إعراب لاإله إلا الله

قال أهل النحو: إنها جملة اسمية منفية وتحتاج إلى خبر (لا) تقديراً وهو كلمة (موجود) لتصير: لاخالق موجود إلا الله.
بينما قال أهل العقيدة السلفية خبر (لا) المقدر ينبغي أن يكون كلمة (بحق) ومعنى كلمة (إله) المعبود، وكلمة (موجود) لاتصف الواقع حقاً لوجود آلهة أخرى تعبد من دون الله، والصواب هو تقدير كلمة (بحق) لتصير الجملة : لا معبود بحق إلا الله.
وأخطأ السلفية عندما عدُّوا أن معنى كلمة (إله) هو معبود وخطأهم هذا ساقهم إلى تقدير خبر كلمة (بحق) التي هي بدورها خطأ لأن الجملة تصير لاتنفي عبادة غير الله بغير حق وإنما تنفي العبادة بحق فقط، وبالتالي لامانع من عبادة غير الله بغير حق أما العبادة بحق فلا تكون لغير الله .
وأخطأ أهل النحو عندما قدروا كلمة ( موجود) خبر لا ، لأن كلمة موجود تفيد وتدل على إمكانية الغياب والنفي لوجود الله.
كلمة الله اسم علم جامد غير مشتق، وال التعريف جزء من الكلمة وليس مضافاً لها، وهي كلمة مفرد لاجمع لها لانتفاء تعددها في الوجود، واللسان العربي هو صورة عن الوجود، فالله هو الإله الواحد، وليس كل إله هو الله لأن كلمة إله تتعدد ولها جمع على كلمة آلهة، ويمكن أن يوجد آلهة في الذهن وهمية مثل الهوى وغيره{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43.
ومفهوم كلمة الله هي اسم جامع لوحدانية الوجود الأزلي الصمدي الحي القيوم وللجمال والكمال والجلال والعظمة والقدرة… وظهرت باسمين فعليين وهما الخالق والرب، فالله هو الخالق والرب، ومن يكون خالقاً ورباً لابد أن يكون هو المعبود والمطاع ضرورة والعكس غير صواب، والشرك الذي وقع به معظم الناس في تاريخ الإنسانية هو الشرك بالربوبية عندما أضفوا على بعض المخلوقات بصرف النظر عن نوعها بعض أفعال الرب مثل الادارة و التدبير لجزء من الكون نحو إله المطر، وإله النصر، وإله الرعد، وإله الإخصاب…الخ، وتوجهوا لهم بالعبادة والطاعة والتقرب لهم ولذلك عندما قال النبي لهم : لا إله إلا الله ، قالوا :{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }ص5، فمفهوم الإله عند المشركين لايتناول اسم الخالق وإنما اكتفوا باسم الرب منه لعلمهم أنه لاخالق إلا الله {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61، ونتج عن شركهم بالربوبية الشرك بعبادة الله ، وهذا يعني أن مفهوم جملة(لا إله) لاتعني لامعبود، وإنما تعني لاخالق ولا رب إلا الله، وبالتالي تدبر أهل النحو هو الأصح والأقوى من علماء السلفيين بمعنى كلمة الإله.
أما الخبر المقدر من قبل الفريقين( موجود ، وبحق) فهو خطأ كما بيناً ذلك ، والصواب هو كلمة (واجب الوجود)، لتصير الجملة لاخالق ولارب واجب الوجود إلا الله، وهي خبر حقيقي موضوعي خارج الذهن ولاتتأثر بكفر الناس بها أو إيمانهم فهي خبر عن وجود حقيقي، وطبيعي أن ينتج عن مفهومها في ذهن الإنسان توحيد العبادة والطاعة لله وليس العكس.