الأحمق أكثر إيمانًا بالله من العالم

أدركتني الصلاة، وأنا في بعض شؤوني، فدخلت إلى أقرب مسجد لأدائها. وبعد أن انتهينا من أداء الصلاة، التفت الشيخ إلى المصلين، وبدأ بحديث يَعِظ الناس به، وتَطَرَّق إلى مفهوم التَّكَبُّر، وأنه يُحبط الأعمال، واستشهد بقصة عن بني إسرائيل، وهي:

سأل جبريلُ اللهَ U: مَنْ أكثر الناس إيمانًا بك من هؤلاء القوم؟

فقال الله: هو أحمق بني إسرائيل.

فاستغرب جبريل جوابَ الله U! أَيُعقَل أن يكون الأحمق أكثر إيمانًا من العالم، أو العاقل؟

قال الله: انزل، وامتحن الاثنين، واكتشف بنفسك صواب جوابي؟

نزل جبريل إلى الأرض، وتمثل بصورة بشر، وذهب إلى عالم بني إسرائيل، وسأله: هل يقدر اللهُ تعالى أن يُدخِل الجمل في ثقب إبرة؟

فرد العالم: إن كان الجمل صغيرًا جدًّا، أو كان ثقب الإبرة كبيرًا جدًّا، فيمكن أن يدخل الجمل في الثقب.

وذهب جبريل إلى أحمق بني إسرائيل، وعندما وصل إليه وجدَه يقذِف السماء بحجارة، ويقول: ارزقني يا الله وإلا أمعنت في قذفك، فتعجب جبريل من هذا السلوك! وقال في نفسه: أيُعقل أن يكون هذا الأحمق أكثر إيمانًا بالله من العالم، وتابع حديثه في نفسه، وقال: لكن الله صادق فيما يقول، فما عَليّ إلا أن أكتشف ذلك بنفسي.

وتوجَّه إلى الأحمق سائلًا: هل يستطيع ربُّك أن يُدخِل جملًا في ثقب إبرة؟ فتوقف الأحمق عن قذف السماء بالحجارة، والتفت إليه؛ وقال:

إن الله قادر على أن يُدخِل الكون كله في ثقب إبرة وليس الجمل فحسب.

فَذُهِل جبريل من شِدَّة إيمان هذا الأحمق، الذي تَفَوّق على عالم بني إسرائيل.

فكبَّر المصلون: T، T،T.

فقمت من مجلسي، ولا أدري ماذا أقول لهؤلاء الناس! واخترت الانصراف بصمت!