الرد على شبهة فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً
الشبهة التي يعرضها الملحدون حول الآية القرآنية {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (المؤمنون: 14) تتعلق بتفسيرهم الخاطئ للآية. يعتقدون أن النص يشير إلى أن العظام تتشكل كهيكل عظمي مكتمل قبل تكوين اللحم والجلد، ويقولون إننا عندما نرى جنينًا في مراحله المبكرة، لا نرى هذا الهيكل العظمي بل نرى قطعة من اللحم أو بداية تشكل الجنين وهذا يعني أن النص كذب ومناقض للواقع والعلم.
1. النطفة:
• تعريف: النطفة هي المرحلة الأولية من التكوين الجنيني، حيث تبدأ العملية بتخصيب البويضة بالحيوان المنوي.
• التطور: تستمر هذه المرحلة خلال الأيام الأولى من الحمل حتى تتشكل كرة الخلايا المعروفة باسم البلاستوسيست.
2. العلقة:
• تعريف: العلقة تشير إلى المرحلة التي يبدأ فيها الجنين بالالتصاق بجدار الرحم، ويتخذ شكلاً يشبه قطعة من الدم المتجلط.
• التطور: هذه المرحلة تحدث خلال الأسبوع الثاني، حيث تبدأ الأنسجة المختلفة التي ستصبح فيما بعد المشيمة وأغشية الجنين في التكون.
3. المضغة:
• تعريف: المضغة هي المرحلة التي يبدأ فيها الجنين بالتمايز إلى طبقات وأنسجة مختلفة، مشابهة لقطعة من اللحم الممضوغ.
• التطور: تحدث هذه المرحلة بين الأسبوع الثالث والرابع، حيث تبدأ الخلايا في التخصص لتشكيل الأنسجة والأعضاء المختلفة، بما في ذلك بداية ظهور الفقرات.
4. تكوين العظام:
• تعريف: العظام تتكون من الغضاريف التي تتحول تدريجيًا إلى عظام صلبة.
• التطور: يبدأ التعظم (تحول الغضاريف إلى عظام) في الأسبوع السادس إلى السابع. في هذه المرحلة، العظام ليست عبارة عن هيكل عظمي مكتمل ومرئي بشكل واضح، بل هي في مرحلة التحول من غضاريف إلى عظام، وهو ما يصعب رؤيته كهيكل عظمي مكتمل عند سقوط الجنين في هذه المرحلة المبكرة.
5. كسوة العظام باللحم:
• تعريف: تشير هذه المرحلة إلى تكوين العضلات حول العظام. المعنى هنا ليس أن العظام تتشكل كهيكل عظمي كامل ثم تُكسى باللحم والجلد بعد ذلك، بل إن العضلات تبدأ في التكون حول العظام التي لا تزال في مرحلة التطور من غضاريف إلى عظام صلبة.
• التطور: في الأسبوع السابع إلى الثامن، تبدأ خلايا العضلات بالتجمع حول العظام المتشكلة، مما يعني أن العضلات والعظام تتشكلان معًا، وليست العظام مكشوفة بشكل كامل في أي لحظة من تطور الجنين.
تحليل الفرق بين “ف” و”ثم” في النص:
• فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا: استخدام “ف” هنا يدل على التتابع السريع والتعاقب المباشر بين تشكل المضغة وبدء تحول الغضاريف إلى عظام.
• فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا: يعني ذلك أن العضلات تبدأ بالتشكل حول العظام المتطورة، وليس بعد تكوين هيكل عظمي مكتمل.
• ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ: حرف “ثم” يشير إلى وجود فترة فاصلة بين تكوين العضلات ومرحلة تكوين الكائن البشري الكامل بكل تفاصيله.
الرد على الشبهة: “عندما يسقط الجنين في بدئه لا نرى عظاماً”:
الشبهة ترتكز على فهم خاطئ للنص القرآني. عند رؤية جنين في مراحله المبكرة، قد يكون من الصعب تمييز العظام كهيكل عظمي صلب ومكتمل لأن العظام في تلك المرحلة لا تزال في طور التحول من غضاريف إلى عظام صلبة، والعضلات والأنسجة المحيطة بها تتشكل في نفس الوقت. النص القرآني لا يشير إلى أن الهيكل العظمي يتشكل بشكل مكتمل قبل أن يُكسى باللحم، بل يتحدث عن عملية متكاملة من التطور تتزامن فيها مراحل مختلفة من تكوين العظام والعضلات.
النقطة النهائية:
النص القرآني يقدم وصفًا دقيقًا لمراحل تطور الجنين، متوافقًا مع المعرفة الطبية الحديثة. إن الفهم الصحيح للآية يظهر أن العضلات والعظام تتشكلان معًا بشكل متزامن، وليس كما يُفهم خطأً من قبل البعض أن العظام تتشكل كهيكل عظمي مكشوف ثم يُكسى باللحم والجلد ، فهذا فهم سطحي!. هذه المراحل تُظهر دقة الوصف القرآني وومصداقيته في عرض الحقائق العلمية التي لم تُكتشف إلا حديثًا.
ضبط مفهوم النص طبيًا
النص القرآني يصف بدقة المراحل المتتابعة لتطور الجنين، بدءًا من النطفة والعلقة والمضغة، وصولًا إلى تكوين العظام وكسوتها باللحم (العضلات). هذا الوصف يتماشى مع ما اكتشفته العلوم الحديثة حول تطور الجنين، حيث أن العظام تبدأ بالتكون من الغضاريف ثم تُكسى بالعضلات التي تحيط بها. الفهم الصحيح للنص يُظهر توافقًا بين الحقائق العلمية والوصف القرآني، مما يؤكد دقة النص القرآني وإعجازه في وصف مراحل الخلق.