النهضة تبدأ من تغيير المجتمع

النهضة الحقيقية تبدأ من المجتمع، والمجتمع يصنع الأفراد الصالحين، ومن الخطأ نشر مقولة غَيِّر نفسك تغير المجتمع، والصواب هو تغيير المجتمع يُغير الفرد، والعلاقة بينهما علاقة جدلية، فتغيير الفرد والنهضة به يكون من خلال مفاهيم اجتماعية ابتداء، وتفعيل هذا الإنسان ليأخذ دوره في المجتمع ويخرج من عزلته المرضية، ويصير فاعلًا منتجًا منسجمًا مع منظومته الاجتماعية ومنها إلى النفسية لأن الوجود المستمر الفاعل هو للمجتمع لا للفرد، فالمجتمع هو حامل النهضة والثقافة وهو أطول عمرًا من عمر الفرد، ولا يسيء أحد فهم العلاقة بين المجتمع والفرد، فالعلاقة بينهما ليست مثل علاقة السن بالمسنن حتمية الحركة والدوران، وإنما مثل علاقة اللاعب بفريقه، فنجاح الفريق نجاح للفرد رغم تقصيره، ولكن نجاح الفرد بأدائه ليس نجاحًا للفريق إذا غلب على الجميع التقصير والتقاعس.
لذا؛ مَن لم يتقدم يتقادم، ومَن لم يُشغل نفسه بشيء إيجابي تنشغل نفسه بماضيه، وإن لم تعش الحاضر عشت الماضي، وفقدت المستقبل.