مفهوم الأزلية وعلم الله والقضاء والقدر

مفهوم الازلية يستخدم بمناسبة ودون مناسبة و دون علم ولاوعي .
ولايصح استخدام مفهوم الازلية على سوى الله وما يتعلق باسمائه الحسنى
علم الله نوعان:
علم أزلي وهو لايتعلق بالشيء وهو علم إلهي يستحيل العلم باي جزء منه أو كيفيته.
علم شيئي حادث، وهو العلم الذي يتعلق بالاشياء ووجودها وفق السنن التي وضعها الخالق.

علاقة الخلق بالعلم الشيئي وهو محل الدراسة وهو الذي يمكن أن نعلم منه شيئاً
والوجود يقوم على محور الثابت والمتغير ، والثابت هو الكليات ، والمتغير هو الجزئيات الاحتمالية .

وأعمال الإنسان تخضع لمحور الثابت والمتغير ، فما كان منها من المتغيرات الاحتمالية فالإنسان هو حر بالمناورة ضمن هذه الاحتمالات ضمن دائرة الكليات أو المحورالثابت وهي محل المسؤولية والمحاسبة
وأحداث وظواهر الوجود الكونية والاجتماعية الجزئية هي احتمالية في تحركاتها وفق الظروف والمعطيات ولكن لاتخرج عن الكليات الاساسية فهي حاكمة الجميع
علم الله الشيئي للكليات والجزئيات عام وقطعي ، ولكن يوجد فرق بين تعلق علم الله بالكليات كونها ثابتة وليس لها احتمالات ، وتعلق علم الله بالجزئيات كونها لها احتمالات، بمعنى أن علم الله الشيئي يعلم الاحتمالات كلها بشكل شمولي وإحصائي، أما تحرك الأشياء وأفعال الإنسان الواعية الحرة ضمن دائرة الاحتمالات فهي تحصل ضمن دائرة العلم الإلهي المباشر ولا يتفاجأ بها ولايخبره أحد بها لأنها تحصل فوراً تحت السمع والبصر الإلهي .
ولايصح القول إن علم الله الشيئي يعلم توجه الحركة الجزئية أو صدور الفعل من الإنسان قبل حصوله لأن ذلك لم يتشيا بعد ولم يحصل ولم يدخل في دائرة العلم الإلهي وبالتالي فهو بحكم اللاشيء.
كما أنه لايصح القول: إن الله لايعلم هذه الحركات الجزئية أو أفعال الإنسان قبل حصولها لأن تعلق هذه الحركات أو افعال الإنسان معلوم من تعلق هذه الاحتمالات بأشياء معينة لاتتجاوزها، فهو علم إحصائي في كليته ، وعند تحديد الفعل أوالحركة الجزئية في الواقع يتم فوراً تحت السمع و البصر والعلم الإلهي ، وقبل ذلك هو لاشيء ولايصح القول إن الله لايعلم اللاشيء، كما أنه لايصح القول إن الله يعلم اللاشيء، اللاشيء لاشيء ر لايتعلق به العلم لا إثباتا ولانفياً.
القضاء تعني الإنهاء والإتمام والإبرام والحكم
القدر هو ماهية الشيء كماً وكيفاً والسنن التي تحكمه، ولذلك قيل إن القدر هو العلم
والمطلوب الإيمان بالقدر ولم ترد كلمة القضاء مقترنة معها ، والمعنى هو الإيمان بعلم الله وأنه خلق الاشياء وفق سنن تحكمها وتجري بأمره وإذنه؟
وهذا معنى المقولة : أن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله، اي الخير أو الشر إنما يحصل وفق سنن الله وليس خارجها، والإنسان هو الذي يمارس الفعل ويناور بهذه السنن وبينها ويستخدمها ولايضع السنن
محور الكليات معلوم بشكل قطعي لأنه يتحرك وفق مارسم له لايحيد عنه
محور الجزئيات معلوم بكلياته الاحتمالية ويتم حصول الجزء وتحديده حين يصدر من فاعله سواء أكان الإنسان أو الظواهر والأحداث فور بدء نشوئه يكون ذلك في دائرة العلم الإلهي وتحت السمع والبصر
فيظهر الآن لنا مسالة التبنؤ بأحداث مستقبيلة مثل رؤيا النبي يوسف( سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) التي اولها النبي يوسف بمجيئ سبع سنين خير وغيث وبعدها سبع أخرى قحط وجفاف، هذه الرؤيا تعلقت بظواهر جزئية كونية متغيرة احتمالية لم تحصل بعد ومع ذلك تم العلم بها على وجه التحديد!!
يوجد في هذه النقطة علم اسمه علم الاستقراء، ويعتمد على معطيات الواقع وحيثياته وظروفه وتقلباته سواء على صعيد محور الاحداث الجزئية الكونية أو محور المتغيرات الإنسانية ( الحرية) فيقوم المتنبئ بإستخدام هذا العلم ليعلم بعض الأحداث المستقبيلة، وحسب قدرة العالم وشموليته وإحصائه للواقع معلوماتياً وترابطها وتشابكها ومعطياتها وعلاقاتها مع بعض وتاثراتها يكون قوة صحة التنبؤ.
تنبؤ الله قطعي ، وتنبؤ الإنسان ظني غالباً
والانتباه إلى أن نفي التنبؤ لايعني أن العالم لايعلم ، لأن الشيء لم يحصل بعد بمعنى لم يتشيأ، بينما الإخبار به علم ، وعدم الإخبار هو عدم دخول هذه الامور في دائرة العلم لأنها لم تتشيا بعد/ وينبغي أخذ العلم أن هذا العلنم الاستقرائي يتعلق بواقع موجود ولايصح أن يكون قبل الخلق ومن باب اولى القول أنه حصل في الازل فهذا خطا وضلال مبين .

https://cutt.us/yl9l7