الطريقة الكركرية نشأة، أفكار، وخطورة تغييب العقل
- نشأة الطريقة الكركرية
الطريقة الكركرية نشأت في المغرب، وتحديدًا في مدينة العروي شمال المغرب، وتحمل اسمها من جبل كركر في جماعة أفسو. تأسست على يد الشيخ محمد فوزي الكركري، الذي ورث مشيخة الطريقة بعد وفاة عمّه الحسن الكركري عام 2006. تعود أصول هذه الطريقة الصوفية إلى الشيخ أحمد العلوي المستغانمي من الجزائر، ويزعم أتباع الطريقة أن شيوخها ينحدرون من نسب النبي محمد.
- الانتشار والتمركز الجغرافي
تنتشر الطريقة الكركرية في عدة دول، بما في ذلك المغرب، الجزائر، تونس، وبعض الدول الأفريقية والأوروبية. الطريقة استطاعت جذب مريدين من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة، ويعزى ذلك إلى تركيزها على الروحانية والتجربة الروحية المباشرة من خلال الخلوة والحضرة.
- الأفكار العقدية والفقهية للطريقة
تعتمد الطريقة الكركرية على مجموعة من المبادئ العقدية والفقهية التي تميزها عن غيرها من الحركات الصوفية. ومن أبرز هذه الأفكار:
- التوحيد القلبي والشهودي: تعتبر الطريقة أن المعرفة الحقيقية بالله تأتي من القلب وليس من العقل، وهذا يتم من خلال ما يسمى “شهود النور الإلهي”.
- الفناء والبقاء: تعزز الكركرية مفهوم الفناء، حيث يسعى المريد إلى التلاشي في الله، لكن مع الاحتفاظ بحضور في الحياة الدنيا.
- ملازمة السنة النبوية: تؤكد الطريقة على الالتزام الكامل بالسنة النبوية في جميع الأقوال والأفعال. إدعاء كسائر المسلمين ويستبدلون السنة بالروايات.
- استحقار النفس وتعظيم الآخر: من مبادئ التربية الصوفية التي تعتمدها الطريقة أن المريد يجب أن يستحقر نفسه ويعظم الآخرين لكي يقلل من عيوبه ويزيد من حسناته.
- موقفها من العقل والتفكير والعلم
الطريقة الكركرية تعتمد على التجربة الروحية والشهود القلبي أكثر من الاعتماد على التفكير العقلاني والعلمي. تعتقد أن العقل محدود في قدرته على الوصول إلى المعرفة الحقيقية بالله، مما يعزز توجهها نحو تغييب العقل والتركيز على “التجليات الروحية”. هذه النظرة إلى العقل قد تؤدي إلى تغييب التفكير النقدي والمنطقي لدى الأتباع.
- التمويل والموارد المالية
بالنسبة لمصادر تمويل الطريقة الكركرية، فهي تعتمد بشكل أساسي على تبرعات الأتباع والمريدين، الذين يدعمون الزاوية والمشاريع المرتبطة بها. على الرغم من بعض الانتقادات الموجهة للطريقة بشأن مصادر تمويلها. تعتمد الزاوية أيضًا على الأنشطة الروحية مثل الخلوة والحضرة لتأمين جزء من مواردها.
- مخاطر تغييب العقل
هناك عدة مخاطر تترتب على تغييب العقل داخل الطريقة الكركرية، من أبرزها:
- الابتعاد عن التفكير النقدي: عندما يتم التركيز على الشهود والتجربة الروحية دون اعتبار للعقل، يصبح من السهل استغلال الأتباع أو انجرارهم نحو ممارسات قد تكون غير منطقية أو غير شرعية دينيًا.
- التأثير على المجتمع: يمكن أن يؤدي تغييب العقل إلى خلق فجوة بين الأتباع والمجتمع الأوسع، ما يعزز الانعزال والانغلاق الديني والاجتماعي.
- التراجع العلمي: تغييب العقل يؤدي إلى ضعف الاهتمام بالعلم والمعرفة العقلانية، مما يعوق التقدم الاجتماعي والنهضة الفكرية.
- 7. خلاصة النقد
في حين أن الطريقة الكركرية تقدم نفسها كطريق روحي للوصول إلى الله من خلال الشهود النوراني والتجربة القلبية، إلا أن تغييب العقل والتقليل من دوره يشكل خطرًا على الأتباع والمجتمع. العقل يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن بين الروحانية والتفكير النقدي، وتغييب دوره يمكن أن يؤدي إلى تطرف في الممارسات أو الانفصال عن الشريعة الإسلامية الصحيحة.
اضف تعليقا