تغطية رأس المرأة أو الرجل في الصلاة
إن الأصل في العبادة، هو الاشتراك والتماثل في أدائها، وشروطها، بين الرجال والنساء، والتطبيق التاريخي لأمر؛ والالتزام به، أو تواتره، ليس مصدرًا تشريعيًّا إلهيًّا، والأصل في الخطاب القرءاني أن يأتي على عمومه يشمل الذكور والإناث؛ على الصعيد الإنساني، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158].
أو الإيماني: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ…} [المائدة: 6].
وإذا أراد المشرع خطاب نوع منهما؛ حدَّد خطابه من خلال صياغته اللسانية، أو بقرينة واقعية، نحو {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا…} [النور: 31].
فالذين آمنوا هم الرجال والنساء على حدّ سواء.
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 1-9].
فلا يوجد في النصّ القرءاني لباس خاصٌّ لصلاة الرجل، أو المرأة، ولا يوجد – أيضًا – أمر أو ندب بغطاء الرأس عند الصلاة لأحد منهما؛ فالأمر متروك للخيار، والعادات، والقرءان لم يترك واجبًا أو حرامًا؛ إلا وقد نصَّ عليه صراحة، أو استنباطًا من دلالة نص قطعي، وما سكت عنه فهو مباح حسب الأصل القرءاني (الأصل في الأشياء الإباحة إلاّ النص).
ولباس المرأة في الصلاة، هو لباسها الذي تلبسه في المقام أو المكان التي هي فيه، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
فيُندَب للإنسان (ذَكَرًا أو أنثى) أن يأخذ زينته من حُسن منظر، ولباس، إذا أراد الصلاة الشعائرية، أو الاجتماع مع الناس في مركز علمي أو ثقافي، مع صواب الصلاة إن قصَّر بهما، أو بأحدهما، والإنسان – بصفته الإنسانية – يميل إلى الزينة والجمال والنظافة، والسّتر فطرة، أمَّا التعرية؛ فهي عَرَضٌ مَرَضي أصاب الفطرة.
اضف تعليقا