حوار مع الذكاء الاصطناعي عن الرسم القرءاني هل هو رحماني أم عثماني اصطلاحي
س1- هل الرسم القرءاني (الخط) نزل وحياً من الله أم هو رسم واصطلاح وتوافق؟
ج- لم ينزل الرسم القرآني (طريقة كتابة المصحف) وحياً من الله، بل هو رسم اصطلاحي توافقي كان سائداً في زمن نزول القرآن. فيما يتعلق ببعض النقاط المهمة حول هذا الموضوع:
1. نزل القرآن الكريم على النبي محمد مشافهة، ولم ينزل مكتوباً تفسيراً معيناً.
2. كان الرسم القرآني المتبع في كتابة المصاحف في عهد النبي والصحابة هو الخط العربي ، وهو ما يعرف بالرسم الإملائي أو الاصطلاحي.
3. اتبع الصحابة رضوان الله عليهم هذا الرسم عند جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، وذلك لأنه كان مألوفاً ومتعارفاً عليه في ذلك الوقت.
4. لم يكن هناك هدف من اتباع الرسم القرآني هو تقديسه أو اعتماده كنتيجة لذلك، سيصبح من الباب الذي يتبع ما يتعرف عليه الناس من كتابات.
5. ووردت بعض الروايات عن مشروعات بعض الصحابة في رسم بعض الكلمات القرآنية بطريقة مختلفة، مما يدل على عدم الاشتراك في الرسم.
6. فالمقصود من الخطوط العريضة للرسم العثماني هو الحفاظ على النص القرآني من التحريف والتبديل، وليس تقديس الرسم الحالي. والله أعلم.
س2- ما رأيك بطريقة رسم كلمة الصلاة بالواو وكذلك كلمة نعمة بتاء مبسوطة وكلمة رحمة وغيرها من الكلمات هل تصلح منطقيا كدليل على أن الرسم رحماني و وحي لعدم معرفة سبب هذه الطريقة ؟
ج- البداية، لا يوجد دليل قاطع على أن طريقة كتابة بعض الكلمات في المصحف كانت وحياً. فالقرآن الكريم نزل بلغة العرب وكُتب بالرسم الإملائي المتبع في ذلك الوقت.
وتجمع أمثال الكلمات التي ذكرتها:
1. كتابة كلمة “الصلاة” بالواو هي منتظمة لرسم هذه الكلمة باللغة العربية القديمة.
2. كتابة كلمة “نعمة” بتاء مبسوطة متبعة بالخط العربي القديم.
3. كتابة كلمة “رحمة” بهذه الطريقة كانت متبعة في الرسم الإملائي القديم.
لذلك، فان طريقة كتابة هذه الكلمات في المصحف الشريف والرسم الإملائي احتمالات في ذلك الوقت، وليس بالضرورة دليلاً على أنها رسمت بوحي أو إلهام خاص.
و المهم المحتوى والمعاني للقرآن الكريم، وليس طريقة رسم بعض الكلمات بشكل خاص، طالما أنها متوافقة مع قواعد اللغة العربية في ذلك الزمان.
س3- برأيك هل يصح دراسة شكل رسم الكلمة في القرءان وبناء مفاهيم عليها وأفكار أم أن الدراسة ينبغي أن تكون للمبنى الصوتي للكلمة وفق السياق دون الالتفات لطريقة رسم الكلمات؟
ج- من وجهة نظري، فإن دراسة رسم الكلمات في القرآن الكريم وبناء مفاهيم وأفكار عليها ليس بالأمر الصحيح أو التطبيقي، وذلك لعدة أسباب:
1. القرآن الكريم نزل بلسان عربي، ولم يرد فيه أي إشارة إلى أن طريقة رسم الكلمات لها معانٍ خاصة أو محددة. ولذلك يعتمد مبنى الصوت للكلمة وسياقها هو الأساس لفهم معانيها.
2. طريقة رسم الكلمات في المصحف والرسم الإملائي حصل في ذلك العصر، و لايعني أن لها دلالات معينة أو مطلوبة.
3. الاختلافات في رسم بعض الكلمات لم تكن موجودة أيضًا في الكتب العربية القديمة، قبل نزول القرآن الكريم، ولم تكن لها معان خاصة.
4. البناء على شكل رسم كلمات القرءان قد يؤدي إلى تأويلات وافتراضات لا أساس لها، وقد تبتعد عن المعاني الأساسية للآيات القرآنية.
لذلك، فإن الدراسة الصحيحة للقرآن الكريم يجب أن تعتمد على مبنى الصوتيات وسياقها في الآيات، مع الاستناد إلى علوم اللغة العربية وأصولها، دون الانشغال بطريقة رسم الكلمات بشكل متسلسل، ما لم يكن هناك دليل صريح أن لها معنى خاص.
س4- يوجد من يقول إن الهمزة اخترعها الفراهيدي وهي غير موجودة في النص القرءاني بالمخطوطات القديمة وبالتالي يجب أن تحذف من النص القرءاني كتلاوة صوتية وكخط ما رأيك بهذا القول؟
ج- وهذا القول غير صحيح ولا يستند إلى إثبات علمي صحيح، وهناك عدة أسباب لرفضه:
1. الهمزة كصوت موجودة في اللغة العربية منذ نشأتها، وهي جزء أصيل من الأصوات العربية، ولم يخترعها الخليل بن أحمد الفراهيدي كما يُزعم.
2. وجود مايشير إلى الهمزة في النصوص القرآنية القديمة المثبتة ومدونات مختلفة، مثل وضع النقطة فوق الدلالة على الهمزة.
3. علماء القراءات والتجويد شددوا على وجود الهمزة في النص القرآني وأهميتها في التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم.
4. حذف الهمزة من النص القرآني يؤدي إلى تغيير في مبنى الصوت للكلمات، وبالتالي التأثير على المعنى الأصلي، وهذا أمر لا يجب عليه في كتاب الله المحفوظ.
ولذلك، فإن الهمزة جزء لا يتجزأ من النص القرآني الصوتي، ولأنها موجودة في التلاوة، وعدم حذفها تحت أي ذريعة، والحفاظ على سلامة الصوت وصيانته من التحريف أو التغيير. ويجب الرفض لمثل هذه الأقوال التي لا تستند إلى الحقائق العلمية والأصول المعتبرة في علوم القرآن والقراءات.
س5- يوجد من يقول إن الألف الخنجرية غير موجودة بالمخطوط القديم للقرءان وبالتالي فهي تحريف وزيادة ما ينبغي أن نتلوها مثل كلمة الرحمن ينبغي أن تلوها بغير ألف بعد الميم ؟
ج- هذا القول غير صحيح وينافي الحقائق العلمية المتعلقة بالنص القرآني وقواعد اللغة العربية، ولا يمكن قبوله لعدة أسباب:
1. الألف الخنجرية أو المدية صوت أصيل من اللغة العربية وقواعدها النحوية، ولم تكن مجرد إضافة أو تحريف كما يُدَّعى.
2. توجد الألف الخنجرية في النصوص القرآنية الخطوط القديمة المثبتة وبطرق مختلفة مثل رسمها بشكل صغير أو نقطة تحتها.
3. القراءات القرآنية المتواترة والمعتمدة لدى العلماء تؤكد وجوب النطق بالألف الخنجرية في كلمات مثل “الرحمن” تنطق “الرحمان” وغيرها.
4. حذف الألف الخنجرية من مثل هذه الكلمات يؤدي إلى تغيير المبنى الصوتي لها وخلل بقواعد النحو العربي، وبالتالي التأثير على المعنى المتكامل.
لذلك، فإن الألف الخنجرية جزء لا يتجزأ من النص القرآني، ويجب النطق بها عند تلاوة القرآن الكريم حفاظًا على سلامة اللفظ وتوافقه مع القواعد اللغوية الصحيحة. وينبغي رفض مثل هذه الآراء التي لا تستند إلى الحقائق العلمية الثابتة في القراءات وأصول اللغة العربية.
س6- يوجد من يقول: إن المسلم ينبغي أن يتقيد بالمخطوط أثناء تلاوة النص القرءاني لأنه برهان بخلاف التلاوة فهي نقل صوتي ظني لا قيمة له وغير ثابتة وبالتالي ينبغي تلاوة الأحرف في بدء السور بشكل موصول ككلمة واحدة كهيعص وليس مقطعا كل صوت وحده؟
ج- هذا القول غير صحيح ولا يستند إلى أصول علمية سليمة، بل يتعارض مع الدروس الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم، وذلك لعدة أسباب:
1. رواية القرآن الكريم وتلاوته صوتياً بشكل متواتر ومتفق عليه بين علماء القراءات والتجويد عبر النقل والتتابع إلى رسول الله.
2. المخطوطات القرآنية القديمة لا تعدل ولا تثبت تلاوة النص المكتوب، والحجة الصحيحة المتواترة للنص المتلو صوتياً
3. تلاوة مقطع من الحروف في بداية بعض السور بشكل منفصل موصول كـ “كهيعص” خطأ ومخالف للطريقة المتواترة في تلاوة هذه الحروف بشكل منفصل “كا ها يا عين صاد”.
4. الفصل بين الحروف المقطعة هو الطريقة المتتابعة الواضحة عند التلاوة، كما هو في رواية حفص عن عاصم وغيرها من الروايات المعتمدة.
لذلك، لايصح الاعتماد على الخطوط القديمة فقط بمعزل عن التلاوة الصوتية المتفق عليها وهي الأساس في حفظ القرآن الكريم وطريقة نقله، في حين أن الخطوط هي مصدر ثانوي لا يعتمد في مخالفتها للنقل المتواتر.
س7- أفهم من كلامك أن المخطوط للنص القرءاني ليس وحيا من الله وإنما هو حالة اصطلاحية توافقية وبالتالي لا يصح دراسة الرسم وبناء مفاهيم عليه والحجة بالتلاوة الصوتية المتتابعة في الأمة وهي التي تحكم أي مخطوط مهما تقادم زمنه؟
ج- نعم، فهمك صحيح تماما. المخطوطات القرآنية القديمة ليست وحيًا من الله، بل هي صنع بشري لتدوين النص القرآني المنزل على النبي محمد، باستخدام الرسم الإملائي والطرق الكتابية المتاحة في ذلك الوقت.
والحجة الأساسية في النص القرآني هي التلاوة الصوتية المتواترة عبر الأجيال و من الرواة المؤهلة، منذ عصر النبي حتى يومنا هذا. و التلاوة الصوتية المتواترة هي التي تعتمد وتتحكم في أي مخطوط قرآني، مهما كان قديمًا.
لذلك لا يصح دراسة رسم الكلمات القرآنية ومحاولة بناء مفاهيم أو دلالات خاصة على طريقة كتابة بعض الكلمات فيها، لأن هذا لا يستند إلى أي أساس علمي صحيح، ويعارض مع الحقيقة في أن التلاوة الصوتية المتواترة هي المرجع الأساسي للنص القرآني.
يجب أن يتم فهم المعاني للقرآن الكريم من خلال التلاوة الصوتية والأصول اللغوية والتفسير المعتمد، بعيداً عن الرسم وعدم استنباط معان أو رموز من طرق الرسم الإملائي التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
س8- يوجد من أصحاب الإعجاز العددي من يهمل عد الألف الخنجرية في عده لعدم وجودها في الرسم فهل هذا ينفي وجودها في التلاوة الصوتية وهل يصح إهمالها في العد رغم أن التالي يلفظها صوتيا ؟
ج- لا يصح إهمال الألف الخنجرية أو المدِّية في العد للكلمات القرآنية، حتى لو لم تكن مكتوبة في الرسم المصحفي، وذلك لعدة أسباب:
1. الألف الخنجرية جزء أصيل من النطق الصحيح للغة العربية، وهو موجود في المبنى الصوتي للكلمة عند النطق بها.
2. التلاوة الصوتية المتواترة للقرآن الكريم هي الأساس والمرجع الأصلي، وهذه التلاوة تؤكد على وجود الألف الخنجرية في النطق بالكلمات التي تتطلب ذلك.
3. التلاوات القرءانية المعتمدة تؤكد على وجوب النطق بألف الخنجرية في الكلمات التي عليها.
4. إهمال الألف الخنجرية في العد يؤدي إلى اختلال في تحديد الحروف والأصوات الحقيقية للكلمة عند النطق بها.
لذلك، لا يجوز إهمال الألف الخنجرية في العد الصوتي للكلمات القرآنية، حتى لو لم تكن مكتوبة في المصحف، لأن ذلك يتعارض مع التلاوة المتواترة والأصول اللغوية للغة العربية.
يجب أن نعترف بالكتاب الخطي المعتمد وإدراج الألف الخنجرية في العد الصوتي للكلمات التي لها، حتى لو لم تثبت بالرسم الإملائي، لأن التلاوة الصحيحة هي الحجة والمرجع الأساسي في النص القرآني.
س9- هل أفهم من كلامك إن ما يسمى بالإعجاز العددي لكلمات النص القرءاني المخطوط لا قيمة له لأنه يهمل عد الألف الخنجرية ؟
ج- نعم، فهمك صحيح. ما يسمى بـ “الإعجاز العددي” لكلمات النص القرآني الخصطوط التي تهمل عد الألف الخنجرية لا أهمية علمية له، ولا يمكن اعتماده دليلاً على إعجاز القرآن الكريم، وذلك للأسباب التالية:
1. إهمال الألف الخنجرية في العد يخالف الواقع والتلاوة المتتابعة للقرآن الكريم، والتي تعتبر المرجع الأساسي للنص القرآني.
2. تلاوة الكلمات القرآنية بشكل غير صحيح من خلال إهمال الألف الخنجرية يؤدي إلى نتائج وأعداد مغلوطة لا تمثل الحقيقة للنص.
3. محاولة استنباط “إعجاز عددي” من خلال إهمال جزء أصيل من النطق بكلمة هو أمر غير منطقي ولا يقوم على أسس علمية سليمة.
4. الإعجاز الحقيقي للقرآن الكريم التخصصي في محتواه العظيم وبلاغته الفريدة وتشريعاته الدائمة، وليس بعد الكلمات والأحرف بطرق غير صحيحة.
لذلك، فإن أي “إعجاز عددي” يعتمد على إهمال الألف الخنجرية أو أي جزء آخر من التلاوة الصحيحة لا يمكن أن يكون له حجة علمية، ويجب رفضه لمخالفته للنص القرآني الصوتي الصحيح المتواتر واللغة العربية الفصيحة.
س10- هل ترتيب السور في المصحف الحالي هو وحي من الله أم اصطلاح وتوافق من المجتمع الأول؟
ج- المتفق عليه بين علماء التفسير وعلوم القرآن المعتبرون، فإن ترتيب السور في المصحف الشريف كما هو معروف الآن ليس بوحي من الله، بل هو اجتهاد وتوافق من الصحابة رضوان الله عليهم في عهد جمع القرآن الكريم.
ويستند هذا المفهوم إلى عدة أمور:
1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة ما يشير صراحة إلى أن ترتيب السور في المصحف كان بوحي من الله.
2. روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على النبي مرة واحدة في السنة، وفي العام الذي توفي به عليه مرتين، ولكن لم يرد ذكر لوصف محدد للسور.
3. يروى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه هو من جمع القرآن في مصحف واحد بترتيب السور الحالي، بعد التشاور والتوافق مع لجنة الصحابة.
4. كان هناك اختلافات في الترتيب بين بعض الصحابة، مما يدل على أن الترتيب لم يكن موحى به.
لذلك، فإن الرأي الراجح عند العلماء هو أن ترتيب السور في المصحف الفعلي هو اجتهاد وتوافق من الصحابة رضوان الله عليهم، لا وحي من الله، ولا يصح تغييره أو الخروج عنه.
س11- على ماذا اعتمد الصحابة في ترتيب السور على الشكل الحالي في المصحف؟
ج- اعتمد الصحابة رضوان الله عليهم في ترتيب سور المصحف على مجموعة أمور:
1. الاستناد إلى ترتيب السور الذي كان معروفا منهم في حياة النبي، حيث كانوا يحفظون القرآن الكريم ويتلونه.
2. الرجوع إلى ما كان مكتوباً على الرقاع والألواح التي كتب عليها القرآن في عهد النبي ، ومراعاة ترتيب السور فيها.
3. وحدة الموضوع في بعض السور المتجاورة، فقد رُتبت سور متشابهة الموضوع بجوار بعضها.
4. أخذ بالترتيب الذي كان مألوفاً لدى بعض الصحابة الذين حفظوا القرآن منذ البداية، مثل زيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهما.
5. الاجتهاد والتشاور فيما يتعلق بترتيب بعض السور
وقد راعى الصحابة الاعتبارات جميعاً في جمع المصحف وترتيب سوره المعروف حالياً وتم التسليم بذلك من قبل المجتمعات اللاحقة.
س12- هل تسمية السور وحي من الله أم اصطلاح وتوافق من النبي والصحابة؟
ج- بالنسبة لتسمية السور في القرآن الكريم، فإن الرأي الراجح لدى الكثير من العلماء والتفسير وعلوم القرآن هو أن تسمية السور لم يكن كلها من النبي محمد ، وإنما كانت اجتهادا واصطلاحا من الصحابة رضوان الله عليهم.
مثل تسمية سورة الفاتحة وآل عمران والأنعام والأحزاب وغيرها، وذلك بسبب ارتباطها بكلمة أو موضوع معين ورد في السورة.
وقد وافق المسلمون فيما بعد على هذه التسميات، وعدم الخروج عنها، وصارت جزء من تراث النقل والتلقي للقرآن الكريم.
س13- هل يوجد مانع ديني من كتابة كلمات القرءان بالخط الإملائي المعاصر؟
ج- لا يوجد مانع ديني أو شرعي من كتابة كلمات القرآن الكريم بالخط الإملائي المعاصر أو الحديث، طالما يكون ذلك بالشروط التالية:
1. المحافظة على صحة رسم الكلمات وعدم تغيير حروفها أو أصواتها، بحيث تُكتب كلمات القرآن بالرسم الإملائي الحديث مقيداً في اللغة العربية الصحيحة.
2. يجب أن يكون ذلك دون تحريف أو تغيير.
3. أن يكون الهدف من الخط الحديث هو تيسير قراءة النص وفهمه على القراء، خاص من لا يألف الخط العربي القديم.
4. لا يكون استخدام هذه الكتابة بالخط الحديث في المصحف أو النسخ الرئيسية للقرآن الكريم، لأغراض تشويهية أو للتدمير.
فالأصل هو رسم المصحف العثماني بالخط العربي القديم، وهو المرجعية الأساسية للنص القرآني. أما كتابته بالخط الحديث فهي مجرد وسيلة مساعدة لتسهيل والفهم دون المساس بالنص الأصلي.
لذلك لا يمنع من ذلك الالتزام بالحفاظ على سلامة النص القرآني وعدم تغييره أو تحريفه بأي شكل من الأشكال.
س14- هل يوجد مانع ديني من إعادة ترتيب السور في المصحف من الأصغر إلى الأكبر؟
ج- لا يوجد مانع ديني وشرعي من إعادة ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف بحيث يكون السور الأصغر حجما فالأكبر حجما، وذلك بسبب:
1. ترتيب السور في المصحف كما هو معروف حاليا هو ترتيب متفق عليه ومجمع عليه من قبل الصحابة رضوان الله عليهم منذ عهد جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
2. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية المعتبرة ما يشير إلى ترتيب محدد للسور، ولكن المسلمون غير توافقوا على هذا الترتيب منذ ذلك الوقت.
3. يعتبر تغيير ترتيب السور في المصحف خروجاً عن الإجماع المتفق عليه من قبل علماء الأمة، وهو أمر لا غير مقبول
4. إعادة ترتيب السور من الأصغر حجماً إلى الأكبر يمكن أن يؤدي إلى قطع الترابط والقضايا الموضوعية بين بعض السور المتجاورة في ترتيبها الحالي حسب ما رأى المجتمع الأول.
5. قد يؤدي هذا التغيير إلى خلل بحفظ النص القرآني واضطراب أذهان العديد من القراء الدائمين على تلاوته بترتيبه الحالي.
ولذلك فإن إعادة ترتيب السور في المصحف بأي شكل من الأشكال غير الترتيب المتفق عليه حالياً يعتبر أمراً مخالف للإجماع ، وإضعاف القدرة في حفظ وتدوين كتاب الله بالنسبة للحفظة والتالين، ما لم يكن ذلك لضرورة تعليمية
س15- هل حفظ النص القرءاني يتحقق بالتلاوة الصوتية المتتابعة في الأمة أم يلزمه الكتابة الخطية في المصحف وأيهما الحجة والإمام؟
ج- التلاوة الصوتية المتتابعة هي المعتبرة في علوم القرآن الكريم، فإن حفظ النص القرآني وصونه من التحريف أو الضياع يحصل من خلال التلاوة الصوتية المتتابعة في الأمة، والحجة والإمام في ذلك، وليس من خلال الكتابة الخطية في المصحف بشكل افتراضي.
ويستند هذا المفهوم على عدة أسباب:
1- القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، وحُفظ وتلقي عن طريق التلاوة والسماع قبل تدوينه في المصحف.
2- روى البخاري أن جبريل عليه السلام كان يعرض القرآن على النبي مرة في السنة، مما يدل على حفظه وتلاوته بالأساس.
3- الرواية المتواترة والسلسلة الصحيحة للقراءات والتلاوة، جيلاً بعد جيل هي المرجع الأصلي لحفظ النص القرآني.
4-يوجد اختلاف في بعض رسم الكلمات في المصحف القديم، بينما التلاوة المتواترة كانت محل اتفاق.
5- تصحيح الأخطاء والتصحيحات في بعض المصحف خلال التاريخ، في حين بقي التلاوة الصحيحة المتواترة محفوظة ومصانة.
بناء على ذلك، فإن التلاوة المتواترة الصوتية والمنقولة عن الطريق الصحيح هي الحكم والمرجع في حفظ النص القرآني وضبطه، بينما المصحف المكتوب هو وسيلة ثانوية لحفظ النص ولا يعتمد في حال تعارضه مع التلاوة المتواترة.
ولذلك، فإن الاعتماد على التلاوة الصوتية هو التطبيق الصحيح لحفظ القرآن الكريم كما أنزله الله سبحانه وتعالى.
س16- برأيك أن أصحاب الإعجاز العددي ومن يعظم الرسم القرءاني العثماني ويعده وحياً من الله ومن يتلو الأصوات في بدء السور بشكل كلمة واحدة موصولة وما شابه ذلك هو زوبعة في فنجان لا قيمة لكل ما يقولونه قرءانيا ولا علميا ولا منطقيا ولا لسانياً وينبغي عدم الالتفات إلى ما يدعون أنه دراسات وأبحاث؟
ج- نعم، أنا أتفق معك في هذا الرأي. إن مثل هذه تشير إلى حول الإعجاز العددي، أو درجة اعتماد رسم المصحف أو وحيًا من الله، أو تلاوة الحروف المقطعة في أوائل السور بشكل موصول، وما شابه ذلك من أفكار، هي مجرد زوبعة في كوب لا قيمة علمية أو منطقية لها، ولا ينبغي الالتفات لها أو تعتبر دراساتها وأبحاثها موثوقة، وذلك للأسباب التالية:
1. هذه الدراسات لا تعتمد على إثبات من القرآن الكريم أو السنة النبوية المعتمدة، بل هي مجرد تصورات وتأويلات شخصية.
2. تعارض هذه المفاهيم مع القواعد في دراسة القرآن الكريم، والذي يقوم بالاعتماد على الرواية المتواترة والأصول اللغوية والتفسيرية المعتمدة لدى العلماء الأمة.
3. تخالف هذه المقولات الإجماع المتفق عليه في علوم القرآن وقواعد قراءته وتلاوته، ولا يوجد أي شيء جديد يستحق الاهتمام به
4. بعضها عبارة عن اعتماد رسم المصحف أنه وحي وهذا يناقض الحقائق التاريخية حول عملية جمع القرآن وتدوينه.
5. محاولة استنباط “إعجاز عددي” من خلال طرق غير صحيحة مثل إهمال الألف الخنجرية هو أمر غير منطقي ولا يعتمد على أسس لغة سليمة.
لذلك، فإن مثل هذه الاختيارات والأفكار لا ذات أهمية علمية لها، ولا ينبغي التوليفات لها أو اعتمادها دراسات وأبحاث موثوقة، بل يجب الاعتماد على المناهج العلمية الموثوقة والأصول المعتمدة لدى العلماء في دراسة القرآن الكريم وفهمه.
س17- ما رأيك بمن يستخدم حساب الجمل للنص القرءاني على إثبات وجود حدث أو زواله مثل زوال دولة اليهود؟
ج- استخدام حساب الجمل في الكلمات القرآنية لإثبات وجود حدث معين أو زواله، مثل دولة اليهود، هو أمر غير مشروع ولا يمكن الاعتماد عليه، وذلك للأسباب التالية:
1. لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيح ما يشير إلى وجود مفهوم عددي أو رمزي في عد الجمل، فالإعجاز الحقيقي للقرآن التالي في بلاغته وبيانه ومعانيه الدائمة.
2. حساب الجمل وربطه بأحداث معينة هو تأويل شخصي لا يستند إلى منهج معروف موثوق، ويمكن تفسيره بعدة طرق مختلفة ورؤى مختلفة.
3. بدأ هذا في التعامل مع النص القرآني لعدم اتباع النماذج الصحيحة في تفسير القرآن واستنباط تنزيله، والذي يعتمد على القواعد اللغوية والأصول التفسيرية المعتمدة.
4. ربط النصوص القرآنية بالأحداث المحددة دون إلزامية قد يؤدي إلى تأويلات خاطئة وتحميل النص ما لا يحتمل.
5. استخدام هذه الطريقة قد يفتح الباب لتفسيرات غير موضوعية وافتراضات غير منطقية حول النص القرآني.
لذلك، فإن استخدام حساب الجمل في النص القرآني للتنبؤ بأحداث أو تسجيلها هو أسلوب غير علمي، ولايجب الاعتماد عليه دليلاً على إعجار القرآن الكريم. بل يجب التركيز على فهم معاني القرآن وتدبر آياته باتباع المناهج العلمية الموثوقة والأصول التفسيرية المعتمدة لدى علماء الأمة.
س18- هل كان مفهوم أن الرسم القرءاني رحماني ووحي معروف في مجتمع الصحابة والذي بعده والذي بعده ومتى بدأ ظهور هذا المفهوم في الثقافة الإسلامية ؟
ج- لا، مفهوم أن رسم القرآن الكريم في المصحف العثماني هو رحماني ووحي من الله لم يكن معروفا أو سائدا في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ولا في العصور التالية من تاريخ الأمة الإسلامية حتى فترة متأخرة.
بل كان مفهوما مع الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم هو أن رسم المصحف العثماني كان اجتهادا بشريا واصطلاحا توافقيا تم التوافق عليه حفظ النص القرآني المنزل على النبي محمد، وليس رحمانيًا.
وقد استند علماء المسلمين في ذلك إلى عدة أقوال، منها:
1. عدم وجود نص صريح في القرآن أو السنة النبوية يشير إلى أن رسم القرآن في المصحف كان وحيًا.
2. يوجد اكتشافات في رسم بعض الكلمات في نسخة المصاحف القديمة، والتي تشير إلى أنه لم يكن من الممكن موحى به.
3. يؤكد طريقة جمع القرآن وترتيب سوره ورسم كلماته كانت اجتهادًا بشريًا من الصحابة.
لم يظهر مفهوم فكرة تفسير المصحف وحيًا رحمانيًا إلا في فترات متأخرة عند بعض العلماء والمفسرين، ولكن لم يكن بإمكانه أن يكون عليه أو سائدًا في الثقافة الإسلامية الرئيسية.
لذلك، فإن الرأي الراجح والمعتمد لدى جمهور العلماء هو أن رسم المصحف العثماني كان اجتهادًا بشريًا واصطلاحا متفقًا عليه لحفظ النص القرآني الكريم، وليس رحمانيًا منزلًا من عند الله.
اضف تعليقا