مفهوم نزول المائدة على الحواريين

النص القرآني

وردت القصة في سورة المائدة، الآيات 112-115: } إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ{ (115)

التحليل اللساني والدلالي

  1. جذر كلمة “مائدة”:
    • كلمة “مائدة” تأتي من الجذر “م د”، والذي يشير إلى الامتداد والتقديم. في هذا السياق، قد تعني “المائدة” ما يُقدم للناس ليأكلوا منه.
  2. دلالة كلمة “أكل”:
    • كلمة “أكل” تدل على تناول الشيء سواء بصورة مادية تتعلق بالطعام أو بصورة معنوية مثل أكل مال اليتامى، في السياق القرآني، يشير الطلب إلى الرغبة في دليل مادي ملموس على قدرة الله بدليل استخدام فعل يستطيع.

التحليل المنطقي والقرآني

  1. سياق الطلب:
    • طلب الحواريون من عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء ليثبتوا إيمانهم ويطمئنوا بصدق رسالته. هذا يعكس حاجتهم إلى دليل ملموس يؤكد قدرتهم على الإيمان ويعزز يقينهم.
  2. استجابة عيسى عليه السلام:
    • دعا عيسى عليه السلام ربه أن ينزل المائدة لتكون عيدًا وآية، مما يشير إلى أن الهدف من المائدة ليس فقط الأكل، بل أيضًا أن تكون دليلاً على القدرة الإلهية ورمزًا للاحتفال والذكرى.
  3. تحقيق الآية:
    • نزول المائدة يعتبر آية وعيدًا للأولين والآخرين، مما يعني أن القصة تستمر كرمز ودليل على الإيمان والقدرة الإلهية.
    • الفهم المادي والمعنوي
  4. المفهوم المادي:
    • عند النظر إلى كلمة “مائدة” على أنها طعام متنوع ينزل من السماء، يمكن تفسيرها على أنها تشير إلى نزول الرزق من السماء من خلال المطر الذي ينبت الزرع والمحاصيل المختلفة، مما يوفر مائدة متنوعة يمكن للناس أن يأكلوا منها.
  5. المفهوم المعنوي:
    • نزول المائدة كآية هو دليل على القدرة الإلهية وصدق النبوة، مما يطمئن القلوب بالإيمان ويعزز اليقين.

النقاط الرئيسية

  1. دلالة “مائدة”:
    • المائدة يمكن أن تكون إشارة رمزية للطعام المتنوع الناتج عن المطر ونمو النباتات، مما يجعلها مائدة مقدمة من الله للناس.
  2. دلالة “من السماء”:
    • يمكن أن تشير إلى نزول البركات والرزق من السماء على شكل مطر ينبت الزرع والمحاصيل التي توفر الطعام للناس.
  3. دلالة “نأكل منها”:
    • تشير إلى الاستفادة من الرزق والطعام الذي يوفره الله، سواء كان من خلال الطعام المباشر أو من خلال المحاصيل الناتجة عن المطر.

الخلاصة

تتجاوز “المائدة” في القرآن الكريم مفهوم الطعام المادي لتكون رمزًا للدلالة الإلهية والقدرة الربانية. هي ليست فقط طعامًا مقدمًا، بل هي آية تعزز الإيمان واليقين في قلوب المؤمنين، وتظل ذكرى مقدسة تحتفل بها الأجيال كرمز لعطاء الله ورحمته.