طريقة تفكير الملحد وضلاله

يقول بعض الملحدين: إن الاستدلال بقاعدة السببية ونفي الرجحان دون مرجح على إثبات وجود فاعل لكل فعل وعدها يقيناً مطلقاً هي طريقة قديمة وخشبية في التفكير وبطلت مع تطور العلوم وتوسع الفلسفة ، فهذه القاعدة ثابتة ولكن هي نسبية مثل عمل القوانين الطبيعية تعمل بنسبة 99،9999999% ، ويوجد نسبة مهما تناهت في الدقة والصغر 0،0000001% أن لاتعمل في زمن ما، ومع افتراض ثبوت قاعدة السببية فهذا يثبت وجود فاعل وليس إثبات وجود الخالق، لأن ثبوت الفاعل لايدل على تحديد صفته لاحتمال وجود كثير من الفاعلين والمؤثرات في الواقع سواء أكانت عاقلة أو غير عاقلة، ولذلك لابد من القول بأزلية الطاقة الأولى .

 وأخطأ الملحدون في هذا القول من تسعة وجوه:

  • قياسهم مفهوم القاعدة المنطقية الاستنباطية على عمل القانون الطبيعي
  • عدهم أن برهان القاعدة السببية هو استقراء ناقص وليس تاماً رغم أن برهان القاعدة استنباطي وليس استقرائيًا
  • نفي عن قاعدة السببية صفة اليقين المطلق وخضوعها لتطور العلوم وتوسع الفلسفة
  • والقاعدة السببية تثبت وجود الفاعل وليس صفة الفاعل وتحديده، فهذا يرجع لدراسة تدبر الفعل ذاته والتفكير الموضوعي المنطقي والعلمي في الفعل وكيف قام وحصل والنظام الذي يحكمه.
  • النقاش ليس على احتمال تعدد الفاعلين للفعل، وإنما النقاش على إثبات وجود فاعل للفعل بصرف النظر من هو.
  • والنقاش ليس على فاعل للأفعال التي تحصل في الواقع حالياً ولاحقاً، وإنما النقاش على ابتداء الفعل الأول الذي ليس قبله شيء، وبالتالي انتفى تعدد الفاعلين الحادثين وحصر ذلك بفاعل واحد لابد أن يكون حي قيوم أزلي سرمدي في وجوده، وهذا لا يكون صفة للفعل الحادث، وإلا اقتضى وجود التسلسل والدور وهي فرضيات باطلة في المنطق والواقع ضرورة
  • مفهوم الأزلية يعني الوجود الثابت على ماهو عليه دون تغير أو تحول، بينما الطاقة الأولى باعتراف علماء الفيزياء أنها متغيرة ومتحولة ومن هذا الفعل نشأ طاقات ومن أحدها ا نشأ  مادة الكون، وبالتالي انتفى عن الطاقة الأولى صفة الأزلية
  • نشوء الطاقة الأولى وما نتج عنها يحتاج ضرورة إلى كائن واعي مغاير في وجوده لوجود الطاقة لأن الوعي غير الطاقة وهي لا تملكه
  • لا يوجد مشكلة عند الملحد بوجود كائن أزلي لا يدرك ماهيته بدليل أنه وصف الطاقة الأولى التي لا يدرك ماهيتها بأنها أزلية، رغم أنها غير واعية ولا قديرة ولا كائن حي ولا فاعلة، يعني بالنتيجة هي كيان منفعل وفعل متحول، فكيف يؤمن بأزلية هذا الكيان المنفعل والمتحول ولا يؤمن بأزلية الفاعل الأول الصمد الحي القيوم العليم القدير. أي الكيانين أولى بصفة الأزلية وخاصة أن كل البراهين تؤكد وجود الخالق المدبر الأزلي الحي القيوم.