طريقة حوار السلفيين وتحليل عقليتهم وعلاجها

       السلفية ليست مجرد اسم لجماعة معينة، بل هي طريقة تفكير تعتمد على النمط الماضوي والآبائي، وتوجد في معظم ملل أهل الأرض، سواء كانوا دينيين أو لا دينيين. لفهم هذا التيار بشكل أعمق، يمكننا تحليل طريقة حوارهم وعقليتهم، ومقارنتها مع طريقة تفكير فرعون كما ورد في القرآن الكريم، وخاصة في سياق حواره مع النبي موسى عليه السلام.

      طريقة حوار السلفيين

 الاعتماد على الماضي: يسأل السلفي غالبًا عن القرون الأولى كما جاء في قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى }طه51.

  1. اتباع العادات القديمة: يتبع السلفيون ما وجدوا عليه آباءهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} البقرة170.
  2. المرجعية للأجداد: يعتمد السلفيون على من سبقوهم في القول والعمل، متسائلين دائماً عن من قال بمثل قولهم، ومن يدعم رأيهم.
  3. الاعتماد على السلف: السلفي يعتقد أن السلف كانوا أكثر فهمًا وعلمًا، ولذلك يتساءل لماذا لم يقل السلف بما تقول، وهل أنت أذكى منهم؟
  4. اتهام المختلف: السلفي يتهم من يفكر بعقله بأنه ضال أو ينفذ مؤامرة غربية، أو يريد هدم الدين وتدمير الإسلام.
  5. الاتهام بالتجديد: يعتبر السلفي كل تجديد أو تفكير جديد في الدين بمثابة مؤامرة، ويرفضه لأنه لم يأت به السلف.
  6. اتهام الشخصية: السلفي قد يتهم الشخص المختلف بأنه غير مسلم أو غير ملتزم بالشعائر الدينية.

          تحليل عقلية السلفي

عقلية السلفيين تتسم بالعديد من الخصائص التي تجعلهم يتبنون هذا النمط الفكري:

  1. عدم استخدام العقل: السلفيون لا يستخدمون عقولهم في التفكير، بل يعتمدون على النقل والتقليد.
  2. عدم الثقة بالنفس: السلفيون لا يثقون بمقدرتهم الفهمية، ويعتمدون على ما قاله السلف.
  3. افتقاد الحرية في التفكير: يعيش السلفيون في إطار محدد من الأفكار القديمة ولا يملكون الحرية للتفكير الجديد.
  4. الاهتمام بالأشخاص: يهتم السلفيون بالأشخاص أكثر من الأفكار، ويعتمدون على قول السلف أكثر من البحث عن الحقيقة.
  5. الثقة المهزوزة: السلفيون يعيشون بثقة مهزوزة في الناس، مما يجعلهم يعتمدون على الجمع ويخشون الانفراد.
  6. العيش في الماضي: يعيش السلفيون في الماضي ولا يستطيعون مواجهة الحاضر.
  7. الانغلاق: ينغلق السلفيون على أنفسهم ليحموا أنفسهم من تأثير الحاضر.
  8. العدوانية: نظرة السلفيين للناس عدوانية، وتعاملهم استعلائي وإقصائي.
  9. التحول للإرهاب: لدى السلفيين قابلية للتحول إلى إرهابيين بسبب تفكيرهم المتطرف.
  10. مشروع تدميري: السلفية تعتبر مشروعًا تدميريًا ثقافيًا للمجتمع.
  11. الاكتئاب: يعاني السلفيون من اكتئاب شديد يدفعهم لكراهية أنفسهم وتوجيه الكراهية خارجًا.
  12. العزلة: يعيش السلفيون في عزلة عن النشاط الاجتماعي.
  13. الكبت الجنسي: يعاني السلفيون من كبت جنسي شديد.
  14. الفشل الأسري: السلفيون غالبًا ما يكونون فاشلين في علاقاتهم الأسرية.
  15. الاضطراب النفسي: يعيش السلفيون باضطراب نفسي أمام المدنية والتطور.
  16. التفكير الجزئي: تفكير السلفيين ذري جزئي وغير قادر على التفكير الكلي الشمولي.
  17. التفكير الأحادي: تفكير السلفيين أحادي وجامد، ولا يستطيعون استحضار الأفكار الكلية وفهم الجزئية على ضوئها.

     مماثلة تفكير السلفية مع تفكير فرعون

لفهم الظاهرة السلفية بشكل أعمق، يمكننا مقارنتها بطريقة تفكير فرعون كما ورد في القرآن الكريم، خصوصاً في سياق حواره مع النبي موسى عليه السلام. يمكن استخلاص بعض النقاط المشتركة بين طريقة تفكير السلفيين وفرعون في النقاط التالية:

  1. الاعتماد على الماضي والتراث

في حواره مع النبي موسى، قال فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} (طه 51). يظهر من هذا القول أن فرعون كان متمسكًا بالماضي وتراث الأجداد، رافضًا أي تغيير أو تجديد. هذا يشبه السلفيين الذين يعتمدون على قول السلف بشكل مطلق، رافضين أي تفسير جديد للنصوص الدينية.

  1. التمسك بالعادات القديمة

كما يذكر القرآن، يقول الناس الذين يتبعون طريقة التفكير السلفية: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا} (البقرة 170). هذا التمسك بالعادات القديمة يشبه ما فعله فرعون وأتباعه الذين كانوا متشبثين بتقاليدهم القديمة ورافضين اتباع النبي موسى.

  1. رفض العقل والتفكير النقدي

فرعون لم يستخدم عقله لتفهم رسالة النبي موسى، بل اعتمد على السلطة والقوة لقمع الأفكار الجديدة. هذا يشبه السلفيين الذين يرفضون التفكير النقدي والعقلاني، ويعتمدون على النقل والتقليد الأعمى لما قاله السلف.

  1. الاتهام بالضلال والانحراف

فرعون اتهم النبي موسى بالضلال والسحر لإبعاد الناس عن رسالته: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} (الأعراف 109). السلفيون يستخدمون نفس الأسلوب، حيث يتهمون من يخالفهم بالرأي بالضلال والانحراف، بل ويصل الأمر إلى اتهامه بالكفر والزندقة.

  1. الاستعلاء والإقصاء

فرعون كان يستعلي على قومه، وكان يتعامل معهم باستعلاء وإقصاء لأي فكر مخالف: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} (الزخرف 54). السلفيون يتبعون نفس النهج، حيث يتعاملون مع الآخرين باستعلاء ويرفضون التعايش مع أي فكر مخالف.

    علاج ظاهرة السلفية

لمعالجة هذه الظاهرة، يجب اتباع عدة خطوات تعتمد على التفهم العميق للنصوص القرآنية وتطبيقها بطريقة تعزز التفكير النقدي والحر. هنا بعض الإجراءات المقترحة:

  1. تعزيز التعليم النقدي
  • يجب أن يكون التعليم مبنيًا على التفكير النقدي والتحليلي، وليس على الحفظ والتقليد.
  • تعزيز منهجية البحث العلمي في الدراسات الدينية، والتأكيد على أهمية التفكير العقلاني.
  1. تعزيز الفهم الشامل للقرآن
  • تعليم الناس كيفية فهم النصوص القرآنية بشكل شامل ومتعمق، دون الاقتصار على التفاسير القديمة.
  • تشجيع تفسير النصوص بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على القيم الإسلامية الأساسية.
  1. تشجيع الحوار المفتوح
  • إنشاء منصات حوار مفتوح بين مختلف التيارات الفكرية والدينية.
  • تشجيع الحوار القائم على الاحترام والتفاهم المتبادل.
  1. تقديم نماذج إيجابية
  • تقديم نماذج إيجابية لشخصيات إسلامية تاريخية ومعاصرة اعتمدت التفكير النقدي والعقلاني.
  • تسليط الضوء على العلماء والمفكرين الذين أسهموا في تطوير الفكر الإسلامي بطرق مبتكرة.
  1. دعم المشاريع الثقافية
  • دعم المشاريع الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الفكري والنقدي.
  • تشجيع الفنون والآداب التي تساهم في نشر قيم التسامح والتفاهم.
  1. التركيز على القيم الإنسانية
  • تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة، والمساواة، والرحمة.
  • التأكيد على أن الإسلام يدعو إلى التفكير والتدبر وعدم التبعية العمياء.
  1. إصلاح النظام التعليمي
  • إصلاح النظام التعليمي ليكون أكثر شمولية وانفتاحًا.
  • إدراج مواد تعليمية تركز على التاريخ الإسلامي والفكر النقدي.
  1. معالجة القضايا النفسية والاجتماعية
  • توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو الكبت الجنسي.
  • تعزيز الصحة النفسية والعقلية من خلال برامج توعية ودعم.

     النتائج المترتبة على العلاج

بتطبيق هذه الإجراءات، يمكن أن نتوقع عدة نتائج إيجابية:

  1. زيادة الوعي النقدي

ستساعد هذه الإجراءات في تعزيز الوعي النقدي لدى الأفراد والمجتمع. ستتيح للأفراد القدرة على التفكير المستقل والتحليلي، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية.

  1. تعزيز التسامح والتفاهم

من خلال تشجيع الحوار المفتوح وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، سيتم تعزيز التسامح والتفاهم بين مختلف التيارات الفكرية والدينية. سيساهم هذا في خلق مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا.

  1. تطوير الفكر الإسلامي

ستساهم هذه الإجراءات في تطوير الفكر الإسلامي بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث. سيساعد هذا في تقديم صورة أكثر إيجابية للإسلام على الساحة العالمية.

  1. تقليل التطرف

من خلال معالجة القضايا النفسية والاجتماعية وتعزيز التعليم النقدي، يمكن تقليل احتمالات التطرف والإرهاب. سيساهم هذا في بناء مجتمع أكثر أمانًا واستقرارًا.

    الخلاصة

السلفية ليست مجرد نمط تفكير ماضوي، بل هي تحدٍ يحتاج إلى مواجهة شاملة تعتمد على الفهم العميق للنصوص الدينية وتطبيقها بطريقة تعزز التفكير النقدي والحر. من خلال اتباع المنهج القرآني في مواجهة العقلية الماضوية، كما فعل النبي موسى مع فرعون، يمكننا بناء مجتمع أكثر تقدمًا وتسامحًا. بالعمل الجاد والتعاون المشترك، يمكننا تحقيق تقدم فكري واجتماعي يعزز من مكانة الإسلام كدين يدعو إلى العقل والتفكير النقدي البناء.

ــــــــــــــــــــــــــــــ