كتاب الله رسالة للناس جميعاً وليس لفرد واحد

كثير من الناس يقول: لماذا لاأفهم القرءان كله ، ألم يرسله الله لي؟
والجواب
أرسل الله القرءان للناس جميعاً ، وجعله صالحاً مستمراً لكل زمان ومكان ، وليس لفرد واحد، وهذا يقتضي أن يكون خطابه يستوعب كل الأفهام والعلوم و التطور، والعلم يتبعه ، فالقرءان إمام ونور ومتبوع وليس تابعاً لأحد، وما يهم الفرد الواحد أحكم خطابه ليفهمه كل شخص بعينه وحده.
من لم يفهم وحدانية الله من سورة الإخلاص؟
من لم يفهم الإيمان باليوم الآخر والبعث والحساب ؟
من لم يفهم أن الإسلام من السلم الإيجابي كمفاهيم وسلوك مع الناس؟
من لم يفهم ماحرَّم الله في كتابه من الأطعمة ونكاح المحارم؟
من لم يفهم وجوب الالتزام بالوصايا العشر ؟
من لم يفهم القيم و الأخلاق؟
من لم يفهم مفهوم العمل الصالح للناس؟
كل ذلك مفهوم لأي شخص مهما تدنى بثقافته وقدرته الفهمية وحتى لو كان لايتقن اللسان العربي فيفهم ذلك بالشرح والترجمة له .
أما غير ذلك من المواضيع فهي ليست دينية، وإنما علمية أوتاريخية ، وفهمها يحتاج لمستوى من العلم والثقافة مثل أي علم ، فهل علم الرياضيات وتفاصيله أمر يعلمه كل الناس دون دراسة له، وهل هو ممنوع أن يتعلمه أحد، أم هو أمر متاح لكل من يريد أن يدرسه ويفهمه؟
المشكلة بعقولنا نحن وليس بالقرءان، تريدون أن تفهموا القرءان ادرسوا القرءان وتعلموا علومه وقواعده ومنهج دراسته ، ومع ذلك حينما تتعلمون لن تحيطون بكل قضايا القرءان وهذا لايعيب القرءان فهو مثل العلوم ، هل أحاطت الإنسانية بأي علم أم هي مازالت تدرس وتستمر وترتقي بالدراسة وتعدل وتلغي ويختلف العلماء في رؤيتهم لبعض الأمور ، وهذا الاختلاف لاينفي عن رؤيتهم الصفة العلمية ولكن يُبقيها تحت الدراسة والتطور والمراجعة والتعديل المستمر، وهذا منهج القرءان العربي الحنيف.
لذلك لاقيمة لقول هؤلاء الذين يستخدمون جهلهم برهاناً لنقض القرءان ، فهم بالحقيقة يظهرون جهلهم وضعفهم وقصور علمهم وتفكيرهم وسوء فهمهم ، ولاجواب لهم إلا أن يتعلموا ويرتقوا ليفهموا.