السؤال:

الله سبحانه وتعالى بيقول فتياتكم المؤمنات، بتقتصر على الامة في عهد العبيد وتكون مؤمنة… وفي عصرنا اذا طبقت على المساكين وبنات المساكين المعرضة للزنى بسبب الحاجة، كيف تكون مؤمنة وهي تزني حتى نعتبرها من ملك اليمين؟ وأرجوا أن تفيدني وشكرا

الجواب:

لايوجد رق في الإسلام ( عبيد) فكل الناس عباد الله وأحرار ولكن يوجد مقامات اجتماعية وهذا طبيعي أن يترتب عليه اختلاف بالتعامل معهم ومفهوم الفتى هو الإنسان التابع لآخر في الحياة الاجتماعية والمسؤولية ، يعيش ضمن دائرة لا يملك فيها القرار والإرادة نحو الخدم والمستخدمين بصورة عامة . فهم من طبقة اجتماعية متدنية على صعيد العلم أو الثقافة أو الاقتصاد, لذا لا يصح إطلاق كلمة ( فتى أو فتاة ) على الأبناء أبداً ، لأن مصطلح ( الفتيات ) يطلق على النساء المتدنيات اجتماعياً مثل الإماء أو الخدم أو العاملات وما شابه ذلك ، وينبغي التنبه لهذا الفرق الاصطلاحي لما يترتب عليه من أحكام مختلفة بين النساء ذوات المقام الاجتماعي الرفيع والوسط ، والنساء ذات المقام الضعيف اجتماعياً . قال تعالى [يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ]الأحزاب 32 ونساء النبي هن من المقام الاجتماعي الرفيع المستوى ، لذلك نجد لهن أحكاماً خاصة بهن . وكذلك نساء المؤمنين عامة فهن ذوات مقام اجتماعي وسط قال تعالى : [ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين]الأحزاب 59 لاحظ لم يأت في النص ذكر ( الفتيات ) لأن الحكم لا يتناولهن ، وإنما هو خاص لسيدات المجتمع الرفيعة المستوى ( نساء القادة والعلماء وكبار القوم ) والنساء الحرائر عامة اللاتي يملكن القدرة والإرادة والاستقلال في اتخاذ القرار، ويتمتعن بحصانة اجتماعية من قبل آبائهم ، أو إخوانهم ، أو أزواجهم . لذلك فرق الشارع بين المقامات الثلاثة للنساء في الأحكام والعقوبات ,نحو عقوبة الضعفين لنساء النبي إذا مارسن الفاحشة [ من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ] الأحزاب 30 وعقوبة الوسط للنساء عامة (ويدرأ عنها العذاب )النور 8، والعذاب هو عقوبة مئة جلدة ،المذكور في نص حد الزنا ، ونصف عقوبة للفتيات ومن هن بمقامهن [إذا أُحْصِنَّ [ تزوجن [ فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب]النساء 25