النهي عن كتابة غير كتاب الله ، ونقد حديث الأريكة

– حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن رُسْتَهْ ، نَا شَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بن مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ زَيْدِ بن أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالا : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْصُوبًا رَأْسُهُ ، فَرَقِيَ دَرَجَاتِ الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَكْتُبُونَها ؟ أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ؟ ! يُوشِكُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِكِتَابِهِ فَيُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلا ، فَلا يَتْرُكَ فِي وَرَقَةٍ وَلا قَلْبٍ مِنْهُ حَرْفًا إِلا ذَهَبَ بِهِ . فَقَالَ مَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ : فَكَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ؟ قَالَ : مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا أَبْقَى فِي قَلْبِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ .الطبراني في الأوسط، والسيوطي

– حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا قُعُوداً نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا هَذَا تَكْتُبُونَ ». فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ مِنْكَ . فَقَالَ « أكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ». فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ. فَقَالَ « اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ وَأَخْلِصُوهُ أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ أَوْ خَلِّصُوهُ ». قَالَ فجَمَعْنَا ما كَتَبْنَا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ قُلْنَا أَىْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ قَالَ « نَعَمْ تَحَدَّثُوا عَنِّى وَلاَ حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ».

الإمام أحمد

عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً واتبعوه وتركوا التوراة”.

أَبُو إِسْمَعِيلُ عَن صَالِحِ بْنِ عُمَرَ عَن عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا حَدَّثَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمُونِي أُحَدِّثُ عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدُوهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ حَسَنًا عِنْدَ النَّاسِ فَاعْلَمُوا أَنِّي قَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهِ وسنن الدارمي: 593 عَن

11107 – حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثني إسحاق بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه و سلم فخرج علينا فقال ما هذا تكتبون فقلنا ما نسمع منك فقال أكتاب مع كتاب الله فقلنا ما نسمع فقال اكتبوا كتاب الله امحضوا كتاب الله أكتاب غير كتاب الله امحضوا كتاب الله أو خلصوه قال فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار قلنا أي رسول الله أنتحدث عنك قال نعم تحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال فقلنا يا رسول الله أنتحدث عن بنى إسرائيل قال نعم تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء الا وقد كان فيهم أعجب منه

تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح

– حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْماً كَالْمُوَدِّعِ فَقَالَ « أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِىُّ الأُمِّىُّ أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِىُّ الأُمِّىُّ – ثَلاَثاً – وَلاَ نَبِىَّ بَعْدِى أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ وَعَلِمْتُ كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ وَتُجُوِّزَ بِى وَعُوفِيتُ وَعُوفِيَتْ أُمَّتِى فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ فَإِذَا ذُهِبَ بِى فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَحِلُّوا حَلاَلَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ ». أحمد

( الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكتَ عنه فهو مما عفا عنه) ابن ماجه 3358، الدار قطني والحاكم والبيهقي و البزار و الطبراني.

1472 – ” أطيعوني ما كنت بين أظهركم و عليكم بكتاب الله عز وجل ، أحلوا حلاله و حرموا

حرامه ” .

قال الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 3 / 458 :

أخرجه تمام في ” الفوائد ” ( 6 / 111 / 1 – 2 ) عن سليمان بن أيوب بن حذلم حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا معاوية بن صالح حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثني ابن حميد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار عن المقدام بن معدي كرب عن أبي أيوب الأنصاري عن عوف بن مالك الأشجعي قال : ” خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجير و هو مرعوب فقال ” فذكره . ثم أخرجه من طريق أحمد بن الغمر بن أبي حماد – بحمص – حدثنا سليمان بن عبد الرحمن به لكنه لم يذكر في إسناده إبراهيم بن أبي العباس .

قلت : و الأول أصح ، فإن رجال إسناده كلهم ثقات فهو صحيح ،

– حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئاً سوى القرآن فليمحه » . « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا بالقرآن احلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله والى أولى العلم من بعدى كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيين من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان

السنن الكبرى للبيهقي

اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشىء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولى العلم من بعدى كيما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافعٌ مشفعٌ وماحل مصدق ألا وإن لكل آية نورًا يوم القيامة ألا وإنى أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم القرآن من كنز تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة (محمد بن نصر ، والطبرانى ، والحاكم ، والبيهقى ، وابن عساكر عن معقل بن يسار)

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ».

ــــــــــــ

ومع ذلك يأتي كذابون ويضعون أحاديث على لسان النبي تنقض  القرءان وتنقض كل هذه الروايات ، انظروا على سبيل المثال:

– حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا أبو المغيرة ، ح وحدثنا أبو زرعة ، ثنا أبو اليمان ، وعلي بن عياش ، ح وحدثنا بشر بن موسى ، ثنا الحسن بن موسى الأشيب ، قالوا : ثنا حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، عن المقدام بن معدي كرب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا ، يوشك رجل شبعان على أريكته (1) يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع (2) ، ولا لقطة (3) مال معاهد (4) إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه [ فإن لم يقروه ] فله أن يطلبهم بمثل قراه »

” ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ” . وفي رواية : ” ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ” .

كيف يستقيم فهم هذه الأحاديث المكذوبة مع كتاب الله والروايات في الأعلى؟

انظروا لمقولة:( عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) في حديث الأريكة أليس هي من حيث المضمون توافق الأحاديث السابقة  التي هي:( اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه)وحديث (فَإِذَا ذُهِبَ بِى فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَحِلُّوا حَلاَلَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ) وحديث ( الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكتَ عنه فهو مما عفا عنه)، فلماذا في حديث الأريكة مرفوض الاكتفاء بكلام الله وكتابه ويوجد حض على الشرك مع كتاب الله، بينما بالأحاديث الأخرى تحض على الاكتفاء بكتاب الله وكلامه وتنهى عن الشرك معه ؟ ألا يدل هذا على أن حديث الأريكة كذب وموضوع ومنتحل ومناقض لمجموعة من الأحاديث الأخرى التي هي أقوى منه من حيث المتن والمفهوم لموافقتها للقرءان العظيم ؟

فما بالكم أن حديث الأريكة مناقض للقرءان ذاته.

فهل يوجد عاقل بعد كل هذا يذكر حديث الأريكة وينقض به القرءان ومجموعة الأحاديث ليثبت أنه يجب أن يُشرك الناس مع القرءان كلام البشر .