شيعة الفرس غير شيعة العرب
الفرق بين الشيعة الفرس والشيعة العرب يتجلى بشكل واضح في سياقات متعددة تتعلق بالتاريخ، والثقافة، والهوية القومية، حيث إن الشيعة الفرس يحملون إرثًا من الكراهية والتعالي تجاه العرب، بما فيهم الشيعة العرب. هذه الكراهية ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى فترات تاريخية بعيدة، منذ سقوط الإمبراطورية الفارسية على يد المسلمين العرب.
يوجد العديد من المؤشرات التي تظهر هذه العنصرية، ومنها المنهجيات التعليمية والأدبيات الثقافية الإيرانية التي تمتلئ بالتصريحات المعادية للعرب، سواء كانوا سنة أو شيعة. الفرس يعتبرون أنفسهم جزءًا من “الجنس الآري”، ويرون العرب كأناس متخلفين ومتوحشين. هذا التعالي يظهر أيضًا في تصريحات بعض القيادات الإيرانية التي تعتبر العرب مسؤولين عن تدمير حضارتهم الزرادشتية ونشر الإسلام، الذي يعتقدون أنه دين قمعي فرض عليهم.
ورغم أن الثورة الإيرانية عام 1979 رفعت شعارات توحيد الشيعة تحت راية الإسلام، إلا أن الواقع أظهر خذلانًا واضحًا للشيعة العرب، خاصة في دول الخليج. فبعد الثورة، استخدم النظام الإيراني الشيعة العرب كأدوات سياسية دون أن يحقق لهم مكاسب حقيقية، مما أشعل شعورًا بالخيانة لدى هؤلاء.
بالإضافة إلى ذلك، تتحدث بعض الدراسات عن استمرار الفرس في تمييز أنفسهم عن العرب، حتى بين الطائفة الشيعية، حيث يتعاملون مع الشيعة العرب كأتباع من الدرجة الثانية. هذه النظرة العنصرية تظهر في سياسات النظام الإيراني، خصوصًا تجاه عرب الأحواز شيعة وسنة، الذين يتعرضون لاضطهاد مستمر.
من أقوال الأئمة والعلماء الفرس التي تعكس هذه الكراهية نجد الشاعر الفارسي “فردوسي” الذي وصف العرب بأقسى الأوصاف واعتبرهم أعداءه، ذكر ذلك في ملحمته الشهيرة “الشاهنامة”، وأعرب عن شعور الكراهية تجاه العرب بشكل واضح، حيث وصفهم بأوصاف سلبية جدًا. من بين أشهر أبياته التي تتعلق بوصف العرب، قال:
“لقد جاء العرب من الصحراء، ليجلبوا معهم العنف والدمار، وليحكموا علينا بالسيف”
كما أكد السيد حسن العلوي أن الفرس سعوا إلى “تعجيم الشيعة” في العراق لجعل العرب أقلية.
وأشار “محمد آل الشيخ” أيضًا إلى أن الفرس يسعون للسيطرة على المرجعية الشيعية وجعل الشيعة العرب مجرد أتباع لخدمة الأهداف الفارسية، مشيرًا إلى سعيهم لنقل المرجعية من النجف إلى قم.
الخلاصة
أن الشيعة الفرس يحملون نظرة تفوق عرقي تجاه الشيعة العرب، وهي متجذرة في التاريخ والثقافة الفارسية، وما زالت تؤثر على العلاقات بين الطرفين حتى اليوم
ولذلك على الشيعة العرب أن يفكوا هذا الترابط العضوي مع إيران وينفصلوا عنها كلياً، ويرجعوا إلى الحضن العربي الإسلامي ويعيشوا مع الآخرين بسلام وحرية وأمان وتعاون في الوطن الواحد.