لاتبني مفهوماً من خيالك وتصورك
كان في بلدتين متجاورتين يسكن كل منها عملاق و لايعرفان بعضهما شخصياً ولكن يعرفان بوجودهما ، فمرة سخر أحدهما من الآخر وشتمه أمام مجموعة من الناس،فقام بعض الناس وأوصلوا الشتم و السخرية للعملاق الآخر، فغضب العملاق جداً ،وقرر أن ينتقم منه، وفعلاً اتجه للبلدة التي يسكن فيها العملاق الآخر وهو يجري وتهتز الأرض من ثقله ويصدر عن خبط قدميه صوت عالي، فما إن شارف البلدة حتى وصل صوت خبط قدميه إلى العملاق الآخر، فشعر في نفسه بالخوف لتصوره حجم العملاق القادم نحوه بشكل كبير جداً ،وسارع ودخل منزله يرجف هلعاً ، فرأته زوجته على هذا الوضع فسألته : مابالك ترتجف خوفاً؟ فأخبرها بقدوم العملاق الضخم ليقتله، قالت له: لاعليك منه، قم تمدد على السرير ولاتصدر أي صوت وكأنك نائم، فقام وتمدد على السرير وغطته زوجته بلحاف كبير وأظهرت من الأسفل قدميه فقط.
ووصل العملاق وهو يشتم ويصرخ ودخل إلى المنزل يريد قتله فتصدت له زوجته، وقالت: إن زوجي في الخارج ولم يعد بعد، و الطفل نائم وأشارت إلى قدمي زوجها فلا توقظه وتزعجه بصوتك.
فصمت العملاق الضخم ونظر إلى القدمين فرآهما كبيرتين بالنسبة لطفل، فقال في نفسه: إن كان الطفل بهذا الحجم فكيف يكون حجم أبيه، وتصوره عملاقاً ضخماً جداً ، فغادر المنزل وقال: لأنجو بجلدي قبل أن يرجع أبوه ويراني في المنزل .
التصورات التي نصنعها عن الواقع هي التي تحكم سلوكنا، فانتبه لتصوراتك أن تكون صواب موافقة للواقع حتى لايصدر منك سلوك مضحك وتخاف من خيالك
اضف تعليقا