نفس الله ونفس الإنسان

نموذج عن تفكير مريض جاهل
يقول أحدهم: إن النفس مخلوقة وهي محل الموت والقتل والوفاة كما هو مذكور في القرءان
-{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35
-{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
-{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }الإسراء33
وقد ورد في القرءان أيضاً نصوص تشير إلى أن الله له نفس
-{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28
-{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }المائدة116
والربط بين مجموعة النصوص الأولى التي أثبتت أن النفس تموت وتقتل مع النصوص الثانية التي ذكرت النفس لله ، أن نفس الله تموت لعموم دلالة النصوص الأولى، هكذا تفيد النصوص وتلزم من يقول إن لله نفس.! أو يضطر أن ينفي النفس عن الله ويكون محل الكلام في النصوص الثانية ليس الله وإنما هو رب مخلوق له نفس يجري عليه مايجري على النفوس الأخرى من موت وقتل أو وفاة!.
-والجواب على هذا الجهل :
أسماء الله توقيفية ولانسمي الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه بصيغة اسم ومعرف ولايصح اشتقاق اسم لله من صيغة فعل مثل القاتل والمدمر والماكر، وله الأسماء الحسنى كمفاهيم ومضمون دون اختيار لفظة اصطلاحية أو من عند الناس لقصور اختيارهم ، ولذلك لانستخدم أسماء أو أوصاف مع الله إلا ما استخدم لنفسه من كلام وأسماء لأنه أعلم بما يسم به نفسه أو يصف فعله ، فقد سمى نفسه بالحي ، ولفظة الحي تطلق على المخلوق أيضاً فنحن أحياء والفرد منا هو حي، ولا يخطر ببال عاقل إن حياتنا كمثل حياة الله بوجه من الوجوه ، فنحن نعلم أن حياة الله تناسب مقام ألوهيته من كونه أزلي أحدي صمدي ، وحياتنا تناسب مقامنا من كوننا مخلوقين محدودين، ولذلك يكون الله حي لايموت، أما نحن فنموت، ولايوجد أي إشكال في الفهم والتعامل مع هذه الأسماء، ولولا استخدام القرءان لكلمة نفس على الله لما استخدمناها نحن، و إطلاق كلمة نفس على الله متعلقة بوجود كائن أزلي أحدي صمدي ، وبالتالي أخذت الحكم الوجودي ذاته ، بينما النفس الإنسانية متعلقة بكائن مخلوق محدود وبالتالي أخذت الحكم ذاته. ولايصح سحب علاقة النفس مع الجسم المخلوق على علاقة النفس مع الله ، وإعطاء الحكم ذاته ، فهذا قياس ما لايقاس لانتفاء وجه التشابه والتماثل بين المذكورين، فالنصوص التي ذكرت موت النفس أو وفاتها أو قتلها عامة فيما يتعلق بالنفس المخلوقة المحدودة، ولايصح سحب دلالة العموم على النفس المتعلقة بالكائن الأزلي الأحدي الصمدي لاختلاف محل التعلق، وهذا منطق قرءاني وواقعي ومن لايتقنه يقع بأمثال تلك التساؤلات الطفولية ويضل وينحرف عن الحق والصواب ويصل إلى مفاهيم شيطانية .
فانتبهوا من هذا الأسلوب الشيطاني في الفهم والتعامل مع النصوص القرءانية