السؤال:
-{وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ }النحل51
لماذا قال اثنين بعد كلمة إلهين وهي مثنى، وأنتم تقولون بنفي وجود الحشو والعبث في الخطاب القرءاني؟
الجواب:
الخطاب القرءاني نص مُحْكم ويقوم على الحق والصدق، ولا يوجد فيه عبث أو حشو، ولا مجاز ولا ترادف بالمعنى الخطأ الذي هو وجود كلمتين مختلفتين بالمبنى متفقتين بالمعنى والقاعدة هي: ( إذا اختلف المبنى اختلف المفهوم والمعنى للكلمة أو الجملة)، وهذا يعني أن ذلك أصل ثابت وعندما ندرس دلالة كلمة أو جملة ولم نعرف معناها أو اختلافها عن غيرها ما ينبغي أن ننقض ما هو ثابت يقيناً، فاليقين لا يزول بالظن والجهل، وينبغي أن نقف ونتابع الدراسة فيما بعد أو نتركها لغيرنا.
النص محل السؤال أتت كلمة( إلهين اثنين)، وكلمة اثنين ليست حشوًا ولا تكرارًا اعتباطياً، لأن كلمة إلهين وحدها لا تشمل دخول الله نفسه بها وإنما تدل على مجرد إلهين، وبمجيء كلمة اثنين دخل في المعنى الله نفسه كون ألوهيته ثابتة، ويصير المعنى لا تتخذوا مع الله إلهاً آخر فيصير عندكم إلهين إنما هو الله وحده فقط ونفى أحقية الإله الآخر المفترض.
وكذلك كلمة (إله واحد) أتت كلمة(واحد) لتغلق المعنى وتحصره بالله نفسه، لأن بغيابها لا تدل كلمة( إله) وحدها على الوحدانية لاحتمال استمرار التعدد، مثل لو قلنا: أعطي زيداً ديناراً، فلو أعطيته أكثر لم تنف كلامنا لأن الدينار دخل بالمعنى وقد أعطيته ذلك، بينما لو أضفنا كلمة ( واحداً) لتم الحصر بالعدد ذاته ومنع الزيادة.
اضف تعليقا