نقاش حول حجية حديث الآحاد

كنت في زيارة للإمارات منذ أكثر من خمسة وعشرين عام لأخي هناك وهو رجل سلفي، وذات يوم ذهبنا لزيارة الشيخ “علي خشان”وهو تلميذ الألباني من أيام دمشق، وكنت تجاوزت الفكر السلفي وتحررت منه ، وعندما التقينا بالشيخ في منزله خطر في نفسي أن أسأله عن فكرة حجية خبر الآحاد في إثبات المفاهيم والأحكام الشرعية كون السلفيين يعدونه حجة وبرهان وأنا حديث عهد بكتابة كتابي دراسة أصولية في الآحاد والنسخ و الاجماع ، والشيخ يعرف أني تركت السلفية وغيرت فكري .
فقال الشيخ: إن آتيتك بنص من القرءان بحجية خبر الآحاد هل تتراجع عن رأيك ؟
قلت: عجباً لسؤالك !!!وهل تتصور أن لي رأي بعد كتاب الله ؟
وأوجست في نفسي خيفة هل يعقل أنه يوجد برهان من القرءان وانا لم أنتبه له في دراستي للموضوع!
ومع ذلك أخفيت ذلك في نفسي وتابعت حديثي، تفضل اعرضه؟
قال الشيخ : اسمع:{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22، هذا هدهد واحد وهو بهيم ووصف نبأه باليقين ، فما بالك بالرجل المؤمن ؟
فتنفست الصعداء وارتحت وقلت للشيخ: أتم تلاوتك للنصوص إن سمحت لنر ماذا أفاد خبر الهدهد عند النبي سليمان؟
صمت الشيخ ولم يتابع تلاوة النصوص، فاضطريت أن أتلوها ليسمعها من هو حاضر معنا النقاش وهي:
وتلوتها إلى أن وصلت إلى النص المعني {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }النمل27، وتابعت الحديث قائلاً: هل رأيت كيف أن خبر الواحد لم يقم النبي سليمان له وزناً ولم يتعامل معه على أنه يقين وبرهان ويفيد العلم ، بل تعامل معه بحذر وطلب أن يتأكد من صدق الخبر أو كذبه.
وصمت الجميع أيضا لانهم سلفيين وكرهوا جلوسي معهم ولم يعد اخي يدعوني لزيارة أحد منهم وصار يذهب وحده، ويتركني خلفه .