ناجح سلهب :

‏مناظرة ثنائية فقط بين الدكتور محمد رياض من طرف المعتزلة والأستاذ غسان النبهان ( أبو إبراهيم العلي) من طرف المسلمين الحنفاء (القرآنيين) في موضوع :

وسوف يكون ترتيب المناظرة وآليتها كالتالي :

– مقدمة معدة سلفاً لمحمد رياض يستعرض فيها حجج المعتزلة في ثبوت حجية السنة ويوجه أسئلة لمناظره الأستاذ غسان

– مقدمة الأخ غسان معدة سلفاً يشرح فيها موقف القرآنيين الرافض لكون السنة حجة في التشريع ولتفرد القران فقط في الاحتواء على تفاصيل الشريعة ويطرح تساؤلاته على محمد رياض

– يتم وضع المقدمتين لكي يقرأها الجمهور ويفهم وجهة نظر الطرفين ثم تبدأ المناظرة بعد 20 دقيقة.

– كل مقدمة مع الأسئلة لا تتجاوز 20 سطرا حتى يستطيع الجمهور قراءتهما وفهمها في الوقت المحدد.

– الأسئلة الموجه للطرف الآخر لا تزيد عن ثلاثة حتى يستطيع الإجابة عليها ضمن وقته.

تبدأ المناظرة :

– دكتور محمد رياض يقدم رده على مقدمة مناظره ويجيب عن أسئلته  15 دقيقة

– الأستاذ غسان يقدم رده على مقدمة د. رياض ويجيب عن أسئلته 15 دقيقة

– مداخلة دكتور رياض 10 دقيقة

– مداخلة أستاذ غسان 10 دقيقة

– مداخلة دكتور رياض 5 دقيقة

– مداخلة أستاذ غسان 5 دقيقة

– كلمة ختامية دكتور رياض 5 دقيقة

– كلمة ختامية أستاذ غسان 5 دقيقة

– مدير المناظرة يعلن انتهائها ويشكر الحضور

– المجموع 90 دقيقة.

ملاحظة: يمنع وضع أي تعليق لأي احد غير المتناظرين وسوف يتم حذف أي تعليق من أي طرف آخر.

وأرجو من الأخوة التقيّد التام بالوقت المحدد.

مع تمنياتي للجميع بالتوفيق

مدير المناظرة: ناجح سلهب

 

Mohammad Riyad:

السلام عليكم. بداية أود توضيح المحاور التالية حتى لا يختلط الأمر على البعض. فأنا هنا الليلة لإثبات أن للسنة النبوية وهي: (فعل الرسول أو قوله أو تقريره) حجة في الشرع أي إلزامية من ناحية مبدئية وليس للدفاع عن كتب الحديث كالبخاري ومسلم وغيرهم .

البرهان العقلي على حجية قول الرسول وفعله وتقريره:

  1. 1. الرسول هو المبلغ عن ربه، ومن مقتضيات ذلك أن يكون معصوماً عن الخطأ في تبليغ الشريعة وتطبيقها وتفسيرها، لأنه لو أخطأ في التبليغ لفسدت الرسالة وبطلت، وكذلك إن أخطأ في تفسير الرسالة وتبيانها وتوضيحها وتفصيلها للناس تفسد أيضاً، وبما أن رسالته هي القرآن، فوجب عقلاً أن يكون معصوماً ليس فقط في تبليغه له، بل وفي شرحه وتفصيله وتبيانه للناس.
  1. الرسول هو المخاطب الأول بالقرآن، فإن لم يفهم كيف يفسره ويبينه ويشرحه ويفصل أحكامه للناس، مفاد ذلك أن الله كان عابثاً بإختياره إياه، وإن أقررنا أنه أفضل من فهمه. لزم من ذلك أن يكون تبيانه له (قولاً أو فعلاً) حجة على غيره.
  1. حتى لو قلنا أن الرسول كان يجتهد من تلقاء نفسه في فهم أحكام التشريع، فإن ذلك لا يغدوا أحد احتمالين:إما أن بافتراض إمكانية وقوع الخطأ منه، وهنا يصبح الله عابثاً إذ يختار رسولا لتبليغ رسالة ثم يفسرها هذا الرسول على نحو مغاير لقصد الله.

أو أن يكون مصيباً، فإن كان مصيباً ولا محالة حتى لا يكون الله عابثاً صار لقوله حجة حتى ولو لم يكن رسولاً لأننا مأمورون بإتباع الحق إن عرفناه.

برهان ان قول الرسول أو فعله (سنته) حجة بالدليل النقلي (من القرآن):

  1. الإتباع: القرآن يأمرنا أمراً مباشراً بإتباع الرسول، فكيف يحتج التابع بأن قول المتبوع ليس بحجة، (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
  2. الطاعة: الله تعالى يأمرنا بطاعة الرسول، فأمر الله لنا بطاعته يجعل لقوله وفعله المتعلق بأمور الشرع حجة ملزمة لنا، ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) النساء.
  3. الإقتداء به في أفعاله المتعلقة بأحكام الشريعة : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)الأحزاب
  4. وجوب الإلزام بأمره ونهيه: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر
  5. الحكم في موطن الخلاف: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء
  6. مبيناً للشريعة: 7.(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) النحل.
  7. بشيراً ونذيراً: مبشرا بالثواب ومبينا ماهيته للناس ومحذرا من العقاب ومبينا ماهيته (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)

أسئلة لمحاوري:

أرجوا دحض البراهين العقلية 1 و 2 و 3 وأرجوا الرد على حكم الآيات التي استشهدت بها في معرض استعراض الأدلة النقلية من 1 – 7

  1. أخيراً أسأل محاوري، كيف تنكرون حجية تفسير وتفصيل وتبيان الرسول لأحكام القرآن وأنتم (أي القرآنيين) تقومون ليل نهار بنشر أبحاث ومقالات في تفسير وشرح وتفصيل أحكامه وتعبرون لاستنتاجاتكم حجة علمية، أحلال لكم حرام على الرسول!!!!!

شكراً لكم.

أبو إبراهيم العلي :

تعريف مختصر بمنهج المسلمين الحنفاء:

إن الحكم إلا لله، وقد أمر أن نتبع القرءان ولا نشرك معه شيئاً، وتعهد الله بحفظ كتابه لأن الحساب سوف يتم على موجبه، فنزلت نصوص الأحكام محكمة غير متشابهة وذلك من تمام الحكمة والرحمة الإلهية،وكتاب الله بجانبه الرسالي هو مصدر رئيس لدستور الدولة وليس نهائياً وذلك حينما يكون ثقافة عامة للمجتمع،ونتعامل مع الرسالة الإلهية وفق مفهوم المقاصد والعواقب، ونزل الكتاب بلسان عربي مبين خال من الترادف أو المجاز التي هي صفات للشعر وكلام الناس ضرورة لقصورهم، وذلك لأن الخطاب القرءاني يقوم على الحق والصدق وليس على العبث أو الحشو أو اللهو، فكل كلمة في الخطاب القرءاني لها مفهوم لساني ثابت ومعاني متعددة تظهر من خلال استخدام المتكلم وفق سياق كلامه ومحل تعلق خطابه من الواقع، والقرءان منظومة واحدة يحتوي منظومات تابعة لها ومنسجمة معها ولا يصح فهم أي كلمة أو نص أو تشكيل مفهوم بمعزل عن منظومته والمنظومة العامة التي تقوم على منظومة أسماء الله الحسنى.

وقد أمرنا الله أن نكون حنفاء في دراستنا وتفكيرنا بالقرءان والواقع، وكلمة حنيف تدل على التحديث والتحرك الدائم نحو الحق أو الصواب وفق المحور الثابت، وحض القرءان على استخدام وظيفة التعقل والتفكير وجعلهما دليل ومعيار وميزان للفهم والتمييز وفق منطق علمي كوني، وجعل علاقة المسلمين بالله وليس بالبشر كائناً من كانوا، لذلك لا نجد في القرءان ذكر أمر طاعة للنبي أو لمحمد، كما أننا لا نجد ذكر لكلمة سنة أو حديث أضيفت للنبي أو محمد، وإنما السنة سنة الله، والحديث حديث الله، والأمر بالطاعة تعلق بالله ورسوله متصلاً أو منفصلاً، وأتى حكم الصلاة في القرءان وهيئتها العامة وأتى في السنة التفصيل العملي لها وهي طريقة متتابعة في الأمة دون انقطاع ولا سند لها ولا عنعنة، ولا علاقة للحديث بها قط ولا منية لأحد في نقلها لنا، ولا قيمة لأي سنة ولو تتابعت إلا إن كان لها أصل قرءاني يشرعها ولا يوجد سنة إلا للصلاة و الحج فقط، واقترح النبي مجموعة من الأذكار لنتلوها في الصلاة ليس على وجه الإلزام ولا مانع من تغييرها على ضوء القرءان والذكر والتسبيح والتعظيم لله، والأولى الالتزام بها، وما صح عن النبي من أحاديث متعلقة بمكارم الأخلاق والقيم والحض على العمل الصالح والبر والإحسان أو تبيين بعض الأحكام إنما هي صدى للقرءان واستنباط منه وتابعة له وكامنة فيه، وتلاوة القرءان أولى منها مع جواز ذكرها، ويستطيع الباحثون العلماء الوصول إليها من القرءان، ومحمد معصوم في مقام الرسول كمبلغ وتالي للوحي، ومجتهد وعالم ومعلم وداعية في مقام النبوة يصيب ويخطئ، ولذلك نجد في القرءان دائماً العتاب والتعليم والأمر بالتقوى يتعلق بمقام النبوة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الأحزاب1، وبالتالي صارت نبوة محمد لقومه وأحاديثه هي تفاعله مع القرءان وفق معطيات زمانه واحتياجاته، ورسالته للناس جميعاً تقوم على مقصد الرحمة عموماً.

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- هل ذكر القرءان في نصه كلمة السنة أو الحديث مضافة للنبي محمد، وما الفرق بين السنة و الحديث لساناً وقرءاناً؟

2- هل الحديث النبوي حجة بالمفاهيم الإيمانية أو يؤسس تشريع أو يستقل عن القرءان أو حجة وبرهان بحد ذاته؟

3- هل يتوقف صلاحية القرءان واستمراره على بيان النبي أو تطبيقه، وهل هذا البيان أو التطبيق محفوظ مع القرءان أو معصوم محمد في مقام النبوة ؟

Mohammad Riyad :

السلام عليكم مشاركة جميلة أستاذ غسان.

وإليك تعليقي وإجابتي على تساؤلاتك:

يقول مناظري في مداخلته أعلاه:

(((لا تجد في القرءان ذكر أمر طاعة للنبي أو لمحمد، كما أننا لا نجد ذكر لكلمة سنة أو حديث أضيفت للنبي أو محمد)))

و قد أوردت في مقدمتي آيات قرآنية كثيرة تدل على وجوب الطاعة، ناهيك عن الأدلة والبراهين العقلية: ولا بأس بإعادة بعضها

  1. الإتباع: القرآن يأمرنا أمراً مباشراً بإتباع الرسول، فكيف يحتج التابع بأن قول المتبوع ليس بحجة، (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
  2. الطاعة:الله تعالى يأمرنا بطاعة الرسول، فأمر الله لنا بطاعته يجعل لقوله وفعله المتعلق بأمور الشرع حجة ملزمة لنا، ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) النساء.
  3. الإقتداء به في أفعاله المتعلقة بأحكام الشريعة :(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)الأحزاب
  4. وجوب الإلزام بأمره ونهيه: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر
  5. الحكم في موطن الخلاف: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء
  6. مبيناً للشريعة:
  7. التبيان (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) النحل.
  8. بشيراً ونذيراً:مبشرا بالثواب ومبينا ماهيته للناس ومحذرا من العقاب ومبينا ماهيته (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)

فهل أكثر من ذلك تبياناً للزوم طاعته عليه السلام والامتثال لأمره.

ويقول مناظري :

(((وأتى حكم الصلاة في القرءان وهيئتها العامة وأتى في السنة التفصيل العملي لها وهي طريقة متتابعة في الأمة دون انقطاع ولا سند لها ولا عنعنة، ولا علاقة للحديث بها قط ولا منية لأحد في نقلها لنا ))

وأقول سبحان الله من قال بذلك، ونحن نعلم اختلاف المسلمين أجمعين بمذاهبهم حول هيئات الصلاة وتفصيلاتها!!!!!

ويقول مناظري:

((((ومحمد معصوم في مقام الرسول كمبلغ وتالي للوحي، ومجتهد وعالم ومعلم وداعية في مقام النبوة يصيب ويخطئ))))،

أقول هذا التفريق بين عصمته كرسول وعصمته كنبي لا يلزمنا بل يلزم من يقول به، ولم يقل به غير القرآنيين، وقد عالجت هذه النقطة في مقدمتي عقلاً، حيث يلزمنا العقل أن يكون النبي معصوماً في اجتهاده وتفسيره وتبيانه لأحكام الشرع في كل أحواله، إذ لا يعقل أن يخطأ في تطبيق حكم أو تفسيره او تفصيله، لأن هذا يعد من نواقص النبوة عقلاً. فإن أخطأ عنى ذلك أن الله متهم بالعبث يرسل رسولاً نبياً ويتركه يخطأ في تفسيره وتفصيله لشرعة لإضلال الناس. إن هذه لتهمة لتنتقص من حكمة الله سبحانه والعياذ بالله.

أسئلة محاوري:

سؤاله: (((هل ذكر القرءان في نصه كلمة السنة أو الحديث مضافة للنبي محمد، وما الفرق بين السنة و الحديث لساناً وقرءاناً؟)))

إجابتي: يا أخي نحن نتكلم عن معنى واضح وهو قول الرسول وفعله وتقريره فيما يتعلق في تبيان وتفصيل وشرح وتطبيق أحكام الشرع، سميها (سنة) أو (قول وعمل وتقرير الرسول) لا مشاحة في الاصطلاح ما دمنا أثبتنا أعلاه ورود الأمر في إتباعه وطاعته في قوله وفعله وتقريره، وأثبتا عصمته في هذا واستحالة وقوعه في الخطأ عقلاً.

سؤاله: هل الحديث النبوي حجة بالمفاهيم الإيمانية أو يؤسس تشريع أو يستقل عن القرءان أو حجة وبرهان بحد ذاته؟

الإجابة: كل قول وفعل أو تقرير للرسول محمد فيما يتعلق بتبليغ الرسالة هو حجة وهو معصوم فيه ولا يستقل بشي عن القرآن فهو مفسر ومبين ومفصل ومطبق لأحكامه.

سؤاله: – هل يتوقف صلاحية القرءان واستمراره على بيان النبي أو تطبيقه، وهل هذا البيان أو التطبيق محفوظ مع القرءان أو معصوم محمد في مقام النبوة ؟

الإجابة: بيان النبي وتطبيقه وتفصيله وشرحه هو أحد مصادر فهم الشريعة والقرآن وليس المصدر الوحيد طبعاً فعندنا القياس والإجهاد

تمت

أبو إبراهيم العلي :

هذه أسئلة الدكتور وسأرد عليها تباعاً الجواب تحت السؤال

1.الإتباع: القرآن يأمرنا أمراً مباشراً بإتباع الرسول، فكيف يحتج التابع بأن قول المتبوع ليس بحجة، (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)

ج1 -(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)

الإتباع ليس لشخص النبي كبشر وهذا الأمر مستمر للمؤمنين بعد وفاة النبي فهو يتعلق باتباع الرسالة التي نزلت عليه .

  1. الطاعة:الله تعالى يأمرنا بطاعة الرسول، فأمر الله لنا بطاعته يجعل لقوله وفعله المتعلق بأمور الشرع حجة ملزمة لنا، ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) النساء (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) النساء.

ج2- الطاعة للرسول فيما نزل عليه وهذه مهمة الرسول التلاوة التبليغ وليس الطاعة لأحاديثه لمن أتى بعده ، فالرسول مبلغ وليس مشرع ،ومن عاصره كان يسأله هل هذا من الوحي أم الرأي والحرب والمكيدة ويردون قوله ويناقشوه كقائد سياسي لهم، والنبي نفسه هو مأمور بطاعة الرسول.

والطاعة المتصلة مع الله تتعلق بالرسالة ذاتها ، أما الطاعة المنفصلة عن طاعة الله فهي خارج دائرة الدين وإلا اقتضى أن الجملتين مثل بعضهم رغم الفرق بالمبنى، وهي متعلقة بأمور الدنيا لذلك أتى أولي الأمر معطوفين على كلمة الرسول دون تكرار لهم فعل طاعة وهذا يؤكد أن طاعتهم من نوع واحد في دائرة المباح تنظيما ومنعا وسماحا وإدارة

  1. الإقتداء به في أفعاله المتعلقة بأحكام الشريعة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب

ج3- مفهوم الأسوة والقدوة إنما هو مثل القدوة بالنبيين الذين مضوا يتعلق ذلك بالمنهج والهدى والأخلاق عموماً وليس بالأحاديث فالنبي محمد نفسه مأمور بالاقتداء بالنبيين قبله ولا يعني ذلك أحاديثهم {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }الأنعام90

  1. وجوب الالتزام بأمره ونهيه: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر

ج4- هذه الجملة دائما يخطئ بها معظم الباحثين عندما يقتطعونها من سياقها {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 وينبغي قراءتها وفق سياقها وواضح المقصد بالأمر بالإتيان والنهي يتعلق بأمور سياسية اجتماعية دنيوية وليست دينية وهي مستمرة لمن بعده في الدائرة ذاتها فهي مثل الطاعة للرسول المنفصلة عن طاعة الله .

  1. الحكم في موطن الخلاف (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء

ج5- (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) النساء 6.

واضح النص هو أمر بالتحكيم وليس بإصدار حكم تشريعي ، وإنما الحكم بين المتشاجرين وفق ما أنزل الله وهذا مثل قوله تعالى {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ }النور48 ، وهذا التحكيم والحكم بين الناس أمر متاح لك من يأتي بعد وفاة النبي ويقوم بمهمته كعالم وكقاضي وحاكم .

  1. مبيناً للشريعة: 7.(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) النحل.

ج6- (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) النحل.

هذا النص أيضاً يخطئ به معظم الباحثين عندما يقتطعونه من السياق .

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43

{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44

فهذان النصان مترابطان مع بعض وواضح أن الذكر بداية هو الكتب الإلهية ، والذكر الثاني هو القرءان الذي نزل على الرسول محمد، والمطلوب هو استخدام الذكر الحديث (القرءان) لتبيين الذكر القديم وفهمهه على موجب الذكر الحديث، ولاعلاقة لذلك بحديث النبي قط ، وكلمة التبيين تعني الإظهار والتلاوة و التبيلغ وعدم الكتم لشيء مما أنزل الله {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187

  1. بشيراً ونذيراً: مبشرا بالثواب ومبينا ماهيته للناس ومحذرا من العقاب ومبينا ماهيته (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)

ج7- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً }الأحزاب45، واضح ان الصفات الثلاثة هذه متعلقة بشخص النبي بحياته لأن الشهادة لا تصح إلا بحضور الشاهد شخصيا حضور علم ووعي ، ولذلك صفة البشارة و الإنذار مستمرة بعد النبي بالرسالة ذاتها وبالعلماء والعقل على كل إنسان.

 

Mohammad Riyad 

شكراً أستاذ غسان.

ردي:

مناظري الأستاذ غسان بانتهاء وقته المحدد للرد لم يجب على البراهين العقلية التي طرحتها في مقدمتي وقد اتفقنا أن يجيب على أسئلتي كما أجبت على أسئلته. لذلك أعيدها لعله لم ينتبه لها جيداً

البرهان العقلي على حجية قول الرسول وفعله وتقريره:

  1. الرسول هو المبلغ عن ربه، ومن مقتضيات ذلك أن يكون معصوماً عن الخطأ في تبليغ الشريعة وتطبيقها وتفسيرها، لأنه لو أخطأ في التبليغ لفسدت الرسالة وبطلت، وكذلك إن أخطأ في تفسير الرسالة وتبيانها وتوضيحها وتفصيلها للناس تفسد أيضاً، وبما أن رسالته هي القرآن، فوجب عقلاً أن يكون معصوماً ليس فقط في تبليغه له، بل وفي شرحه وتفصيله وتبيانه للناس.
  2. الرسول هو المخاطب الأول بالقرآن، فإن لم يفهم كيف يفسره ويبينه ويشرحه ويفصل أحكامه للناس، مفاد ذلك أن الله كان عابثاً باختياره إياه، وإن أقررنا أنه أفضل من فهمه. لزم من ذلك أن يكون تبيانه له (قولاً أو فعلاً) حجة على غيره.
  3. حتى لو قلنا أن الرسول كان يجتهد من تلقاء نفسه في فهم أحكام التشريع، فإن ذلك لا يغدوا أحد احتمالين:إما أن بافتراض إمكانية وقوع الخطأ منه، وهنا يصبح الله عابثاً إذ يختار رسولا لتبليغ رسالة ثم يفسرها هذا الرسول على نحو مغاير لقصد الله.

أو أن يكون مصيباً، فإن كان مصيباً ولا محالة حتى لا يكون الله عابثاً صار لقوله حجة حتى ولو لم يكن رسولاً لأننا مأمورون بإتباع الحق إن عرفناه.

أما بالنسبة لإجابات الأستاذ غسان فأستغرب من أنه يفسر الأمر بالطاعة للرسول في القرآن على أنه بالطاعة له في تبليغه للقرآن!!!!!

ما دليلك على هذا؟؟؟ فالنص بالأمر بالطاعة عام، والعام لا يقيد إلا بدلالة وقرينة من السياق أو من صريح العقل، فما هي قرينتك أو دلالتك لتقييد أمر الطاعة للرسول

كذلك لو كان الأمر كما تقول، فلماذا وجه الله الخطاب مباشرة للمؤمنين بضرورة إتباع الرسول وطاعته ولم يقل وأطيعوا الله فقط فمعلوم أن القرآن كلام الله ولذلك لا يعود لإضافة كلمة أطيعوا الرسول ضرورة أو داعي.

ثم ألم يقل تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) ولا نسلم لك بان الذكر الذي أنزل عليه هو غير القرآن، فكيف يبين القرآن؟؟ أليس بتفسيره وتفصيله وشرحه، أوليس ذلك عملاً يقتضي أن يكون له قول ينسب إليه على أنه تبيانه وشرحه؟؟؟؟

ثم يقول مناظري ان آية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) تعني فقط الحكم في المنازعات العادية، وأقول سبحان الله، من أين أتيت بهذا التقييد مجدداً أو ليس النزاع يشمل الاختلاف في فهم الأحكام الشرعية وتفسير وتبيان الآيات القرآنية، هذه الآية تثبت مرجعية قطعية لرأي الرسول في ذلك.

ويقول مناظري:

((((مفهوم الأسوة والقدوة إنما هو مثل القدوة بالنبيين الذين مضوا يتعلق ذلك بالمنهج والهدى والأخلاق عموماً وليس بالأحاديث فالنبي محمد نفسه مأمور بالاقتداء بالنبيين قبله.))))

مجدداً يفرض مناظري فهمه على الآيات ويقيدها بغير دليل ولا دلالة. أسأله: من أين لك أن الإقتداء والأسوة لا تشمل الإقتداء والتأسي بالسلوك!!!!!!! الحكم عام وواضح فهات دليلك على فهمك الخاص

ثم أن هناك نقطة هامة جداً وهي انطلاق مناظري من بديهية عنده هو وهي أن أمر الطاعة متعلق بالرسول لا بالنبي، وهذا التفريق ملزم له وللقرآنيين الذين يقولون بذلك، بل إن رئيس موقع أهل – القرآن د. أحمد صبحي منصور وهو الذي يقولون عنه أنه أبو القرآنيين يقول على موقعه بأنه لا فرق بين الرسول والنبي، وأن هذا التفريق جاء به أهل التقليد. يعني حتى القرآنيين غير متفقين على هذا التفريق، بالتالي فالتفريق ملزم له لا لي.

أبو إبراهيم العلي :

يقول د.محمد رياض :

أخيراً  أسأل محاوري، كيف تنكرون حجية تفسير وتفصيل وتبيان الرسول لأحكام القرآن وأنتم (أي القرآنيين) تقومون ليل نهار بنشر أبحاث ومقالات في تفسير وشرح وتفصيل أحكامه وتعبرون لاستنتاجاتكم حجة علمية، أحلال لكم حرام على الرسول!!!!!

الرد:

بيان النبي لمن عاصره لاشك حجة لسماعهم من النبي نفسه ومع ذلك كانوا يناقشوه ويسألوه هل هذا وحي أم فهمك الخاص، وهذا يعني أنهم لا يعدون فهم النبي ورأيه حجة بذاته .

ونحن لا نرفض بيان النبي الذي صح سنده ومتنه، ولا يمكن أن نعرف صحة المتن ونسبته للنبي من السند و إنما من المتن وهذا يقتضي إرجاع المتن للقرءان والعلم وإنزاله تحت النص أو المفهوم المتعلق به فإن شهد له بالصواب قلنا: إن الحديث صحيح المتن ونقبله إن صح سنده على غلبة الظن ، ولكن كتابع وفرع لأصل شهد له وبالتالي ليس هو حجة أو برهان بذاته والحجة و البرهان للقرءان ، والفهم كامن في النص القرءاني يمكن للعلماء أن يستنبطوه ، وإن وجد الماء بطل التيمم، والأولى تلاوة القرءان الأصل مع جواز ذكر الحديث بعده لمن يشاء .

لذلك قلنا نبوة محمد لقومه ورسالته للناس جميعا .

لم تجب عن السؤال الأول ، والموضوع ليس في مجال أن تصطلح أنت أو أنا ، أو غيرنا فالأمر ديني ومفهوم السنة مفهوم لساني قرءاني وغير ملزمين بمصطلح اعتباطي.

والقرءان فرق بين مفهوم السنة ومفهوم الحديث ولا حاجة للإعادة لحصول الجواب في كتابتي السابقة .

السؤال الثاني

جيد أنك اعترفت أن الحديث لا يستقل بالتشريع عن القرءان بمعنى لا يؤسس حكما شرعيا جديداً، وهذا يعني أن القرءان هو المصدر التشريعي الذي يؤسس حكماً فقط ، وعلى افتراض صحة الحديث للنبي فهو من باب التفسير والبيان ولاشيء غير ذلك ، وعملياً طريقة التعامل معه ترجع للقرءان والعلم حصراً فهو تابع وفرع ومحكوم وليس حاكماً، ورجعنا للمربع الأول الحديث الصحيح متناً وسنداً يكمن فهمه بالقرءان ولا يتجاوزه ويصل إليه العلماء .

السؤال الثالث:

بناء على كلامك وموافقتك الضمنية أن الشرع مصدره القرءان فيعني أنه لايوجد مصدر شرعي ديني إلا القرءان فقط ، والقياس ليس مصدراً هو آلية فهم ، وكذلك الاجتهاد وكلاهما يرجعان للمصدر القرءاني فهو محل الفهم والدراسة والتفكير.

Mohammad Riyad:

 يا قوم أعتقد أن مناظري سلم لي بحجية السنة إن وافق متن الحديث القران. وها أنا أنقل كلامه لكم كما هو، وهذا ما نقوله وبذلك لا يبقى بيننا وجه لخلاف: (((( ونحن لا نرفض بيان النبي الذي صح سنده ومتنه ولا يمكن أن نعرف صحة المتن ونسبته للنبي من السند و إنما من المتن وهذا يقتضي إرجاع المتن للقرءان والعلم وإنزاله تحت النص أو المفهوم المتعلق به فإن شهد له بالصواب قلنا إن الحديث صحيح المتن ونقبله إن صح سنده على غلبة الظن))) إنتهى كلام الأستاذ غسان وسلم لنا بما نقول والحمد لله على نعمة الاتفاق.

المسألة الثانية نحن نقول وقلنا في الماضي وكتبنا وأبحاثنا منشورة ومتداولة أن السنة ليست مصدراً مستقلاً للتشريع وإنما هي مصدر تابع كما أقر لي مناظري.

المسألة الثانية: الشرع عندنا مصدره العقل والقرآن والسنة التي هي مبينة للقرآن وأنا هنا أدافع عن السنة من ناحية مبدئية أي من حيث كونها قول الرسول وفعله وتقريره وليس عن كتب الأحاديث التي تعج بالتدليس والتزوير.

شكراً لكم.

أبو إبراهيم العلي :

من أين يستقي الناس دينهم ؟؟

من الكتب الإلهية المقدسة.

فهل كتب الروايات إلهية ومقدسة ويؤخذ منها دين؟؟

إن كتب الحديث – المصدر الثاني للتشريع- لم تدون بإشراف النبي الأعظم عليه الصلاة و السلام . بل دونت في أزمنة وأمكنة مختلفة فمالك توفي 179 هـ .والبخاري توفي 256 هـ.و البيهقي 458. و الضياء المقدسي 643 هـ. بينما توفي النبي الأعظم 11 هـ.

و معلوم الظروف التي مرت بها الأمة قبل أن تدون الروايات:

– كالحروب الداخلية كحرب صفين وغيرها

– وتفرق المسلمين سياسيا وظهور الدولة الأموية ثم العباسية والتي أصبحت التباري فيها بوضع الروايات على لسان النبي الأعظم – سواء لأسباب سياسية أو مذهبية وغيرها.

– ودخول أقوام بثقافاتهم مثل اليهود نصارى وغيرهم.

وقد اختلفت هذه الكتب كما وكيفا, فموطأ مالك لا يتجاوز فيه الروايات 500 . بينما مسند أحمد حوالي 30 ألف. مع العلم أن مالك كان أقرب زمانا ومكانا للرسول الكريم حيث كان في المدينة.

وقد اختلفت شروط المحدثين فمثلا البخاري يشترط المعاصرة وثبوت اللقاء ولو مرة واحدة بينما تلميذه مسلم يشترط المعاصرة فقط. وإذا التزمنا بشرط البخاري سقطت مئات الروايات التي رواها تلميذه مسلم.

واختلفوا في طريقة توثيق الراوي أو تعديله, واختلفوا في المعايير. فمثلاً رواية المدلس فيها ثلاثة أقوال: فمنهم من قبلها مطلقا, ومنهم من ردها مطلقاً ومنهم من قبلها بشروط. فتارة يكون ديناً وتارة ليس دين حسب القول الذي تأخذه

و نحن نرفض أن تكون هذه الكتب ( وعلى رأسها البخاري ومسلم)حجة في التشريع لأسباب كثيرة لما سبق:

– ولأنه قد زيد وأنقص وأبدل فيها فاخترقها التحريف والتزييف بجميع صوره

– وثبت احتوائها روايات تخالف كتاب الله ( الميت يعذب بالبكاء عليه- رجم الزاني- رضاع الكبير)

– واحتوائها على الإساءة لله والنبي والقرءان:

* فمثلاً روايات التجسيم والتشبيه بأن الله له صورة وأن الله سوف يرى يوم القيامة ..الخ .

* وروايات تقول إن النبي سحر وأنه مات مسموما وأنه أراد الانتحار وأنه قال نبوءات كاذبة ( إن يهرم هذا تقم الساعة).

* وروايات تقول إن سوراً قد ألغيت من القرءان بعض هذه السور حجمه يوازي حجم سورة البقرة .وآيات ألغيت تلاوتها وحذفت من القرءان لكن بقي حكمها معمولاً به مثل ( الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)

وروايات ألغت أحكاماً قرءانية مثل ( لا وصية لوارث).

أو رواية تقول أن المعوذتين ليستا من كتاب الله.

أو تقول إن الشيطان استطاع أن يضع آيات على لسان النبي فيها مدح للأصنام ويقرأها للناس...الخ من هذا الهراء وغيره الكثير الكثير

( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً).

لهذه الأسباب وغيرها كثير نرفض أن تكون هذه الكتب بما تحويه حجة في التشريع.

هل تطبيق الرسول محفوظ مثل القرءان ؟

هل تطبيق الرسول هو مادة الحديث النبوي؟

هل القرءان بحاجة لتطبيق الرسول ويضيع دونه ولا يفهم ولا يدرس ؟

وعن أي تطبيق تتكلم هل هو الصلاة و الحج فهذا أتى بسنة عملية متتابعة تابعة لحكم قرءاني ولا علاقة لها بالحديث؟

قولك تطبيق الرسول يعني نفي عنه أنه مصدر تشريعي ابتداء أو يستقل عن القرءان فهو لا يؤسس مفهوما إيمانياً ولا حكماً شرعياً .

قولك تطبيق يعني أنه شيء عملي له طريقة وهذا متحقق بالصلاة و الحج فقط.

يقول أمير المعتزلة في وقتنا المعاصر الشيخ الجليل أمين نايف ذياب – رحمه الله تعالى- إن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصلت إلينا عبر قنوات أربع هي :

-وما يهمني مما قاله الشيخ الجليل رحمه الله تعالى هو القناة الأولى والقناة الرابعة – وهما :

1– قناة نقل الجيل نقلاُ عملياً – وليس روايةً عن الجيل الذي قبله عن الجيل قبله إلى أنْ يصل الجيل عبر خمسةٍ وثلاثين جيلاً، إلى جيل الصحابة، الذين شاهدوا عملياً صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصيامه وحجه….الخ….. فهذه مصدرها النقل الحسي المباشر، نقلاُ حياً مستنده الحس، فهذا الطريق أهم طريق لمعرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الطريق واجب الاتباع والطاعة ومخالفتُه بلا عذر كفرٌ عملي.

2-………..

3-…………

4- المصدر الرابع جرّ البلاء على الأمة، ولا زال، وهو ما يسمى برواية الثقات، وثقات أهل السنة والجماعة الحشوية، غير ثقات الشيعة الأمامية، ونقل الثقات نقل يتعارض ويتناقض، بل يتعارض ويتناقض نقل الواحد العدل الضابط، ويتناقض مع القرآن، بل ويتناقض مع عالم الشهادة واختلط حابله بنابله ، فكثير من الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة والجماعة هي أحاديث تفيد التجسيم مثل حديث الصورة إلى حديث النزول إلى أحاديث الرؤية. وأحاديث تهز بل تهدم نظرية الالتزام بالإسلام وهي مجموعة نظام البدائل أو قل هي صكوك الغفران ! بفعل الحج. أو إحياء ليلة القدر أو هذا القدر من التسبيح والتهليل ومثل حديث الرجل القاتل لمائة من الأنفس، وحديث أمتي ليس عليها عذاب، وأحاديث الشفاعة لأهل الكبائر بعد الموت، وأحاديث عدم الخلود بالنار للعصاة الذين فعلوا أفعالاً يهون الكفر إلى جانبها وأحاديث فداء أهل الذنوب من أمة محمد بيهودي أو نصراني، وتأتي أحاديث أخرى لتهز صورة الرسول صلوات الله عليه، وصورة حمزة بل وصورة الفاضلين من الصحابة مثل حديث الحوض الذي يُذاد عنه أصحاب الرسول، وحديث رضاعة المرأة للكبير أي لمن كان أكبر من 15 سنة مثل حديث سهلة بنت سهل وحديث ستصالحون الروم صلحاً آمنا فتغزون أنتم وإياهم وتغنمون، وهو حديث استند إليه مفتي أعمى العين والبصيرة ليجيز التبعية للكفار وإباحة الأرض لجيوشهم والرجال المسلمين ليكونوا متكأً ومتاريس وأكياس رمل لصالح الأمريكان والغرب في حرب العراق وأحاديث الرؤيا الصالحة التي جعلتنا ننتظر انتصار العراق دون دخول المعركة.

ما سبق غيض من فيض من صورة القناة الرابعة وأفاعليها وهي مع أنها مجرد قناة وحالة ادعاء خالطه الهوى إلا أنها صورة بلغت من التقديس أنها قاضية على القرآن.

ففي سبيل إعادة بناء العقل الإسلامي بناء صحيحاً متيناً لابد من قبول تحدي الأفكار الزائفة مهما حاول المفسدون في الأرض من إعطاء قدسية لها ولعلمائها منذ القرن الثاني الهجري وحتى اليوم !.

وبعد سلاماً سلاماً لمن لا يفهم! ودعوة حارة للفهم والمحاورة والجدال والحجاج والنقاش لمن يريد لأمته الخير، وويلٌ ويلٌ لمن أخذ يرتزق أو يشتهر على حساب تمتين مسلك الضياع والتوهة. (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) (يوسف:108) .

لبيك يا رسول الله !

يا من خاطبك الله بالآية السابقة وهي خطاب لأتباعك إلى يوم الدين فإنّا على البصيرة سائرون وسلام على عباده الذين اصطفى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

انتهى كلامه رحمه الله.

Mohammad Riyad :

السلام عليكم. شكراً لمتابعتكم الرائعة، لقد بدأت بعرض أدلتي العقلية على محاوري وطلبت منه أن يرد على ثلاثة براهين عقلية فلم يرد على أي منها،

وعرضت عليه أدلة القرآن التي تفيد بوجوب طاعة الرسول والالتزام بأمره والإقتداء به والتأسي به والالتزام بأمره وكونه مبيناً لتفسير القرآن ومفصلاً لمجمله، فأجاب مناظري بأن المقصود هو القرآن ذاته بلا دليل أو دلالة تخصيص عامة أو خاصة.

ثم أقر لي بأنه يقبل الحديث إن صح متنه ووافق القرآن وأنا أقول له ارتفع الخلاف إذا فهذا ما نقوله.

ثم رجع في مداخلته الأخيرة، ليهاجم البخاري ومسلم، مع أني أعلنت في مقدمتي وفي سطرها الأول أني لا أعتبر البخاري ومسلم وغيرهم حجة وهم ليسوا كتبنا أي المعتزلة على أية حال.

وقد بينت أني إنما أريد إثبات حجية قول الرسول وعمله وتقريره من ناحية مبدئية، بعد ذلك نتكلم في السند والمتن وطرق الإثبات، والحمد لله انه أقر لي بذلك.

 وأخيراً يبقى العقل عندنا هو مصدر التحسين والتقبيح ويأتي النص كله بعد ذلك قرآنا أو حديثاً ليكشف عن صريح العقول في ذلك.

شكراً لكم جميعاً، استمتعت بوجودي معكم.

أبو إبراهيم العلي :

قلنا من البداية أن القرءان هو المصدر التشريعي فقط وليس إقراراً لك! هو مفهوم مشترك بيننا ولكن عندنا مفعل وغير مفعل عندكم، والحديث ليس مصدراً تشريعياً، وإن صح وفق شروط قرءانية فهو تحصيل حاصل وليس حجة بذاته ولا برهان مع استغناء القرءان عنه، ونحن نقبل بالأحاديث المتعلقة بالتعبديات مع نفي الإلزام بها

أما المصدر هو من صدر وتعني الدخول للشيء والخروج منه بمعلومات أو حكم، وبناء على ذلك العقل ليس مصدراً وإنما هو دليل، والفرق كبير بين مفهوم المصدر والدليل.

وسواء دمجت السنة بالحديث أو أفردتها فكلاهما ليسا مصدراً تشريعياً وأنت أقررت بذلك بداية ، ومع ذلك تصر على وضعها تحت عنوان المصادر الشرعية الدينية رغم أنك ترفض أن يؤسس الحديث مفهوم إيماني أو حكم شرعي أو خبر غيبي وواضح من الحوار أن الأمر يحتاج إلى ضبط المصطلحات والتسليم للمفاهيم المنضبطة قرءانياً، مثل التفريق بين السنة و الحديث ، وبين النبي والرسول والعجيب رفضك لكتب الأحاديث كجهد بشري ، وتدافع عن مفهوم نظري لا واقع له فهو وهم ذهني فقط .

 

أشكر الأستاذ الدكتور محمد رياض على سعة صدره وإتاحة الفرصة لي للحوار معه, على أمل حوارات أخرى قادمة.

والحمد لله رب العالمين.

ناجح سلهب :

أشكر الأخوين الكريمين على المشاركة والالتزام بالمناظرة وأعلن رسمياً انتهاء المناظرة بين الدكتور محمد رياض والأستاذ غسان النبهان.

وأشكر جميع الأخوة المتابعين وطيب الله أوقاتكم.

أترككم جميعاً في حفظ الله ورعايته.

تمت المناظرة.