سؤال فتاة بائسة يائسة
السلام عليكم أستاذ سامر المحترم
أنا فتاة عازبة وبائسة ويائسة من كل شيء، ولا أعمل شيئاً ومغلقة الدنيا كلها بوجهي رغم أني خريجة جامعة وأبحث عن عمل فلا أجد أو لا يقبلون بي ربما لشكلي الوسط العادي، وكرهت الدنيا والناس وأتمنى الموت اليوم قبل الغد وفكرت بالانتحار أكثر من مرة وأمتنع عن ذلك لعلمي بأنه حرام، وكنت أتصفح بالفيس فوصلت إلى صفحتك فأحببت أن أسألك هل عندك حل لمشكلتي ؟
وجزاك الله خيراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخت المحترمة
وعليكم السلام ورحمة الله
عذرا لتأخري بالرد لانقطاع النت عندي.
القوى التي منحها الله للإنسان كثيرة , وأهمها العقل والإيمان، وسوف أقص عليك قصة شاب سوري حصل معه حادث بعد أن أنهى دراسة الثانوية العامة ونجح بدرجة جيدة وفي صيف السنة الدراسية ذهب إلى اللاذقية للاصطياف على البحر وركب زورق له موتور صغير يدفعه وهو راجع إلى الشاطئ خطر في باله لو قفز من القارب وأكمل سباحة ويترك صديقه يعود في الزورق وحده إلى الشاطئ ، وفعلا قفز من جهة الخلف وبشكل معين سحبه التيار المائي إل أسفل الزورق حيث يوجد المروحة فأصابت رقبته من جهة أعلى الظهر فقطعت النخاع الشوكي أو العصب لا أدري ولكن المهم نجا من الموت ولكن أصيب بشلل حركي لكامل جسمه وأعضائه ولم يعد يتحرك فيه إلا لسانه وعيونه فقط ويتكلم طبعا.
وبعد ذلك دخل كلية هندسة الكمبيوتر وساعده أصدقاؤه وصنعوا له ماوث ثبتوه فوق السرير بواسطة ذراع طويلة ليستطيع أن يحركه بلسانه وهو مستلقي على سريره ، وجعلوا شاشة الكمبيوتر في السقف حتى يراها وأوصلوا له النت فصار يحضر المحاضرات في الجامعة وهو على السرير ويشارك معهم من خلال النت بواسطة استخدام لسانه ليكتب بواسطة كيبورد يظهر له على الشاشة، وفعلا نجح إلى السنة الثانية والثالثة وهكذا إلى أن تخرج من الكلية وهو يعمل في شركة الآن مختصة بالكمبيوتر من داخل بيته وعلى سريره ومازال حي يرزق ويتواصل مع الناس من خلال النت. ولا يتحرك فيه إلا لسانه فقط ، وهو دائما مستلقي على قفاه.
وأطلت عليك برواية القصة لتعرفي أن ما تملكين أنت من نِعم كثيرة وأدوات في جسمك أكثر منه بكثير.
وحضرتك معك شهادة جامعية كما قلت وتتحركين فحافظي على النعم الموجودة وفعِّليها و أهم شيء عقلك فارتقي به ونمي أدواتك التقنية المتعلقة بالكمبيوتر من تنضيد وفوتوشوب وغير ذلك.
وسوف تجدين من يُقدِّر عملك ولكن بشرط التفوق والحركة لأنه لن يأتي أحد ويطرق بابك قومي انهضي واقصدي المراكز واعرضي عملك واطلبي المساعدة.
خلق الله الدنيا بقوانين ثنائية جدلية وهي فلسفة الحياة ولا يمكن أن يتدخل بها من غير السنن لأن المشروع الدنيوي يقوم على الابتلاء بالخير والشر فتنة ، والموت حق والبعث حق والله يعوض على العباد الذين ظلموا ولم يستطيعوا أن يحصلوا على حقوقهم.
والابتلاء هو لصقل النفس ورقيها واتصالها بالله، ألا ترين أن الإنسان يدرب جسمه على حركات معينة حتى يتقنها ويكلفه ذلك وقت كثير وجهد كبير، كذلك النفس لابد لها من تدريب لارتقائها للمرحلة الآخرة وهي خير وأبقى ، ومثل ذلك كمثل تعريض معدن الذهب إلى النار ليذهب خبثه والشوائب ويصفى وينصقل ويصنع منه أجمل الحلي.
فثقي بالله وحدثي إيمانك ولتكن نظرتك دائماً للأمام وتفاءلي بالخير تجدينه واصبري وما صبرك إلا بالله، واعلمي إن المؤمن أمره كله خير له ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له فهو يتقلب بين الشكر والصبر يحمد الله على كل الأحوال.
انهضي بنفسك واستكملي فضائلها …..فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان!
وأرجو لك التوفيق والتيسير في الحياة الدنيا والعمل والزواج
اضف تعليقا