العنوان

الإسلام ليس مجرد انتساب لجماعة أو حزب أو ملة…الخ،هو مضمون فكري وقيمي وتشريعي متعلق بمفاهيم الإنسان عن الكون والإنسان والحياة الدنيا والموت وعلاقتهم ببعضهم ،فكل من يحمل مفاهيم سلمية ويجسدها في الواقع بسلوكه ويدعو لها هو مسلم عموماً، وكل من يضيف لهذه المفاهيم السلمية ويرتقي الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وعلى رأسها الوصايا العشرة هو مسلم لله، ولاقيمة للفظه أو انتسابه أو ملته، فهذا مثل مفهوم الإنسانية فكل إنسان يحمل مفاهيم إنسانية فهو إنساني شاء أم أبى ذلك اللفظ، ولاقيمة لانتسابه لمجتمع أو قوم ولاينفي عنه الإنسانية. مع العلم أن الله أنزل ديناً واحداً فقط وهو الإسلام بدأ مع بدء الوعي الإنساني وظهر ببعث النبي نوح وترسخ منهجه الحنيف ببعث النبي إبراهيم وتابع اكتماله بالتوراة والإنجيل وتم جمعه وإكماله في القرءان وختمت النبوة ببعث النبي محمد، فكل النبيين دينهم الإسلام ، وكل أتباعهم اسمهم مسلمين وقد وضع الله معياراً لذلك فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62 وهذا يعني عموم الملل فيصير النص يشمل التالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ والشيعة والسنة والمعتزلة والأحمدية والبهائية والصوفية والدروز…مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) الحكم بالإسلام للمضمون و العمل وليس للانتساب والتسمية