هل الأعمى يرى السواد أم لا يرى شيئًا؟

      البصر من الحواس الأساسية لفهم العالم المحيط، ويثير فقدانها تساؤلات حول ما يراه الأعمى. هل يعيش الأعمى في حالة “سواد” أم أنه لا يدرك شيئًا بصريًا على الإطلاق؟ للإجابة، سنتناول المسألة بمنهج طبي ومنطقي.

     تعريف العمى وأسبابه

  • العمى التام: فقدان كلي للإدراك البصري، حيث لا يشعر الشخص بالضوء أو الصور.
  • العمى الجزئي: إدراك محدود للضوء أو الأشكال.
  • خلقي أو مكتسب: العمى الخلقي يكون منذ الولادة، بينما العمى المكتسب يحدث بعد فقدان البصر نتيجة مرض أو إصابة.

    كيف تحدث الرؤية؟
     الرؤية تعتمد على آليات تعمل بتناغم بين العين، الشبكية، العصب البصري، والدماغ. في حالة العمى، يعطل خلل في هذه الآليات الإدراك البصري.

     الرؤية في حالة العمى

  • العمى المكتسب:
    من فقد بصره بعد أن كان مبصرًا قد يُدرك “السواد”، حيث يعتبر السواد غياب الضوء الذي يعكس تجربة بصرية سابقة.
  • العمى الخلقي:
    من يولد أعمى لم يختبر الرؤية مطلقًا، وبالتالي لا يمكنه إدراك السواد أو الألوان. بالنسبة له، “غياب الرؤية” هو غياب الإدراك تمامًا، وليس حالة “سواد”.

       المنظور الطبي والعصبي

  • السواد هو حالة يُفسرها الدماغ عند غياب الضوء، لكن في العمى الخلقي، لا توجد إشارات بصرية أصلاً لتُفسر.
  • الدماغ يعتمد على المدخلات الحسية؛ في غيابها التام كما في العمى الخلقي، لا يتم إدراك أي شيء بصريًا.

      معالجة منطقية

  • السواد يتطلب تجربة بصرية سابقة لفهمه كغياب للضوء، لذا يرتبط بالأعمى المكتسب.
  • الأعمى الخلقي يعيش في حالة غياب الإدراك البصري، مما يجعل “السواد” مفهومًا غير وارد في تجربته.

     مقارنة مع الحواس الأخرى

  • الشخص الأصم منذ الولادة لا يدرك “الصمت”، بل يعيش في غياب الإدراك السمعي.
  • وبالمثل، الأعمى الخلقي لا يدرك السواد أو الضوء؛ لأن الرؤية بالنسبة له غائبة تمامًا.

     الخاتمة
    الإجابة تعتمد على نوع العمى:

  • المكتسب قد يدرك السواد كحالة تعكس غياب الضوء.
  • الخلقي لا يدرك شيئًا بصريًا، حيث يعيش في غياب كامل للإدراك البصري.

هذا التفريق يعكس الطبيعة المعقدة للإدراك الحسي، حيث تتداخل التجربة السابقة مع البنية العصبية في تشكيل مفهوم “الرؤية” أو غيابها.