البرهان المنطقي على ثبوت الحدث الذي تتابع في الأمة يمكن تلخيصه على النحو التالي:
يتحقق التتابع في الحدث عندما يشهده جمع كبير من الناس وينقله عبر الأجيال المتعاقبة بشكل عملي ومستمر دون انقطاع، مما يشكل ظاهرة ثقافية واجتماعية. ولا يمكن عقلاً أن يتواطأ هذا الجمع الغفير على الكذب عبر الأزمنة المختلفة. فاستمرار نقل الحدث ونقله بهذه الكيفية جيلاً بعد جيل يدل دلالة قطعية على صحة وقوعه.
ولكي يثبت الحدث بالتتابع لا بد من توفر شروط معينة، وهي حضور جمع غفير بشكل واعي وعلم غالبية المجتمع بالحدث وتفاعلهم معه وقت وقوعه، ثم استمرار ممارسته ونقله للأجيال اللاحقة دون انقطاع مع تناميه وتتاليه. وتحقق هذه الشروط يقطع بثبوت الحدث ولا يدع مجالاً للشك فيه.
كما أنه يستحيل عقلاً نفي حصول حدث مستمر فعلياً في الأمة بهذه المواصفات، مما يفيد اليقين بثبوته تاريخياً في زمن معين. فاجتماع هذه القرائن العقلية والواقعية، وتوفر شروط التتابع، كلها تتضافر لتفيد القطع واليقين بصحة وقوع الحدث على الوجه الذي تتابع به، فلا يقبل الإنكار أو الشك منطقياً.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرهان إنما يثبت وقوع الحدث فقط، أما صحة مضمونه فتحتاج لمنهج آخر لدراستها والحكم عليها. فالبرهان المنطقي للتتابع يقدم دليلاً عقلياً دامغاً على ثبوت حصول الحدث في الأمة، بغض النظر عن مضمونه وتفاصيله
اضف تعليقا