الاجتهاد وظيفة النبي لا الرسول

كون النبوة مقامًا علميًّا ودعويًّا، والأنبياء سادة العلماء، فصفة الاجتهاد لهم أولى من العلماء، فالنبي أحق بالاجتهاد من العالم قطعًا، وإلاَّ صار العالم المجتهد أفضل من النبي إن سُلِبَ حق الاجتهاد منه.

فالنبي يقوم بالاجتهاد في عملية الدعوة، والتعليم، والاستنباط للأحكام والمعلومات من الرسالة السابقة، أما إذا كان هو رسولًا، فيستخدم الرسالة التي نزلت عليه{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وهذه الرؤية ليست وحيًا وإنما هي اجتهاد وفهم لما أنزل الله، ومن الخطأ الفاحش نفي الاجتهاد عن النبي بحجة أن كل ما يقوله وحي من الله، فهذا خلط بين مقام النبوة ومقام الرسول المتعلق بالتلاوة والتبليغ لما أنزل الله عليه.