مفهوم منهجي لدراسة القرءان
الخطاب القرءاني كله محكم المبنى كصياغة لسانية ومنطقية وعلمية من قبل الله، وظهور التشابه والاحتمال في الفهم يرجع للمتلقي للخطاب لقصور علمه ومحدوديته وليس للمتكلم بداية بالنص.
أما إحكام المعنى فهو على أوجه:
أما إحكام المعنى فهو على أوجه:
– نصوص التكليف والإيمان في القرءان محكمة المعنى لاتحتمل التشابه والإشكال وذلك لتعلق الحساب والمسؤولية بها، وهي تمثل الدين ، وإمكانية وجود التشابه فيها مع الحساب والمسؤولية ينقض صفة الحكمة الإلهية، ولا يصح استخدام أسلوب الرمز والتجريد في دراسة هذه النصوص، فالحرام حرام ، والواجب واجب، والمباح مباح، وتدرس وفق مفهوم المقاصد والعواقب والمصالح والأحسن ووفق النظرية الحدودية للتشريع كأعلى للعقوبات وأدنى للعلاجات والأحكام الاجتماعية.
– نصوص الآفاق والأنفس والقصص يوجد مجموعة منها محكمة المعنى وأخرى متشابهة تحتمل عدة معاني وتقبل التعدد والتنوع بالفهم ، ويتم دراسة هذه النصوص المتشابهة وفق النصوص المُحكمة ووفق اللسان العربي الذي نزل به الخطاب.
وهذه النصوص ليست من الدين ولو أنها جزء لايتجزأ من الكتاب الإلهي، وهذا يعني أن الاختلاف فيها أو إنكار مضمون بعضها بسبب ما ؛ ليس كفراً بالدين ولانقضاً للإيمان ولايخرج الإنسان من دائرة الإسلام، فهذه النصوص لاتتعلق بحقوق الناس ودمائهم وأعراضهم، فهي أفكار تقبل التعدد بالفهم والتنوع والاختلاف، ولايكون فهم أحد حجة على الآخر، ويُعرف الفهم الصواب من خلال البرهان أو الأقرب للواقع والمنسجم مع المنظومة الكونية، كما أن هذه النصوص وخاصة التاريخية المتعلقة بالقصص تقبل الفهم المستقبلي والترميز والتفعيل والتجريد دون نفي الفهم التاريخي لها كحدث حصل وانتهى، وبالتالي أي مفهوم رمزي لنوعية هذه النصوص المتشابهة مادام وفق اللسان العربي والمنظومة العامة والمنطق فهو مقبول و لاينفي فهم غيره ولايلزم أحد به .
– نصوص الرؤى المنامية مثل رؤيا النبي يوسف أو رؤيا النبي إبراهيم لاتُدرس إلا بأسلوب الرمز وفق تفعيل مستلزمات الكلمات في الواقع ، مثل الماء رمز للحياة.
ومن هذا الوجه يظهر تفاوت في مستوى الباحثين في الفهم حسب امتلاكهم القدرات الفهمية والأدوات المعرفية ، وطبيعي أن يكون لكل مستوى من الفهم أهله من الباحثين والقراء ، فمن لم يفهم دراسة باحث فليتجاوزه إلى مايفهم ولاينكر عليه طالما هو منطقي ووفق القواعد والمنهج ،أو يحاول أن يرتقي بفهمه ويطور أدوات معرفته ليفهم عليه أو يقوم هو بدراسة أخرى ويدلي بدلوه.
اضف تعليقا