مفاهيم وأحكام شيطانية
هذه مجموعة من المفاهيم والأحكام – وهي ليست للحصر- التي توصف عادة بأنها جزء من الشريعة الإسلامية أو يتم تبنيها على أساس ديني، وسنقوم بنقدها من منطلق منطقي، قرآني، ولساني بشكل مختصر بعيدًا عن التراث والأحاديث والخرافات. سيتم التركيز على المنهج القرآني كمرجعية أساسية للتحليل، مع تجنب التأثيرات التراثية والأفكار الدخيلة التي لا تجد سندًا واضحًا في القرآن.
1- مفهوم عصمة الأئمة
التحليل القرآني: العصمة في القرآن مقتصرة على الرسالة الإلهية وليس على الأشخاص بعد وفاة النبي محمد. فالله يعصم الرسول في دوره كرسول في تبليغ الوحي وحمايته من القتل والضرر البالغ({وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67])، وهذا يعني أن العصمة تتعلق بالوحي أساساً وليس بشخص النبي فكثير من الأنبياء غير أصحاب الكتب قد قتلوا، و لا يوجد دليل منطقي أو قرءاني على عصمة من جعلهم الناس أئمة .
النقد: لا يمكن بناء مفهوم عصمة الأئمة دون نص قرآني واضح. من الناحية اللسانية، العصمة تعني الحفظ لمادة الوحي والحماية للرسول، وهذه الحماية في القرآن مخصصة فقط للرسل أصحاب الكتب أثناء تبليغهم الرسالة.
2- مفهوم ولاية الفقيه
التحليل القرآني: القرآن لا يطرح فكرة “ولاية الفقيه” كجزء من نظام الحكم، بل يؤكد على مبدأ الشورى ({وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]) ويحث على العدالة والاستقامة في الحكم {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58
النقد: مفهوم ولاية الفقيه ليس له أساس قرآني، بل يعزز السلطة الفردية ويخالف مبدأ الشورى الذي يعتمده القرآن.
3- مفهوم ظهور المهدي
التحليل القرآني: لا توجد إشارة واضحة في القرآن إلى شخصية “المهدي” أو مفهوم الظهور المنتظر.
النقد: هذا المفهوم ينبع من روايات غير قرآنية، ولا يمكن اعتباره جزءًا من العقيدة الإسلامية فهو مفهوم دخيل على الدين.
4- مفهوم نزول المسيح
التحليل القرآني: القرآن يشير إلى رفع المسيح ولم يذكر السماء في النص، و دون تأكيد على رجوعه مرة أخرى ({بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (النساء: 158).، والرفع في النص بدلالة معنوية وتعني التطهير والنجاة من عملية القتل.
النقد: فكرة نزول المسيح بعد رفعه تعتمد على أحاديث وروايات خارجية ولا تجد لها سندًا في النص القرآني.، فهو مفهوم دخيل من ثقافة أهل الكتاب.
5- افتراء مصدر ديني تشريعي مع القرآن
التحليل القرآني: القرآن يشدد على أنه الكتاب الكامل والمصدر الوحيد للتشريع.
{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }النحل116
النقد: إدخال مصادر تشريعية أخرى بجانب القرآن يتناقض مع صراحة النص القرآني الذي ينفي وجود أي حاجة لمصدر آخر للتشريع.
6- وجوب تقييد فهم الكتاب والسنة بفهم السلف
التحليل القرآني: القرآن يؤكد على التفكر والتدبر الشخصي للنصوص {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} (النساء: 82).
النقد: تقييد الفهم بفهم السلف يعيق عملية التفكر والإبداع التي يدعو لها القرآن، ويضعف من مرونة النص في مواكبة تغيرات الزمن.
7- تأسيس الإسلام السياسي ودمج الدين بالدولة أو الحكومة
التحليل القرآني: القرآن يركز على الأخلاق والقيم الفردية والاجتماعية، دون تحديد نموذج لحكم سياسي.، والدولة ضرورة اجتماعية وليس واجبا دينياً.
يؤكد القرءان على مبدأ الشورى ({وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]) ويحث على العدالة والاستقامة في الحكم {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58
النقد: دمج الدين بالحكومة يقيد الحرية الدينية ويتعارض مع مبدأ {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: 256).
8- القول بجواز نكاح الإبنة من الزنا
التحليل القرآني: القرآن يضع حدودًا صارمة للعلاقات الأسرية والزواج ، الابنة من الزنا هي ولد بيولوجي للذكر بصرف النظر عن طبيعة العلاقة الاجتماعية ، وهذا يجعلها بنته بيولوجياً ويشملها تحريم نكاح البنات بنص القرءان.
النقد: جواز نكاح الابنة من الزنا يخالف القرءان و المبادئ الأخلاقية التي جاء بها القرآن.
9- القول بجواز ممارسة التفخيذ مع الرضيعة بعد عقد النكاح عليها
التحليل القرآني: القرآن يشدد على الحماية والرعاية للأطفال
عقد النكاح لا يحصل إلا بين طرفين راشدين ذكر وأنثى ولا يصح مع قاصر فما بالك إن كانت رضيعة فهذا ليس عقد نكاح بل هو جريمة واغتصاب.
النقد: هذه الممارسة ليست فقط غير أخلاقية، ولكنها جريمة ويجب أن يطولها القانون ويجرمها وهي تتناقض مع روح القرآن في حماية الأبرياء والضعفاء والأطفال.
10- رضاعة الكبير
التحليل القرآني: القرآن لم يذكر شيئًا عن رضاعة الكبير، بل ذكر أن الرضاعة تكون للولد إلى أن يبلغ عامين كحد أقصى وأي رضاعة بعد ذلك لا يعتد بها ولا يترتب عليها أي أحكام .
النقد: هذا المفهوم غير مبني على نص قرآني، ويبدو كمفهوم دخيل على المنظومة الأخلاقية القرآني ومناف للأخلاق الإنسانية.
11- قتل المرتد
التحليل القرآني: القرآن يؤكد على حرية الدين ({لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: 256).
النقد: قتل المرتد يتعارض مع مبدأ الحرية الدينية الذي يدعمه القرآن.
12- رجم الزاني المحصن
التحليل القرآني: القرآن يحدد عقوبة الزنا بـ 100 جلدة {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ }النور
2النقد: عقوبة الرجم غير موجودة في القرآن وتخالف العقوبة الواضحة التي نص عليها الكتاب.
13- بتر يد السارق
التحليل القرآني: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] يشير إلى قطع اليد كرمز لوقف الفعل، وليس بترها كعقوبة دائمة.
النقد: الفرق بين البتر والقطع واضح، والقطع هنا يدل على وقف العمل الإجرامي، وليس إحداث عاهة دائمة.
14- ضرب النساء
التحليل القرآني: يُفسر البعض الآية {وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34] على أنها تعني العنف الجسدي، لكن التحليل اللساني يشير إلى معنى اتخاذ موقف شديد بقصد الإصلاح وليس الإيذاء الجسمي.
النقد: استخدام الضرب كوسيلة للإصلاح يتعارض مع مبدأ المساواة والكرامة التي يرسخها القرآن.
15- غطاء رأس المرأة
التحليل القرآني: القرآن يطالب بالاحتشام دون الإشارة إلى تغطية الرأس بشكل محدد وكلمة الخمار ليست هي حصرًا غطاء الرأس وإنما هي أي غطاء تستخدمه المرأة بصرف النظر عن موضعه مع الانتباه لنفي ذكر كلمة الراس أو الشعر أو الستر أو التغطية في النص،{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }النور31
{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} (الأحزاب: 59).
النقد: تغطية الرأس ليس لها سند صريح في النص القرآني، بل تُترك للاختيار الشخصي وفقًا لمبادئ الاحتشام.
16- الختان
التحليل القرآني: لا يوجد في القرآن نص مباشر يدعو إلى الختان.
النقد: هذه العادة هي افريقية ودخلت إلى الثقافة الإسلامية عن طريق اليهود، ولا تجد لها مرجعًا قرآنيًا، وتحتاج إلى إعادة النظر في ضوء المبادئ القرآنية المتعلقة بالعناية والعدل، والرأي فيها يرجع للعلم والطب وليس للدين .
17- تحريم الفنون كلها موسيقا ورسم وتمثيل
التحليل القرآني: القرآن لا يحرم الفنون بل يشجع على التفكر في الجمال والإبداع
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32
النقد: تحريم الفنون لا يستند إلى القرآن بل إلى تأويلات خارجية، ويخالف الدعوة القرآنية للتفكر في جمال الكون. وقاعدة الاص{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32 الأصل في الأفعال الحلال إلا ما ورد تحريمه في القرءان.
18- إعطاء خمس الدخل للأئمة
التحليل القرآني: القرآن يحدد الخمس كواجب مالي دون الإشارة إلى للأئمة المجعولين من قبل الناس، {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الأنفال41.
النقد: تشريع الخمس للأئمة هو عملية نصب واحتيال وأكل أموال الناس بالباطل ولا علاقة له بالقرآن.
19- سبي النساء في الحرب
التحليل القرآني: لايوجد كلمة سبي في القرءان كله، ولا يصح التعرض للنساء أو الأطفال أو الشيوخ والعجائز ( المدنيين) بأي شكل من العنف والأذى ، فالقتال يتعلق بالمقاتلين وكذلك الأسر يتعلق بهم فقط.
النقد: سبي النساء أمر كان سائدًا في عرف الحروب وليس هو تشريعًا قرءانياً ولذلك هو يتعارض مع مبدأ العدل والكرامة الإنسانية التي يدعو إليها القرآن.، وبالتالي هو محرم لأنه ظلم وعدوان.
20- وجوب تربية اللحية
التحليل القرآني: لا يوجد في القرآن نص يدعو إلى تربية اللحية كواجب ديني.
النقد: هذا الفعل يمكن اعتباره عادة اجتماعية وليس واجباً دينيًا، ولا يجب إلزام الناس به.
الخاتمة
يظهر من خلال هذا التحليل والنقد أن العديد من المفاهيم والأحكام التي تُنسب إلى الشريعة الإسلامية لا تجد لها أساسًا في القرآن الكريم. ويعتمد الكثير منها على الروايات أو الفقه التراثي الذي يتعارض مع نصوص القرآن ومبادئه العامة. لذلك، يجب العودة إلى النص القرآني وإعادة النظر في هذه الأحكام والمفاهيم وفقًا للمنهج القرآني، بعيدًا عن المؤثرات التراثية والتفسيرات الخارجة عن نطاق النص.
اضف تعليقا