خديعة الضباع، عدوك وعدو أخيك لا يؤتمن
في وادٍ خصيب، كانت تعيش قطيع من الحملان بسلام تحت حماية نعاجهم الحنونات. لكن السلام كان هشاً، إذ كان الذئب الشرس يأتي كل فترة ويفترس منهم حملاً صغيرًا. الحملان كانت تعيش في خوف دائم، تدرك أن كل يوم قد يكون آخر يوم لأحدهم.
وفي الوقت نفسه، كان هناك ضبع خبيث يعيش في الجوار. لم يكن أقل خطراً من الذئب، بل كان أشدّ مكراً. كان الضبع يهاجم النعاج بين حين وآخر، يقتل منها ما يشاء ثم يختفي في الظلال. كان الضبع ذكيًا بما يكفي ليدرك أن الحملان هي الحلقة الأضعف، وأنهم سيبحثون عن أي وسيلة لحمايتهم.
في يوم من الأيام، اجتمع الحملان في الخفاء وتوصلوا إلى خطة. قرروا أن يستعينوا بالضبع لحمايتهم من الذئب، متغافلين عن حقيقة أن الضبع قتل أمهاتهم من النعاج. ذهبوا إليه بخوفهم وضعفهم، طالبين منه الحماية.
الضبع وافق على الفور، لكن نيته كانت خبيثة. بدأ بمهاجمة الذئب في كل مرة يقترب فيها من الوادي، لكنه لم يكن يقتله. كان يصيبه بجروح خفيفة فقط، ليضمن أن يبقى الذئب ضعيفًا لكن قادرًا على الاستمرار في افتراس الحملان. وفي الوقت نفسه، لم يتوقف الضبع عن قتل النعاج كلما سنحت له الفرصة، وبدأ يلهو بالحملان، محاولًا إقناعهم بأنه حاميهم وداعمهم.
مر الوقت، واستمر سفك الدماء في الوادي. الذئب والضبع يواصلان قتالهما الظاهري، بينما كانت الحملان والنعاج هي الضحايا الحقيقية. مع كل يوم، كان الثمن يتضاعف. تساءلت بعض الحملان أخيرًا: “كيف يمكننا الاعتماد على من يقتل أمهاتنا؟ كيف نصدق أن قاتل أخوتنا سيحمينا من عدو آخر؟”
لكن الوعي بالحقيقة جاء متأخرًا، فقد كان القطيع كله قد دفع الثمن من دمائه. أدركت الحملان أخيرًا أن الثقة بمن لا يملك أخلاقًا أو ولاءً هو بمثابة توقيع على وثيقة إعدامها. فالطبع الإجرامي لا يتغير، ومن يخون ويقتل أخيك اليوم لن يتردد في خيانتك وقتلك غدًا.
وهكذا، تعلمت الحملان درساً قاسياً: ليس كل من يرفع السيف على عدوك يمكن أن يكون حليفًا لك.