سؤال نَحَوي عربي للملحد

سألني شاب صغير السن في مرحلة دراسية متوسطة عن برهان على وجود الله ليناقش به صاحبه الملحد، فأجبته على الشكل التالي:

اضرب له مثلًا من اللسان العربي، وعلى سبيل المثال:

كتبَ زيدٌ الدرسَ. واطلب منه إعراب الجملة:

كتبَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر في آخره.

زيدٌ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

الدرسَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

وبعدها اجعل الجملة مبنية للمجهول، كُتبَ الدرسُ، واطلب إعرابها أيضًا:

كُتِبَ: فعل ماض مبني للمجهول وعلامة بنائه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره هو.

الدرسُ: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو في محل مفعول به منصوب.

واسأله لماذا قدَّرت الفاعل في الجملة المبنيَّة للمجهول؟

واسأله من هو محور الجملة وأساس تعلق العناصر الأخرى به: الفعل، والمفعول به؟

واسأله هل يصح للفعل (كتب) أن يسأل أو يفترض نفي وجود الفاعل (زيد) في الجملة؟

واسأله هل نفي معرفة فعل(كتب) لفاعله مبرر لنفي وجود الفاعل؟

واسأله: من أسبق في الوجود هل هو الفعل(كتب) أم الفاعل (زيد)؟

واسأله: من يتعلق وجوده بمن؟ بمعنى هل يتعلق وجود الفاعل (زيد) بوجود فعل (كتب) أم بالعكس؟

واسأله: هل يمكن تعقل إمكانية وجود جملة فعلية دون فاعل مذكور في الجملة ظاهرًا أو ضميرًا يدل عليه أو مستترًا ويقدر تقديرًا ؟ مثل: كتبَ الدرسَ، أو كُتِبَ الدرسُ؟

فأخذ هذا الكلام وعرضه على صاحبه الملحد، ورجع بعد أيام واتصل بي وقال: إن صاحبه الملحد رفض هذه الطريقة من النقاش مبررًا رفضه بأن هذا كلام نَحَويٌ اصطلاحي لا حقيقة له على أرض الواقع، وطلب منه كلامًا فلسفيًّا واقعيًّا.

فقلت له: هذا كلام فلسفي منطقي واقعي، وهو توصيف لواقع وليس خيالًا ذهنيًّا تجريديًّا، وإن لم يفهمه فلن يفهم شيئًا غيره، وإن رفضه فلن يقبل منك أي برهان ولو جئت بملء الأرض براهين.

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [إبراهيم:10].