تحليل ظاهرة النرجسية والشعور بالعظمة “فراس منير” نموذجاً
يدَّعي ” فراس المنير نفسه بقوله:” أنه أعلم أهل الأرض في تدبر القرءان ودراسته” وأسس طائفة دينية جديدة، باسم “الجبرائيلية الإسلامية” نسبة إلى جبريل، أو أسس منهج أو أسس أكاديمية أو أسس مجموعة من العلوم ، ويقدم نفسه أنه عالم متعدد الاختصاصات…الخ، وغيره ادعى أن القرءان نزل على المسيح وهو خاتم النبيين وصار يدعو إلى الإسلام المسيحي!، وآخر يقول اسألوني قبل أن تفقدوني وينبغي أن تحمدوا الله على أنكم عاصرتوني وخلقتم في زمني…الخ، تُظهر هذه الظاهرة عدة سمات نفسية واجتماعية يمكن تحليلها:
- النرجسية والشعور بالعظمة: الادعاء بأنه أعلم أهل الأرض وأن أبحاثه غير مسبوقة عبر التاريخ، يعكس تضخم الأنا والشعور بالتفوق. هذا السلوك يعبر عن رغبة في التميز عن الآخرين والإيمان بتفرد قدراته المعرفية. ادعاؤه بوجوب أن يدرس عنده أي باحث قرآني يعزز شعورًا بالنرجسية، إذ يرى نفسه المعيار الوحيد الذي يجب على الآخرين اتباعه.
- الرغبة في السيطرة والاعتراف: إنشاء طائفة دينية جديدة يعكس رغبة الشخص في الحصول على الاعتراف الروحي والسيطرة على مجموعة من الناس من خلال فرض تفسيره الخاص. الدعوة لإتباعه تشير إلى حاجة للتحكم بالجماعة وفرض أفكاره على الآخرين، ما يمنحه شعورًا بالهيمنة والقوة. هذه الرغبة في التأثير تتجلى من خلال تصوره بأن لديه رؤية دينية غير مسبوقة، تعطيه الحق في قيادة الآخرين وتقديم نفسه كمرشد فريد من نوعه.
- الميول الطائفية والعزلة: تأسيس طائفة تحمل اسمًا فريدًا مثل “الجبرائيلية الإسلامية” يعكس محاولة لعزل المتبعين عن المسلمين عموماً.
والنسبة إلى جبريل، الذي هو رمز للوحي في الإسلام، تهدف إلى تعزيز الشرعية الدينية للمؤسس وجذب المتبعين الذين يشعرون بالتفرد. هذه الاستراتيجية تعمل على تمييز الأتباع عن باقي المسلمين، مما يعزز شعورهم بأنهم “المختارون” أو “المميزون” بشكل فريد. مثل هذه الحركات تعزز الانقسام داخل المجتمع وتجذب أفراداً يبحثون عن هوية خاصة.
- التضليل والاعتقادات المبالغ فيها: الأشخاص الذين يتبنون مثل هذه الأفكار يُظهرون انفصالًا عن الواقع، حيث يعجزون عن تقييم أفكارهم بموضوعية أو نقد. وادعاؤه بأن أبحاثه “أول بحث في التاريخ السابق واللاحق” يظهر ميلاً لتقديم أفكار غير مبررة علميًا أو تاريخيًا، مما قد يؤدي إلى تضليل الأتباع وتعزيز الانعزال الفكري.
في المجمل، مثل هذه الحركات الدينية تُبنى على مزيج من النرجسية، الحاجة إلى الاعتراف، والرغبة في السيطرة الروحية من خلال تقديم تفسير مفترى أو شاذ أو ظني للنصوص الدينية.و إعطاؤها صفة الحق ، ولا يستبعد من هؤلاء مع الزمن من تضخم الأنا عندهم أن يدعوا أنهم المهدي المنتظر أو شبيه المسيح أو حتى النبوة بمفهوم معين! لأن المرض النفسي ينتكس عندهم مع الزمن والنرجسية تنمو في داخلهم وربما يكون آخرتهم النبذ من المجتمع أو يصيرون إلى المصح العقلي.
اضف تعليقا