الرجل. وتطلق الصحيفة على مايخط عليه أيضاً ينبغي التحرر من قبضة المعنى الشائع للكلمة في الاستخدام وعدم التأثر به في دراسة القرءان، فليس كل كلمة كتب وكتاب تعني المعروف بين الناس، وكذلك كلمة صحيفة وصحف ليس من الضرورة أن تكون بالمعنى الشائع بين الناس، ينبغي دراسة المفهوم اللساني لها وضبطه وبعد ذلك الانتباه للاستخدام في السياق لمعرفة المعنى لها باي صورة أتى. القرءان لم ينزل بصحف بالمعنى المعروف الشائع فهو نزل ذكر صوتي على قلب النبي محمد وهو قام بإملائه صوتيا على الناسخين وخطوه بحضرته وإشرافه ، كما أنه تلاه على الناس ايضا ذكراً صوتياً. {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً }البينة2 هل الصحيفة المعروفة( الورقية) توصف بأنها مطهرة؟ هل الصحف (الورقية) فيها كتب قيمة؟ الصحف التي يتلوها الرسول هي الموجودة موضوعياً في الواقع(الكون) وهي مطهرة من كونها لاتتحرف ولاتتغير فهي طاهرة نقية ومحافظة على ذاتها كما خلقها الله بسننها، وهذه الصحف فيها كتب قيمة من حيث وجود كتب مختلفة مثل كتاب البحار وكتاب السماء ، وكتاب الإنسان ، وكتاب الحيوان ……ورسول من الله ليس هو النبي محمد، وإنما هو القرءان ذاته يتلو بمعنى يتبع ويذكر الصحف المطهرة بحيث يكون هو الصورة الصوتية لها ، بينما الرسول محمد يتلو علينا الذكر الصوتي كما في قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }البقرة151 وهذا لايعني أن الرسول القرءان لايتلو علينا ايضاً . {رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }الطلاق11
اضف تعليقا