مقارنة وتحليل
بين
فكر محمد شحرور و أبو القاسم حاج حمد و علي عبد الرازق
تتناول هذه المقارنة والتحليل ثلاث شخصيات بارزة في الفكر الإسلامي الحديث: محمد شحرور، وأبو القاسم حاج حمد، وعلي عبد الرازق. على الرغم من اختلافاتهم في السياق التاريخي والجغرافي، فإنهم جميعًا يشتركون في السعي إلى تجديد الفكر الإسلامي وتقديم تفسير معاصر للشريعة الإسلامية.
محمد شحرور
مفكر إسلامي سوري وُلد في دمشق في 11 أبريل 1938، وتوفي في 21 ديسمبر 2019 في أبو ظبي ودفن في دمشق،. يعتبر من أبرز المفكرين الإسلاميين الذين سعوا إلى تقديم قراءة جديدة للقرآن الكريم تعتمد على منهج علمي وتأويلي مختلف عن التفسيرات التقليدية.
- درس الهندسة المدنية في الاتحاد السوفييتي (روسيا حالياً)، حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة موسكو في الستينيات.
- حصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة دبلن في أيرلندا.
- العمل الأكاديمي:
- عمل أستاذاً للهندسة في جامعة دمشق.
- شغل مناصب تدريسية وإدارية في الجامعة لفترة طويلة، كما عمل كمستشار في مجاله الهندسي.
أفكار ومؤلفات
- عرض منهج جديد لدراسة القرءان كمنظومة متماسكة مع بعضها يقوم على الدراسة الموضوعية التي عبر عنها بالترتيل لجميع النصوص المتعلقة بالموضوع لتشكيل مفهوم كلي يحكم الجزئيات
- فعل المنهج اللساني العربي المنطقي لأن القرءان نزل بلسان عربي مبين وتبنى قاعدة: إذا اختلف المبنى اختلف المعنى
- اعتمد على مفهوم المصداقية للخطاب القرءاني في الواقع كونه صدر من لدن عليم حكيم.
- التجديد في فهم النصوص: دعا شحرور إلى إعادة قراءة النصوص الدينية بفهم جديد يتناسب مع متطلبات العصر. رأى أن القرآن يحتوي على مستويات متعددة من المعاني وفق قاعدة: ثبات المبنى وتحرك المعنى، ويمكن تفسيره بطرق جديدة تواكب التغيرات الاجتماعية والسياسية.
- الفصل بين الدين والسياسة: شدد شحرور على ضرورة فصل الدين عن السياسة، معتبرًا أن الخلط بينهما يؤدي إلى تشويه كلا المجالين.
- حقوق المرأة: كان شحرور مدافعًا قويًا عن حقوق المرأة، ورأى أن الإسلام يدعم المساواة بين النوعين إنسانيًا، وأن التفسيرات التقليدية تسببت في تهميش المرأة.
- الاجتهاد المستمر: أكد على ضرورة استمرار الاجتهاد وتحديث الفقه بما يتماشى مع الواقع المتغير، داعيًا إلى عدم التمسك بالتفسيرات التقليدية الجامدة.
أشهر مؤلفاته
- “الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة”: قدم شحرور في هذا الكتاب دراسة منهجية للقرآن، ركز فيه على الموضوعية و الترتيل واللسان العربي والمصداقية والمعاني المتعددة للنصوص مع ثبات المبنى،ودعا إلى استمرار الاجتهاد في كل مجتمع وفق أدواته المعرفية.
أبو القاسم حاج حمد
- مفكر سوداني درس في الجامعات السودانية، لكنه استكمل دراساته العليا في الخارج.
- حصل على شهادات عليا في الدراسات الإسلامية والفلسفة من عدة جامعات دولية.
الشهادات:
- حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية.
- درس وعمل في مجالات متعددة منها الدراسات القرآنية والفكر الإسلامي.
المناصب:
- شغل مناصب أكاديمية وبحثية في العديد من الجامعات والمراكز البحثية.
- كان له دور بارز في تأسيس العديد من المؤسسات الفكرية والثقافية.
- عمل مستشارًا في عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
تاريخ الوفاة 2004
أفكار ومؤلفات
- عالمية الإسلام: أكد حاج حمد على أن الإسلام دين عالمي يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. دعا إلى الحوار والتفاعل مع الثقافات والأديان الأخرى.
- التجديد والاجتهاد: كان حاج حمد من دعاة التجديد المستمر في الفكر الإسلامي، مشددًا على أهمية فتح باب الاجتهاد لمواجهة التحديات الحديثة.
- العقلانية: رأى أن الإسلام دين عقلاني، ويجب أن يكون الفهم الديني مستندًا إلى التفكير العقلاني والتحليل النقدي.
- حقوق الإنسان: دافع حاج حمد عن حقوق الإنسان في الإسلام، واعتبر أن الشريعة الإسلامية تدعم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
أشهر مؤلفاته
- “عالمية الإسلام”: ناقش فيه فكرة أن الإسلام ليس دينًا محليًا أو إقليميًا، بل دين عالمي يدعو إلى الحوار الحضاري مع الثقافات الأخرى.
علي عبد الرازق
هو مفكر مصري بارز وُلد في عام 1888 وتوفي في عام 1966. تلقى تعليمه في الأزهر الشريف حيث حصل على شهادة العالِمية، وبعدها انتقل إلى جامعة أكسفورد في بريطانيا حيث درس الفلسفة والتاريخ. يعتبر من الشخصيات البارزة في الفكر العربي الحديث، وله دور كبير في النقاشات الفكرية حول الإسلام والسياسة في القرن العشرين.
أفكار ومؤلفات
- كتاب “الإسلام وأصول الحكم”: أثار جدلاً كبيرًا بسبب مواقفه حول الخلافة والحكم في الإسلام. جادل في كتابه بأن الخلافة ليست من أصول الإسلام، وأنها نظام دنيوي يمكن تغييره. تعرض لمحاكمة من قبل هيئة كبار العلماء في الأزهر وفصل من عمله نتيجة لأفكاره المثيرة للجدل.
نقاط الالتقاء والخلاف
نقاط الالتقاء:
- التجديد والاجتهاد: جميعهم دعا إلى ضرورة التجديد والاجتهاد في الفكر الإسلامي بما يتماشى مع العصر الحديث.
- حقوق الإنسان والمساواة: شددوا على أهمية حقوق الإنسان والمساواة، سواء كانت حقوق المرأة كما عند شحرور، أو حقوق الإنسان بشكل عام كما عند حاج حمد.
- الفصل بين الدين والسياسة: أيدوا جميعًا بشكل أو بآخر فكرة فصل الدين عن السياسة، كلٌ وفق رؤيته الخاصة، حيث شدد شحرور وعبد الرازق على هذا الجانب بشكل مباشر، في حين كان حاج حمد أكثر تركيزًا على عقلانية الدين وعالميته.
نقاط الخلاف:
- منهجية التجديد: اختلفوا في منهجياتهم للتجديد؛ فشحرور ركز على إعادة دراسة النصوص وفق منهجية موضوعية ولسانية ، بينما حاج حمد اعتمد على الحوار والعقلانية، وعبد الرازق تحدى النظام السياسي القائم في الإسلام.
- تفسير النصوص الدينية: شحرور دعا إلى دراسة متعددة المستويات للنصوص، بينما حاج حمد اعتمد على العقلانية النقدية، وعبد الرازق ركز على الفصل بين الديني والسياسي في الحكم.
- التفاعل مع التقاليد الإسلامية: حاج حمد كان أكثر ميلًا للحوار مع التقاليد الثقافية والدينية الأخرى، بينما كان شحرور وعبد الرازق أكثر تحديًا للتفسيرات التقليدية.
خاتمة
تجمع الشخصيات الثلاثة بين روح التجديد والرغبة في تقديم رؤية معاصرة للإسلام، رغم اختلافاتهم في الأسلوب والتركيز. محمد شحرور ركز على إعادة دراسة النصوص والحقوق الاجتماعية من منظور يقوم على المصداقية وفق اللسان العربي المبين، بينما حاج حمد سعى لتعزيز عالمية الإسلام والعقلانية، وعلي عبد الرازق قدم طرحًا جريئًا حول النظام السياسي في الإسلام. جميعهم أثروا في الفكر الإسلامي الحديث بطرق مختلفة، مقدمين رؤىً متنوعة تساعد على فهم الإسلام في سياق العالم المتغير.
اضف تعليقا