ذكريات مع حزب التحرير

ينبغي تسميته حزب التحليل، تعرض لضربة أمنية في سورية وتم اعتقال معظم هيكلية الحزب من رأس الهرم ( المعتمد الأول ابو علي جيجو في عام 1992، والمعتمد الثاني في عام 2000 ومعروف بكنية ابو علاء) إلى معظم عناصره، وأثناء التحقيق معي في عام 2000 قال المحقق : شو هذا الحزب الخراطة؛ كله أولاد كيف ضحكوا عليك؟ وبعدين ما وجدت أكبر من هذا الشخص لتضعونه رئيس حزب (يقصد ابو علاء الشاب ذو الأصول التركية) ماله فهمان وين الله حاطه وفايت بالحيط ، بدكم ترجعوا الخلافة شو أنتم ما بتفهموا أن الحياة تسير للأمام وما مضى لايعود!
وفي أحد حواراتي مع المعتمد أبو علي جيجو في عام 1990 وكان قد زار الدكتور محمد شحرور في منزله بصحبة أخي ابو عامر قبل طباعة كتابه الاول، ورجع أبو علي لعندي بعد الزيارة وهو في حالة ذهول وصدمة ، وقال لي لم يتعرض فكر الحزب لنقض وضربة طوال الفترة التي مضت ولم يستطع العلمانيون والملاحدة بكل أطيافهم أن يتجرؤوا على فكرنا ؛ ولكن عندما ينشر كتاب الشحرور سوف يقويهم جميعا ضدنا وسوف يوجه طعنة لفكر الحزب خطيرة قد تودي بحياته الفكرية وتزيحه من القيادة الفكرية والوصاية على الأمة!( وكان هذا في عام 1990)!فانظر كم مضى من الوقت وكيف تطور الفكر؟!
وسألته عما جرى من تفصيل في الجلسة ؟ فقال : عرض أفكار كثيرة ومصطلحات ومفاهيم لم أدركها كما ينبغي ولكن كان أخوك يجاريه ويفهم عليه فاسأله يخبرك عن التفاصيل، وقد قال الشحرور (موجها كلامه لأبي علي وقد علم أنه من حزب التحرير) إنه يتحداني أنا بالذات كوني من القيادات الحزبية كما فهم وحده وطلب مني  أن أرد على كتابه عندما يطبع وينشر!

وهذا ماحصل فعلاً لمن يفهم ويتدبر صيرورة الفكر والأحداث، لقد تم إزاحة فكر حزب التحرير من القيادة الفكرية ومن باب أولى الفكر الإسلامي التراثي مثل فكر الإخوان والسلفية وغيرهم وحبط عملهم وخسروا الحاضنة النخبوية الثقافية في الشعوب وخسروا المستقبل وصاروا في ذمة التاريخ والمسالة مسألة وقت !
وإنا ناظره لقريب