ابتلينا بقوم بدؤوا بإعمال عقلهم والتفكير فظنوا أنفسهم علماء وباحثين ولم يحفظوا إلا كلمة ما الدليل ويكررونها كلما عرض أحدهم فكرة دون فهم لها ودون إدراك أن البرهان معروض مع الفكرة ذاتها ولكن الاعتداد الذي حصل عندهم في أنفسهم منعهم من رؤية البرهان غير القصور في المنهج وأصول الفقه والتدبر، فصاروا مثل من لايعرف من الحب إلا كلمة وحشتوتي وحشتوني! نفي الصلاة الشعائرية نموذجاً من قبل هؤلاء بحجة نفي وجودها في القرءان مع العلم أن الأمر بأداء الصلاة أتى في القرءان وأتى فيه هيئتها العامة مايسمى أركان الصلاة ( القيام والركوع والسجود) وهي تشكل مقومات ما يسمى اصطلاحًا الركعة الواحدة، وكذلك أتى فيه أوقات الصلاة الاحتمالية (2-3-5) حسب طقس كل بلد وظروف الشخص، واقل صلاة هي ركعتين…الخ،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6
فالنص هذا يأمر من يريد الصلاة أن يغسل الأعضاء المذكورة في النص وفصل ذلك، فهل من المنطق ان الغسل ثابت الذي هو شرط لأداء الصلاة وتكون الصلاة غير ثابتة؟ ولاقيمة لمقولة لماذا الغسل ثابت ومفصل بالقرءان والصلاة ليس كذلك، لأن الصلاة ثابتة بالقرءان ومفصلة كما ذكرت آنفاً.
وقد قام النبي بتوجيه الصحابة على جعل مجموعة أذكار وأدعية وتلاوة القرءان في داخل الصلاة وهو اختيار نبوي غير ملزم ولكن يحبذ الالتزام به مع السماح باختيار مثله ، ومارس النبي الصلاة أمام مجتمعه طوال عمره ومارسوها معه وتتابعت كذلك دون سند ولاعنعنة واستمر هذا التتابع والتطبيق في كل مجتمع دون انقطاع بشكل متتالي ومتنامي ولايطلب أحد برهان عليها لثبوتها في الدين الإسلامي. فبرهان الصلاة الشعائرية هو النص القرءاني وسنة النبي المتتابعة في الأمة دون انقطاع، ولذلك لايصح النقاش بها أورفضها أو التشكيك بها لأنها يقين واليقين لايزول بالظن والإشكال. ولذلك نجد من نفى وجود الصلاة الشعائرية في القرءان اضطر أن يحرف مفهوم نص الغسل المتعلق بالصلاة ويحرف معنى الصلاة فقال: المقصد بالصلاة في النص هو التواصل مع الناس مثل الحفلات والزيارات والاجتماعات، ولذلك أتى الامر بالغسل لأطراف الشخص حتى يكون نظيفاً ورائحته جميلة عندما يذهب ويختلط بالناس!! لذلك أقول لهؤلاء : كفوا جهلكم عنا واتركوا الناس يصلون ويصومون ويغتسلون ، وأنتم أحرار لاتصلوا ولاتصوموا ولاتحجوا ولا ولا ولا !! ونصيحة لكم لاتقفوا عن طلب العلم وتابعوا الدراسة للقرءان وتمكنوا من منهجه ولسانه الذي نزل به والمنطق والأصول قبل أن تناقشوا وتثبتوا وتنفوا على مزاجكم.
اضف تعليقا