القوانين

الطبيعية والفيزيائية

ينبغي أن نفرق بين القوانين الطبيعية  والقوانين الفيزيائية، فالقوانين الفيزيائية هي التعبير الرمزي الذي يدل على القانون لتقليمه وحفظه معلوماتياً و وضع له معادلة رياضية مبنية على تحليل وقراءة كيف حصل الحدث واكتشاف كينونته وسيرورته وصيرورته لاستخدامه في المرات اللاحقة أو التحكم بالحدث، وهذا القانون الفيزيائي ليس يقينياً وهو نسبي في صوابه لتعلقه بالفهم والعلم المتنامي، ويقبل التعديل والإضافة مع نمو العلم وتوسع الدراسة وتطور الأدوات المعرفية مثل قانون الجاذبية لنيوتن فهو صواب نسبي ولذلك تم الإضافة عليه وتعديله من قبل أينشتاين فيما بعد ليغطي أكبر مساحة ممكنة من حركة الحدث وكيف يحصل.

القوانين الطبيعية فوق الذرة هي حصول الحدث في الواقع بشكل لازم على شكل معين كلما حصلت الظروف وانتفت الموانع، ولا تتخلف نتيجته أبدًا مهما تكرر الحدث، ومن هذا الوجه نقول: إن القوانين الطبيعية هي ثابتة و دائمة الحصول إن تكررت الظروف ذاتها مع انتفاء الموانع، وهذه القوانين الطبيعية تتعلق بعالم الكيانات المبنية في أصلها من عناصر كوانتومية التي يسود فيها الاحتمالات، وكون الأشياء المحسوسة في عالم المشاهدة تقوم في أصلها على الكوانتوم والاحتمالات فهذا يعني أن ظهور الشيء المشاهد على صورة معينة هو تقلص الاحتمالات الممكنة إلى احتمال واحد فقط بإرادة وتدبير القائم على النظام،  وهذا الاحتمال الذي يظهر يخضع هذا الشكل المبني للقوانين التي تتعلق بشكله، مثلًا عندما يتم تشكيل الإنسان يصير كائناً مبنيًا من خلايا عضوية، وبالتالي يصير له نظاماً يتعلق بالخلايا وفق علاقات ثابتة تكون له قوانين ناظمة وثابتة ولازمة له بمعنى تتعلق بالحدث ذاته، ولا تكون قوانين مطلقة في الوجود الكوني، مثلاً سقوط الحجر إلى أسفل  هو قانون طبيعي في الواقع المعاش وثابت في ظروفه مع انتفاء الموانع، ولكنه ليس قانونًا مطلقًا في الوجود الكوني، ولذلك عند دراسة جسم الإنسان ندرسه على وضعه الراهن ككائن عضوي الذي تشكل ولا ندرسه من حيث أصل تشكله الذري ونطبق عليه قوانين الكوانتوم ! رغم العلاقة الجدلية بين عالم ما فوق الذرة وما دونها، وكذلك عندما نضع مادة قابلة للاشتعال في النار مثل ورقة أو حطب  فلابد أن تحترق عندما تصل إلى درجة الاتقاد مع انتفاء الموانع، وهذه العملية هي ثابتة وليست يقيناً مطلقاً كونيًا، ولا يصح القول: إن هذه القوانين الطبيعية هي احتمالية جوازية تحصل حسب العادة والتكرار في وعي الإنسان مع احتمال تخلفها ولو نظرياً، بمعنى يوجد احتمال مهما تضاءل نسبته (صفر فاصلة مائة صفر وبعده1) بالمليار أو عشرات المليارات  أن تتخلف النتيجة رغم حصول الحدث ذاته وبالظروف ذاتها مع انتفاء الموانع، مثل احتمال أن لا تحترق الورقة في النار في المحاولة رقم مليار، فهذا القول هو نظري وإن حصل في الواقع  فهو بنسبة  (0000000000001، 0  ) صفر فاصلة وبعده مئة صفر وأكثر بعد ذلك واحد ويكون خلال عشرات ملايين السنين فهو بحكم النفي واللاشيء في الواقع ولا يتعامل معه أحد ولا يُعتبر في الحياة المعيشية ، وكون نسبة احتمال حصوله بهذا المستوى المتناهي في الدقة و الصغر و يقابله الاحتمال الثابت والظاهر عملياً في الواقع الذي له صفة الاستمرارية يتم تجاهله علمياً من باب بقاء ما كان على كان عليه، ويبقى هذا الاحتمال الحقيقي رياضيا وفيزيائياً مفهوماً نظرياً محله الذهن والورق وخاص بعلماء الفيزياء والرياضيات، ولا علاقة له بالحياة العملية والنهضة والبناء والتقدم والتطور، ولذلك ينبغي أن نعلم أن العناصر الكوانتومية عندما تتشكل في بناء معين تصير لازمة له لا تنفك عنه ( ثبات الهوية) وفق علاقات معينة تحكمها بمعنى أن الشيء يخضع لنظام الصورة الذي يصير إليها ويتشكل بها، فعندما تزرع تفاحاً سوف يظهر شجرة تفاح ولن يظهر شجرة موز  إلا في علم الفيزياء النظري يمكن بعد عشرات ملايين السنين يظهر احتمال بنسبة ضئيلة جداً  تكاد لا تُذكر أن يظهر شجرة موز من أصل زراعة شجرة تفاح، وهذا إن حصل فيدل على تدخل القائم على القوانين والكيان الكوانتومي وترجيح احتمال تشكيل شجرة الموز على احتمال تشكيل شجرة التفاح وذلك ضمن حركة قوانين الكوانتوم الاحتمالية وخصائصها، وهذا الفعل يكون خلاف السنة السائدة في الواقع التي يحكمها قوانين الفيزياء فوق الذرة، كما أن هذا  الفعل لا يستطيعه الكائن المحدود .

وثبات القوانين الطبيعية وديمومتها العملية هو الذي أدى إلى تراكم العلم وبناء صرحه وتطوره ونتج عن ذلك الثقة بالتعامل مع الأحداث في الواقع.