دين الإسلام موجود قبل نزول القرءان

بعض الناس يطعنون أوينقضون الدين من خلال نصوص تاريخية أو كونية في القرءان مثل نص ذي القرنين أو أصحاب الكهف أو الآيات المادية التي أجراها على يد النبيين كبرهان على صدقهم في دعواهم…الخ.
اعلموا أن الكتاب الإلهي أوسع من الدين بكثير وليس كل نصوصه هي نصوصاً دينية، فنصوص الدين في الكتاب الإلهي لاتتجاوز بضع مئات وهي محل تسليم من كل الإنسانية لتعلقها بالفطرة والمصلحة للناس ودفع الضرر والمفسدة عنهم.
من يرفض السلام والتعايش والتعاون بين الناس ؟
من يرفض القيم والأخلاق والوصايا العشر ؟
من يرفض الحرية والتفكير والتدبر؟
من يرفض تحريم نكاح المحارم ؟
من يرفض تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير والخبائث؟
الشرع الإسلامي شرع راكب مع الفطرة والمصلحة الإنسانية ولايستطيع أي مجتمع أن يرفضه كله ، ومن يهرب منه يقع في حضنه لامحالة وبصرف النظر عن الاسم الذي ارتضاه لنفسه، وما يُعْرَض من شبهات وإشكاليات من قبل بعضهم نجدهم يعتمدون على التطبيق التاريخي والفهم الكهنوتي والتراث وليس على مصدر الدين القرءان، والأمثلة التي يعرضونها من القرءان تجد أن فهمهم خطأ لأنهم يعتمدون أيضا على المثناة في فهم النص القرءاني وهي مسائل محدودة وظرفية مثل إباحة تعدد النكاح من قبل الرجل لأكثر من امرأة وليس وجوبه ، وهذا يعني نفي الزام المجتمع به وليس هو حكم عام وأصل في النكاح والعلاقات الزوجية.
لذلك كل الاشكاليات والضجيج والصراخ ضد الدين الإسلامي الممثل بالقرءان هو فقاعة كبيرة لاقيمة لها ، ولايخلو أي أحد من هؤلاء الناعقين من تطبيق لمفاهيم الإسلام أوأحكامه تحت أي اسم ومنظور يعرضونه كالإنسانية وغيرها.
ولاقيمة لجوابهم أن هذه المفاهيم أو الأحكام هي إنسانية ولم يأخذوها من القرءان ، فأحكام الإسلام هي إنسانية وليست بهيمية وهمجية ، وهي واقعية وليست فضائية هلامية،والكتب الإلهية السابقة كلها كتب نزلت تمثل الدين الإسلامي في مرحلة تاريخية معينة وفق محور الثابت والمتغير إلى أن نزل الكتاب الأخير ( القرءان) فأعاد إنزال ماسبق وجمعهم وعدل أو نسخ بعض الأحكام العينية الجزئية وأكمل التشريع، فصار الكتاب الجامع والمكمل والمستمر.
ولذلك؛ ينبغي التعامل مع نصوص الدين للناس جميعاً وهي محكمة في مبناها ومفهومها، بينما النصوص الأخرى ليست لكل الناس ولاتهم الإنسان العادي، هي للدارسين و المتدبرين وفق منهج خاص موجود في داخل القرءان ، ولايضر المسلم في دينه أن لايفهم هذه النصوص ولاتتعلق بالإيمان أو الكفر، وتحتمل هذه النصوص أفهام كثيرة وفق التطور المعرفي والأدواتي، فلايصح رفص الدين لعدم فهم هذه النصوص.