الظواهر الجوية البصرية
الشموس الكاذبة، غروب الشمس قبل الأفق، وظهور ظل السحاب فوقها
الظواهر الجوية البصرية تمثل جانبًا مثيرًا للإعجاب في التفاعلات المعقدة بين الضوء والغلاف الجوي للأرض. من بين هذه الظواهر الغريبة والمثيرة للدهشة ظاهرة الشموس الكاذبة (Parhelion)، وظاهرة غروب الشمس قبل الأفق، بالإضافة إلى ظهور ظلال السحاب فوقها. يمكن فهم هذه الظواهر من خلال دراسة التأثيرات المختلفة للضوء عند تفاعله مع عناصر الغلاف الجوي مثل البلورات الجليدية والجسيمات العالقة في الهواء.
أولًا: ظاهرة الشموس الكاذبة
تُعرف ظاهرة الشموس الكاذبة بأنها ظاهرة بصرية تحدث عندما يظهر قرص الشمس محاطًا بشمسين وهميتين على جانبيه، في ما يبدو وكأنه ثلاثة شموس جنبًا إلى جنب. تنشأ هذه الظاهرة بسبب انكسار ضوء الشمس من خلال بلورات جليدية سداسية الشكل في السحب العالية مثل السحب السمحاقية.
عندما يمر الضوء عبر هذه البلورات، ينكسر بزاوية 22 درجة، مما يؤدي إلى تكوين بقعتين مضيئتين على جانبي الشمس الحقيقية. الشموس الكاذبة ليست إلا انعكاسات ضوئية ولا تمثل نجومًا فعلية. تُشاهد هذه الظاهرة بشكل أكبر في المناطق القطبية أو الباردة حيث تكون الظروف الجوية مواتية.
ثانيًا: ظاهرة غروب الشمس قبل الأفق
ظاهرة غروب الشمس قبل وصولها إلى خط الأفق، حيث تبدو وكأنها “تغوص” في البحر، هي ظاهرة بصرية تعتمد على عوامل مثل الانكسار الجوي وانحناء سطح الأرض. عندما تكون الشمس قريبة من الأفق، ينكسر ضوءها عبر الغلاف الجوي، مما يغير من مساره ويجعلها تبدو أعلى مما هي عليه فعليًا. هذا الانكسار يؤدي إلى ظهور الشمس وهي تغرب قبل أن تصل إلى الأفق.
بالإضافة إلى ذلك، انحناء سطح الأرض يمكن أن يسهم في هذا التأثير، خاصة عندما تكون الشمس تغرب فوق البحر. تأثيرات الطقس مثل السحب أو الضباب القريب من الأفق يمكن أن تعزز هذا التأثير، مما يوهم بأن الشمس قد غابت مبكرًا.
ثالثًا: ظهور ظل السحاب فوقها
ظهور ظل للسحاب فوقه هو ظاهرة بصرية أخرى تحدث في ظروف جوية معينة. تحدث هذه الظاهرة عادة عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، مثل وقت الشروق أو الغروب، حيث تكون أشعتها مائلة وتسلط ضوءها على السحاب من زاوية حادة. في هذه الحالة، يمكن أن يسقط ظل السحب المنخفضة على السحب الأعلى، مما يؤدي إلى ظهور هذا الظل فوقها.
في بعض الحالات، قد يلعب الانكسار الجوي دورًا في انحناء الضوء بشكل غير معتاد، مما يسهم في ظهور الظلال في أماكن غير متوقعة مثل أعلى السحب. هذه الظاهرة تعتمد أيضًا على وجود سحب متعددة الطبقات في السماء، مما يزيد من احتمال تشكل الظلال فوق السحب.
خاتمة
توضح هذه الظواهر الجوية البصرية الثلاثة كيف يمكن أن تؤدي تفاعلات الضوء مع الغلاف الجوي للأرض إلى مشاهد طبيعية مدهشة ومعقدة. من خلال فهم علمي للانكسار، الانعكاس، والانحناء، يمكن تفسير هذه الظواهر التي تبدو غير طبيعية في البداية. توفر دراسة هذه الظواهر فرصة لتعميق فهمنا للفيزياء الجوية وللتأمل في جمال الطبيعة وتعقيدها.