نقاش شبهة أن الذين نقلوا القرءان هم أنفسهم نقلوا الحديث

يقول قائل: إنَّ الذي أوصل االقرآن لنا هم أنفسهم رواة الحديث، فكيف أقبل القرءان منهم ولا أقبل الحديث!؟ وهذا الكلام مغالطة كبيرة! أين الرواة الذين رووا القرءان وما هي أسماؤهم ؟ إنَّ القرآن تم نقله عن طريق التواتر، الذي هو ظاهرة ثقافية، وذاكرة اجتماعية، تَعالَت على السند، وقد شارك فيها الكفار من أمثال أبي جهل وأبي لهب!، وذلك عندما سكتوا والتزموا جانب الصمت، ولم ينقضوا النص القرآني، أو يطعنوا فيه، مع حاجتهم لنقضه، لكسب الصراع، وإثارة الشبهات، لصد الناس عن الإيمان به، ومع ذلك لم يَرِد في التاريخ أنهم طعنوا في النص القرآني، بل وصلتنا شهادات أدلوا بها فيما بينهم على مصداقية وصواب النص القرآني(رغم عدم حاجتنا إليها)، ونسبته إلى الله U.
لذا؛ عرض هذه الإشكالية وتكرارها، لا مُبرر له، فوصول القرآن إلينا لا نَدين به للرواة، ولا فضل لهم أبداً، ولا يصح قياسه على مادة الحديث النبوي، وهذا واضح وصريح في الواقع، فمادة النص القرآني مختلفة تماماً عن مادة الحديث النبوي.
و ما يُسَمى علم الإسناد والحديث، ليس علماً، ولا قيمة له!؟
إنه خدعة، وَوَهم!!، شغلوا به المسلمين زمناً طويلا، لصدهم عن التفاعل مع القرآن!.
و الحل لمعرفة الأحاديث النبوية، ليس الإسناد بداية وإنما هو القرآن والعلم أولاً، فإن وافق مَتْن الحديث القرآن، وانسجم معه بين يديه لا يتجاوزه، يتم النظر في سنده، فإن صح على غَلبة الظن ننسبه إلى النبي، وإن لم يصح سنده، ننسبه إلى الحكماء والعلماء، ويكون قولاً أو حكمةً صواباً، وهذا الحديث الصحيح متناً وسنداً، ما ينبغي أن يكون مصدراً تشريعياً، وإنما هو تابع للقرآن، مع استغناء القرآن عنه، ولا مانع من روايته بعد الاستدلال بالقرآن على المسألة المَعنيّة بالدراسة، والتنويه على أنه ليس برهاناً أو مصدراً شرعياً.
اقرؤوا قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15
واقرؤوا حديث النبي الذي يقول:
1- ( الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكتَ عنه فهو مما عفا عنه) ابن ماجه 3358، الدار قطني والحاكم والبيهقي و البزار و الطبراني.
2- ( أطيعوني مادُمتُ فيكم، فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتاب الله، أحلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه) مسند أحمد 6381، وصححه الألباني في الصحيحة تحت رقم 1472.
3- – عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا قُعُوداً نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وآله- فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ « مَا هَذَا تَكْتُبُونَ ». فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ « أكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ». فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ. فَقَالَ « اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ وَأَخْلِصُوهُ أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ أَوْ خَلِّصُوهُ ». قَالَ فجَمَعْنَا ما كَتَبْنَا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ قُلْنَا أَىْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ قَالَ « نَعَمْ تَحَدَّثُوا عَنِّى وَلاَ حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ». الإمام أحمد
4- قال: قال رسول الله: “إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً واتبعوه وتركوا التوراة”.
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَن رَسُولِ الله يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا حَدَّثَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمُونِي أُحَدِّثُ عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَلَمْ تَجِدُوهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ حَسَنًا عِنْدَ النَّاسِ فَاعْلَمُوا أَنِّي قَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهِ. سنن الدارمي: 593
5- عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي ، قال : « لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه ». « صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه
6- قال رسول الله صلى الله عليه وآله اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشئ منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله والى أولي العلم من بعدى كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والانجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان) السنن الكبرى للبيهقي