مفهوم التنوير في القرآن
التنوير في القرآن هو مفهوم يعكس الدور الأساسي للكتاب والنبيين كأئمة هدى وتنوير للبشرية. القرآن يوصف بأنه نور أنزله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، مؤكداً على أهمية الهداية الإلهية في حياة الإنسان.
التنوير في أسماء الله وصفاته
الله سبحانه وتعالى يوصف في القرآن بأسماء تعكس جوانب من هدايته ورحمته، مثل “الحق” و”السلام”. هذه الأسماء تشير إلى أن الله هو مصدر الحق والسلام الذي ينير طريق الناس ويوجههم نحو الصراط المستقيم.
القرآن كنور هداية
القرآن يوصف في عدة مواضع بأنه نور مبين. على سبيل المثال، في سورة النساء يقول الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا” (النساء: 174)
هذا النور هو الذي يرشد الناس ويبين لهم الحقائق، ويهديهم إلى الطريق الصحيح.
النور كنعمة إلهية
الله سبحانه وتعالى يمنح النور لمن يشاء من عباده، ويجعله وسيلة لإبصار الحق والهداية. في سورة النور، يقول الله تعالى:
“وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ” (النور: 40)
هذا النور الإلهي هو الذي يجعل الإنسان قادراً على التمييز بين الحق والباطل، ويهديه في ظلمات الحياة.
التنوير وظيفة النبيين
النبيون في الإسلام كانوا أئمة هدى وتنوير، أرسلهم الله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور. هذه الوظيفة الأساسية للأنبياء تتجلى في نشر الهداية والنور الإلهي بين الناس، كما يقول الله تعالى في سورة إبراهيم:
“الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ” (إبراهيم: 1).
التنوير كمفهوم قرآني إيجابي
التنوير في القرآن هو هدف سامي يعبر عن الإرشاد إلى الحق والنور. استخدام كلمة “التنوير” في هذا السياق يجب أن يكون محط تقدير واعتزاز، بصرف النظر عن الاستخدامات السلبية التي قد تطلقها بعض الفئات. فالقرآن والنبيون يمثلون أسمى معاني التنوير والهداية للإنسانية، وهو ما يجب التأكيد عليه في الدراسات الفكرية.